عبد الرحيم المحفوظي

أمام تجمع جماهيري حاشد ضم كل الفئات المجتمعية نساء ورجالا شيوخا وشبابا بمدينة وجدة، وبالضبط بساحة سيدي عبد الوهاب ،وذلك في إطار برنامج الحملة الانتخابية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يوم السبت فاتح أكتوبر الجاري،وجه الكاتب الأول للحزب الأستاذ ادريس لشكر عدة رسائل رسائله للتذكير بأهمية موقع مدينة وجدة الجغرافي والتاريخي، مؤكدا على  أن أمن البلد الحدودي كان دائما مسؤولية المواطن الوجدي، والذي رابط عبر التاريخ لحماية هذه الحدود، مما يستدعي اليوم النظر في سبل جديدة لتعزيز هذا الأمن، هذه السبل مرتبطة نجاعتها بإيجاد بدائل حقيقية لبناء اقتصاد قوي وتنمية مستدامة، خصوصا أنه كان دائما، أمن مرتبطا باقتصاد حدودي، ما يقتضي سن  سياسة جهوية بمشروع مندمج، يراعي التكامل بين شرق المغرب وغرب الجزائر، منبها هذه الأخيرة إلى أن الضرب تحت الحزام لا ينفع البلدين الجارين، ومطلوب اليوم قبل الغذ،  استحضار مؤتمر طنجة وفتح الحدود والتراجع عن الموقف العنيد من قضية المغاربة الأولى، قضية الصحراء المغربية

وانتقد إدريس لشكر سياسة الحكومة الزجرية في طريقة محاربتها لظاهرة التهريب، مؤكدا أن العمل على محاربة هذه الظاهرة يتطلب إيجاد بدائل حقيقية، وخلق تنمية محلية توفر اقتصادا مندمجا، وسياسة جهوية تكون فيها وجدة نواة حقيقية لمعالجة كافة الاختلالات.

واستغل الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، فرصة وجوده بوجدة، ووسط جمع غفير من الجماهير الوجدية، ليذكر بحصيلة حكومة التناوب بقيادة عبد الرحمان اليوسفي،  مستعرضا منجزاتها التي استفادت منها الجهة الشرقية،  كربط وجدة بشبكة الطرق السيارة بالمغرب، وخلق طريق ساحلية تربط الشمال الشرقي بالشمال الغربي للمملكة،  ثم بناء كلية الطب والمركز الاستشفائي الجامعي بوجدة إلى غير ذلك من المنجزات التي استفادت منها وجدة وكل الجهة الشرقية، في عهد حكومة ترأسها الاتحاد الاشتراكي، وتساءل إدريس لشكر،  مع الحضور ومن خلالهم مع كل المغاربة، حول ماذا حقق لهم بنكيران وحكومته خلال السنوات الخمس التى انقضت.

ولم يغفل الكاتب الأول، تواجد حضور نسائي قوي بساحة باب سيدي عبد الوهاب، ليتوجه  بانتقادات لاذعة، للخطابات التمييزية التي أنتجتها  الحكومة، وهي خطابات لا تعتبر المرأة المغربية، إلا مواطنا من الدرجة الثانية (ثريا) كما تجرأ رئيس الحكومة ونعتها بها، ناهيك عن كافة النعوت التبخيسية التي تخللت خطابات رئيس الحكومة سواء في جلساته الشهرية في البرلمان خلال الولاية التشريعية السابقة أو في تجمعاته الخطابية بل حتى في تصريحاته الصحفية. وفي هذا الإطار ذكر إدريس لشكر بنضالات الاتحاديات والاتحاديين في قضايا المرأة، والتي بفضلها حققت المرأة المغربية هذه المكانة التي تحتلها اليوم في المجتمع، والتي يحاول التيار المحافظ جاهدا تقليص هامشها.

