مواطنون يعتبرون مقعد الرئاسة في المجلس البلدي للداخلة بدون معنى وينتظرون كلمة القضاء لإرجاع الأمور إلى نصابها

ولجنا منزل عائلة صحراوية إجتمع عندها نفر من مختلف مشارب المجتمع مبتهجين بأن صوتهم اخيرا سيصل لمن يقاسمونهم رقعة الوطن ورسوم المواطنة. فكان حديثهم ينم عن عفوية في سرد وقائع الخراب السياسي الذي عايشوه مرغمين خلال أقتراع 4 من شنتبر الماضي. فأول المتدخلين إستنكر سرقة الإرادة الشعبية بالداخلة وأنتشار الفساد وسطوة المال. وزاد بأن شعب الداخلة لن يقف مكتوف اليدين إذا خذلهم القضاء في تغيير تشكيلة البلدية الهرمة. قائلا أن هناك إرادة شعبية واسعة للإحتكام الى الشارع وإعادة مخرجات الصناديق لأصحابها الحقيقيين عبر الإحتجاج. إن لم ينصف القضاء رغبتهم التي تحققت في إقتراع 4 شتنبر وتم خطفها.

و ثاني المتدخلين لم يختلف عن سابقه في صب حنقه على السلطة المحلية وأقطاب الفساد المتحكم في المجالس المنتخبة بالداخلة. وعرج على أفعال رئيس البلدية المعين بالداخلة. قائلا أنه رجل خارج المعادلة الجيوقبلية بالمنطقة وقد تسلط عليها بأمواله الوفيرة غير ابه برغبات الساكنة وأحتياجاتها التي أفرغها في سلة الفرزيات بين الساكنة والعناية الفائقة بحي وحيد دون باقي أحياء المدينة. وقد أردف كذلك بأن هذه الحالة الأناركية في تعامل السلطة مع كلمة الصناديق وتزويرها لحكم الديمقراطية لن تخلف إلا حصيلة مستقبلية من اللاإستقرار وزعزعة الأمن بالمدينة.

فيما أنساقت باقي التدخلات من باقي المتدخلين في هذا الجانب معبرين عن رفضهم لإجهاض التغيير ولعب السلطة بإرادتهم التي عبروا عنها خلال اقتراع 4 شتنبر. كما لم يتوانوا عن سكب غيظهم المتصاعد على جماد المشهد السياسي وفرملته عمدا من طرف أقطاب التحكم في الدولة.

واصلنا رحلة البحث عن الحقيقة المكبوتة خلف هذه المباني البالية ووسط بنى تحتية مهترئة تفند سنوات من تلميع صورة الداخلة المدينة الساحرة في أعين المغاربة. فلا شئ هنا يوحي بإنعكاس ما أنفقته الدولة على هذه الربوع من أموال هائلة عدى طبعا ما يملئ أذاننا من إستغناء رؤوس الريع والفساد. تعمقنا غربا وسط حي الوكالة الشهير بالمدينة محملين بأسئلتنا حول واقع التنمية الذي لا نرى إلا طيفه وسط تلك الأزقة المصوملة. لم يكن الجواب غايتنا يومها بقدر ما كنا نتبع السؤال بسؤال أكثر إلحاحا منه حول هذا التكاثر المخيف الذي يعرفه هذا الحي. وهو تكاثر لا نختبر معه ذكاء المسؤولين في وضع الحلول لعلاجه بشكل مستعجل، وذلك لكي لا يبقى هذا التجمع البشري الضخم رقما سلطويا لفرض إرادة التحكم وصنع مجالس على المقاس الذي ينسجه حياكوا الأجهزة والسلطات. صادفنا ذلك الرجل المتدين في الشارع وحاولنا أخذ تصريحه حول ما جرى من فوضى أنتخابية، كان يثني على المشاركة الإيجابية الكبيرة للساكنة في إنجاح إستحقاق 4 شتنبر. لكنه سرعان ما عبر هو الأخر عن إمتعاظه من الإنقلاب الفاضح على المرشح الإشتراكي الذي أوصلته الديمقراطية لسدة البلدية.

لم يكن جواب أول المتدخلين من ساكنة هذا الحي الذي يعد بوصلة النجاح لكافة الفرقاء السياسيين كما يروج بالداخلة شافيا لنا لتكتمل الصورة لنا حول مجازر الديمقراطية التي خلفتها حرب تكوين المجالس بجوهرة الجنوب. لذلك إستمرت رحلة بحثنا عن المزيد من التصريحات المكلمة للوحة الحقيقة. تجمع أسري لنسوة يجلسن أمام أبواب منازلهن. حاولنا أخذ أقوالهم بعيدا عن إثارة الريبة حول هويتنا الصحفية. فالمواطن البسيط هنا لا يخالجك بما في قلبه حتى يطمئن لبعدك عن الرسميات. وذلك فعلا ما حدث حين فتح الجميع لنا قلبه معبرا عن عدم قبوله لما جرى من سرقة أحكام التغيير وأستبدال الوجوه التي أرجعت حيهم مفتقرا لأبسط شروط الحياة الإنسانية. لكن ما لفت أنتباهنا فعلا هو ذلك الشاب « الإسم « والذي يحمل صفة فاعل جمعوي. كان يتحدث بطلاقة عن ما جرى دون أن ينسى أدق التفاصيل وذلك بقوله «كنا نرى في دستور 2011 ربيعنا المحلي لكن تم خطفه بقوة المال والفساد وتدخلات السلطة» عبارة ربما تستجمع بين مفرداتها حصيلة جلساتنا الطويلة من البحث عن الحقيقة الغامضة.

واصلنا مسيرنا في حي الوكالة الذي صادفت مسامعي عنه العديد من القصاصات التي تجمع على أنه التيرمومتر الإنتخابي بالداخلة. دخلنا منزل عائلة « « نسوة مجتمعات وشباب ورجال من مختلف الأعمار حجوا للمنزل المذكور قصد التعبير عن لازمة الخيبة التي تحرك مشاعرهم نحو البوح بالحقيقة التي عايشوها في أنتخابات الداخلة الجماعية.

أول المتدخلات «الإسم» أكدت أن العملية كانت فاسدة برمتها فمنتخبوا السلطة كما يحب شعب الداخلة تسميتهم وقفوا على ابواب المدارس بالحي المذكور وبدأو في توزيع المال وشراء أصوات المواطنين في وضح النهار دون أن تحرك السلطات ساكنا. وأردفت بأن أغلب المرشحين لا يرونهم إلا موسم الإنتخابات وبعد أن يتمكنوا من مناصبهم يغيبون الغيبة الكبرى من جديد. وقد تكرر هذا التصريح لدى المتدخلات الاخريات.

اما الشباب فقد اجمعوا على ان هناك تزوير للإرادات وما أرادوه من المشاركة الإنتخابية والتعبير عن حقهم الدستوري في التصويت تمت سرقته من السلطة. مطالبين القضاء بإرجاع كلمتهم لأصحابها الشرعيين.واصلنا استطلاعنا بعدد من المواطنين في كافة الاحياء المهمشة والراقية الكل يستنكر والاقلية تقف في صف من اغتال الديمقراطية في لؤلؤة الجنوب المغربي..فلمصلحة من تصنع الخرائط سؤال ظل معلقا في ذهننا.

بديعة الراضي

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية