يتعلق الأمر بالدار البيضاء، والدار البيضاء ليست مجرد رقعة جغرافية شاسعة لتجمع سكني كبير …إنها تاريخ …هوية وحضارة …شموخ وصمود …معاناة وتضحيات …وطنية ونضال…إبداع فني ورياضي …ماض وحاضر ومستقبل ..
« الدار البيضاء رمز نضالاتكم …لماذا وقفتم متفرجين وتركتم تجار الدين يدخلون إلى مجالسها ؟! « مطلوب من كل الاتحاديات والاتحاديين ان يتحركوا …ان ينتفضوا …أن يتواضعوا …فالدار البيضاء لا تعدم رجالا ونساء ؛ أطر وكفاءات، فاعلين اقتصاديين وفعاليات مجتمعية …أولئك الذين يستقطبهم المشروع الاتحادي، المشروع المجتمعي الحداثي الديموقراطي الاجتماعي ….مطلوب تجاوز الأنانيات والارتفاع إلى سمو القيم الاتحادية …مطلوب الانفتاح وفتح القلوب والقلوب …مطلوب فسح المجال لمرشحات ومرشحين قادرات وقادرين على كسب الرهان واسترجاع الدار البيضاء من مافيا الفساد وتجار الدين …مطلوب من الاتحاديات والاتحاديين عدم إعادة إنتاج النكسة …مطلوب القطع مع كل الأساليب الماضية، والتي أنتجت الفشل …مطلوب تصحيح الأخطاء برؤية جديدة واستراتيجية جديدة…
للدار البيضاء في القلب المكان كله، ولها في الوجدان رحابة انتمائنا لها وشساعة انتمائها لنا …
ويعود الاتحاد الاشتراكي إلى الدار البيضاء، وتعود الدار البيضاء إلى الاتحاد الاشتراكي …
الدار البيضاء، عاصمة المغرب، اقتصاديا ونضاليا، وجه المغرب في العالم؛ أهانها، شوهها الظلاميون والسماسرة، واليوم تستقبل ذ. إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي وهو مصر على إعادة الاعتبار للبيضاء …هنا معبد النضال فطوبى للداخلين …
يوم « تخلى» الاتحاديون والاتحاديات عن الدار البيضاء، استوطنتها جحافل الإسلاميين والعدميين الذين لا لون سياسي ولا إيديولوجي لهم….الذين لا يهمهم المغرب ولا تهمهم الدار البيضاء ولا ساكنة الدار البيضاء…
وهذا ما يسعى الكاتب الأول لعلاجه، وليس أمامه من خيار آخر غير رفع راية النجاح في وجه الشامتين في حاضر الاتحاد الاشتراكي والناقمين على ماضيه…
الدار البيضاء بؤرة اتحادية، الدار البيضاء ولادة للمناضلين والمناضلات، الدار البيضاء قلعة الاتحاد، الدار البيضاء أم الاتحاد …قالها وأكدها الأستاذ إدريس لشكر أمام النخبة الاتحادية بجهة الدار البيضاء …قالها بصوت جهوري ليفهم الملأ أن الاستحقاقات القادمة يجب أن تكون محطة تصحيح لخطأ …
القائد إدريس لشكر بدينامية المناضل وطموح القائد، وفي ظروف استثنائية، يحل بالدار البيضاء، يجتمع بالكتابة الجهوية للدار البيضاء ( فاتح ماي 2021 ) بعد زيارات واجتماعات في جهات المغرب ؛ جهة سوس ماسة، جهة مراكش آسفي، جهة الشمال ، جهة فاس مكناس ، جهة الشرق ، جهة الصحراء المغربية …وكل أقاليم المغرب تقريبا…
ولكن اجتماع اليوم له مغزى خاص بأبعاد تاريخية ودلالات نضالية …الدار البيضاء كانت ( وستعود ) قلعة اتحادية حزبيا ونقابيا …سنوات الجمر والرصاص كانت زمنا بيضاويا بامتياز …احتضنت الاتحاديات والاتحاديين الذين ارتموا في أحضانها، والذين استنجدوا بها من كل جهات المغرب …ولما تولى الاتحاديون تسيير شؤونها في المجالس المنتخبة؛ خدموها وخدموا ساكنتها بكل نزاهة وإخلاص …
ولما أصاب التراخي الاتحاديات والاتحاديين، وتركوا الفراغات خلفهم ومن حولهم، اغتصبها أباطرة المال وتجار الدين الذين وظفوا أكذوبة « الربيع العربي « …والنتائج الكارثية اليوم بالواقع تنطق ….
وليس عبثا ، وليس صدفة أن يختار الأستاذ إدريس لشكر يوم فاتح ماي، عيد العمال، يوم اجتماع مع مناضلات ومناضلي الدار البيضاء …فللزمن رمزيته وللسياسة رسائل …الدار البيضاء مدينة عمالية …أرض النضالات والتضحيات …وكان الاتحاد الاشتراكي بذراعه النقابي طليعة الطبقة العاملة وكل الفئات الهشة والمقهورة …وكان الاتحاد متجذرا في أحيائها ودروبها …وكان الاتحاد صوت الدار البيضاء ….وتوارى الاتحاد الاشتراكي إلى الخلف في ظروف ملغومة ولأسباب ذاتية وموضوعية، توارى إلى الخلف ليمتحن البيضاويون من كان بالأمس القريب يحارب الاتحاد الاشتراكي ويعتبر محاربته « نصرة « لله تعالى ! وسقطت الأقنعة القذرة وسقطت الأساطير الأخلاقوية المؤسسة لانتهازية الإسلامويين …واليوم موعد جديد مع الاتحاديات والاتحاديين، مع الأصيلين المتأصلين …إنه زمن عودة الاتحاد الاشتراكي إلى أراضيه، إلى المواطنات والمواطنين في الدار البيضاء وفي كل مكان من أمكنة بلادنا ….
الدار البيضاء لن تنسى دماء الشهيد عمر بنجلون، دماء سيلت غدرا وخيانة وتواطؤا وعمالة من طرف تجار الدين الذين استخدموا كأدوات منفذة للجريمة السياسية كما قال في حينه قائدنا الكاريزمي سي عبد الرحيم بوعبيد …والدار البيضاء لن تغفر للظلاميين أبدا، ولو تغافلت عنهم مؤقتا …
الأستاذ إدريس لشكر في الدار البيضاء… إنها ليست مدينة كسائر المدن، إنها ليست مكانا كباقي الأمكنة …إنها فضاء نضالي، إنها وحدها جهة، إنها وحدها بلد … إنها وجه المغرب ورئته التي يتنفس من خلالها اقتصادنا …إنها تلخص المغرب بتعقيداته الاجتماعية والسياسية والثقافية …إنها وحدة المتناقضات….
ويعود الاتحاد الاشتراكي إلى الدار البيضاء …إنها عودة إلى أهرامات المواطنة والوطنية وقطع مع طيور الظلام وسماسرة الانتخابات….إنها الدار البيضاء تتصالح مع الاتحاد الاشتراكي …إنه إدريس لشكر في الدار البيضاء …
تعليقات الزوار ( 0 )