وقبل تجمع وجدة، كان لساكنة إقليم جرسيف، صباح نفس اليوم، موعد مع الكاتب الأول للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في مهرجان خطابي احتضنته ساحة السوق الأسبوعي لجماعة تادرت، وهو التجمع الذي حضرته جماهير غفيرة من سكان الجماعة و كل الإقليم، والذي  نوه فيه   إدريس لشكر بالمرشح سعيد بعزيز،  مذكرا بعطاءاته التشريعية المنتجة والفاعلة في الفريق الاشتراكي خلال الولاية السابقة، كما وقف الكاتب الأول عند تضحيات الرجل في التنقل المستمر بين الدائرة وحضور الجلسات الشفوية التشريعية واللجن الداخلية وحمل ملفات المواطنين والمواطنات بتراب الإقليم عن طريق الفريق الاشتراكي، و بتنسيق منهجي وانضباطي مع قيادة الحزب في تعاون مستمر،  من أجل بسط كافة مشاكلهم من بوابة السلطة التشريعية.

وفي نفس السياق قال الكاتب الأول، أن سعيد بعزيز تساعده كفاءته العلمية كمحام يحضر دكتوراه في القانون، وهذا ما يجعله قادرا على التفكير في خلق البدائل الحقيقية لإنقاذ الإقليم و للدفاع عن الأوراش الكبرى المخصصة له.

وتفاعل الحضور الكبير الذي حج إلى المنصة المنتصبة وسط سوق جماعة تادرت، مع كلمة الكاتب الأول، بشكل ملفت، خصوصا عندما قال أن مرشح الاتحاد الاشتراكي سعيد بعزيز لم يذهب إلى البرلمان طالبا رخصة للصيد البحري في أعالي البحار أو طالبا لمأذونية للنقل كما فعل الذين سبقوه إلى البرلمان، بل ذهب إلى البرلمان حاملا هموم المواطنين ودموع الفقراء والمحتاجين وأحلام المنكسرين في الشغل والصحة والتعليم والسكن والفلاحة وكافة القطاعات، في ملفات مدروسة عرف من خلالها الفريق كافة المشاكل التي يعانيها إقليم جرسيف، والتي عملنا على الحوار بشأنها مع الحكومة التي طالما قابلت حواراتنا بآذانها الصماء.

وأضاف الكاتب الأول في المهرجان الخطابي، الذي حاولت كتائب العدالة والتنمية، وفي سلوك انتخابي شبيه بالسلوكات التي تطبع الانتخابات المصرية، التشويش عليه، بالتحلق في إحدى جوانبه و إطلاق موسيقى صاخبة، وهو السلوك الذي لم يثن الكاتب الأول من مواصلة تفاعله مع الجماهير التي واصلت التركيز والإنصات له، مستهجنا الأساليب التي اتخذتها بعض الأحزاب في حملتها الانتخابية، منبها الحضور بالقول : ” إلى  أن الذي يشتري صوتك اليوم مستعد أن يبيعك غذا “.

و أكد إدريس لشكر،  أن الاتحاد الاشتراكي منذ بداية الحملة، جاب كافة ربوع المغرب جبالا وسهولا وقرى ومدنا، ولاحظ غياب الأحزاب الأخرى، الأمر الذي يطرح علامة استفهام كبرى، حول الجدوى من الحملة الانتخابية، التي تدار بطرق فاسدة تستعمل فيها كافة الخروقات التي يمنعها القانون، وأضاف أن مرشحي الاتحاد الاشتراكي تواصلوا مع المواطنين، ببرنامج سهرنا فيه على رصد كافة الاختلالات، وطرحنا فيه بدائل حقيقية، ولهذا اختار الاتحاد الاشتراكي – يقول الكاتب الأول – ألا يخاطب بطون المواطنين بل عقولهم، من أجل أن نوصل رسالة لكافة المواطنين، أن الاتحاد الاشتراكي الذي أنقذ المغرب من سكتة قلبية سنة 1998 بقيادة أخينا المجاهد عبد الرحمان اليوسفي رغم كل الجروح التي تلقاها الاتحاديون والاتحاديات من اعتقالات واختفاءات قسرية والمسجل عند هيئة الإنصاف والمصالحة، و أن الاتحاد الاشتراكي الذي يستمد وطنيته من تاريخ الحركة الوطنية وتضحياته الجسام والذي برهن في التناوب على قدرته وبالأرقام وبحصيلة مشرفة،  قادر اليوم أن يرفع الرأس ويقول للشعب المغربي،  انظروا إلى حصيلتنا وقارنوها بحصيلة هؤلاء، التي لم تستطع الحكومة الحالية أن تقدمها لحد الساعة، والواقع أنه ليس لديهم ما يقولونه للشعب المغربي، الذي وعدوه إبان انتخابات 2011  بوعود كثيرة  وكبيرة، ولكن لا شئ تحقق منها،  وهذا ما يعزز بالفعل موقفنا يوم جاءنا رئيس الحكومة لمشاركته فيها، فكان ردنا واضحا، أن  الشعب اختار، وعليكم أن تتحملوا مسؤوليتكم وتلتزموا بتنفيذ وعودكم.

