تعرف مختلف المدن المغربية تظاهرات ثقافية وفنية ووقفات رمزية، بالإضافة إلى مسيرة وطنية حاشدة في التاسع من أبريل الجاري بالعاصمة الرباط ، تضامنا مع الشعب الفلسطيني الأعزل، وذلك بمناسبة وعد بلفور المشؤوم ، والذي مضت عليه مئة سنة، تجسد قرنا من الاحتلال والإرهاب و محاولة إذلال الشعب الفلسطيني المقاوم، ولكنها أيضا، مئة سنة من المقاومة وحماية القدس الشريف وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية في بلد التعايش والسلام، منذ كانت فلسطين وكانت القدس وحتى قبلها.
المغرب رسميا وشعبيا جعل من القضية الفلسطينية قضية وطنية، وبذل ويبذل كل ما في وسعه من أجل دعمها، سواء من خلال الجهود الكبيرة لجلالة الملك، رئيس لجنة القدس، وما تقدمه هذه اللجنة من دعم لصمود المقدسيين والفلسطينيين عموما، وهي مجهودات يثني عليها كافة فرقاء الوطن في فلسطين، أو شعبيا، حيث ارتبط المغاربة بالقضية الفلسطينية وبذلوا في سبيلها قصارى جهودهم مضمخة بالشهداء وتقديم الغالي والنفيس.
ولعب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية انطلاقا من قناعاته الراسخة في مساندة الشعب الفلسطيني دورا كبيرا في مسار دعم المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، إذ لا تخلو أية محطة إلا وكان الاتحاد حاضرا منذ تأسيسه، حيث ساهم في الدعم الإعلامي والتضامن الميداني وخلق مؤسسات مدنية للدعم والإسناد في كل وقت وحين، ولا شك أن عشرات الاتحاديين جاوروا الشعب الفلسطيني في ساحات المواجهة ،فكريا وإعلاميا، وحتى بحمل السلاح والمواجهة المباشرة ضد الكيان الصهيوني الغاشم.
ولعلنا اليوم، وبعد مئة سنة على الوعد المشؤوم والذي هو « وعد من لا يملك لمن لا يستحق»، في إشارةٍ إلى أنّ بلفور الإنجليزي أعطى فلسطين التي لا يملكها ولا يملك حق التصرف بها لشعبٍ لا يستحق أن يمتلكها أو أن يتواجد فيها، وقد كان عدد اليهود لا يتجاوز 5% من إجمالي سكان فلسطين قبل إصدار هذا الوعد، لعلنا في حاجة إلى دعوة ملحة ونداء عاجل لتوحيد صفوف الشعب الفلسطيني من أجل التحرير، في ظل الوحدة الفلسطينية التي تعتبر أكبر ملاحم التحرر في تاريخ الإنسانية، في مواجهة نظام غاصب وعنصري…
تعليقات الزوار ( 0 )