وقال الكاتب الأول،  بأن الحكومات المتعاقبة كانت تخلق مناصب شغل  بمتوسط 165 ألف على الأقل سنويا، إلا هذه الحكومة التي دعا برنامجها إلى تشغيل 600.000، غير أنهم لم يستطيعوا تشغيل إلا 166 ألف خلال خمس سنوات، أي بمعدل 33.000 سنويا، وتساءل الكاتب الأول هل هذه النسبة ستحل مشكلة البطالة بالمغرب.

ولم يفوت  إدريس لشكر الفرصة،  ليرصد كافة الاختلالات في التعليم الذي أصبح يعاني من الاكتظاظ والخصاص المهول في الموارد البشرية، مما جعل القسم الواحد يدرس فيه أكثر من أربعة مستويات. وليؤكد أن مرحلة خمس سنوات من زمن المغرب مع هذه الحكومة، كان مرحلة لضياع الزمن السياسي بشقيه التشريعي والتنفيذي، الأمر الذي لم يكن ينتظره المغاربة بعد خطاب 9 مارس ودستور 2011.

وقدم الكاتب الأول في ختام كلمته في تجمع جرسيف،  برنامج الاتحاد الاشتراكي، الذي قال عنه أنه ليس برنامج شعارات، بل برنامج يقدم مقترحات عملية في كافة القطاعات، ودعا كافة المواطنين والمواطنات إلى استحضار عقولهم في الدفاع عن مستقبلهم ومستقبل بلدهم بالتصويت على البرامج القادرة على إنقاذ البلد من سكتة قلبية ثانية، وفي قلب هذه البرامج، برنامج الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

وبين جرسيف ووجدة، أبى الاتحاديات و الاتحاديون بمدينة تاوريرت، إلا أن يستقبلوا الكاتب الأول لحزبهم، حيث وجد إدريس لشكر  في استقباله  مرشح الاتحاد في دائرة تاوريرت إيناو رابح، رفقة مناضلات ومناضلي الحزب وحشد مهم من المتعاطفين.

وبعد أن اختار الكاتب الأول في كلمته التنويه بمرشح الاتحاد بتاوريرت، وبكفاءته العلمية والمعرفية وامتداداته كإطار في الهندسة، بلغ الكاتب الأول رسائل قوية، وذات أبعاد في الدولة والمجتمع، مذكرا بأن الاتحاد الاشتراكي،  كان أول من نبه إلى محاولات فرض طرح يقول بوجود  قطبية  داخل المشهد السياسي المغربي، وبأن أي حديث عن  طريق ثالث، فما هو إلا تزكية لذلك الطرح، وانخراط في صنع تلك القطبية، مشددا على أن ما يعرفه المغرب هو تنافس مشروعان : الأول رجعي محافظ والثاني ديمقراطي حداثي والاتحاد الاشتراكي انطلاقا من مرجعيته وتراكماته لا يمكن أن يكون إلا في طليعة التوجه الثاني. وأن  الحديث عن طريق ثالث هو دعوة صريحة لتشرذم قوى اليسار.

 

 

 

 

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

بحضور الكاتب الأول الاستاذ ادريس لشكر : الجامعة السنوية للتقدم والاشتراكية تناقش «السياسة أولا.. لإنجاح المشروع الديموقراطي التنموي»

ندوة للحزب بالمحمدية على ضوء التطورات الدولية والاقليمية الأخيرة

الكاتب الأول الاستاذ ادريس لشكر في برنامج « نقطة إلى السطر» على القناة الاولى

في  الجلسة الافتتاحية المؤتمر الوطني الثاني عشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي