الرباط، المغرب. 17 – 18 ديسمبر 2024
إحتضن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المغرب اجتماع لجنة إفريقيا، قدمت هذه الجلسة للجنة إفريقيا فرصة للأحزاب الأعضاء لتبادل معمق حول القضايا السياسية الرئيسية التي تشكل حاليًا القارة الأفريقية. سلطت المناقشات الضوء على التحديات المستمرة، بما في ذلك التراجع الديمقراطي وانتهاكات الحريات الأساسية التي لوحظت في عدة دول.
كما تركزت المناقشات على الآثار المقلقة لتغير المناخ، وهو ظاهرة تعطل التوازنات الاجتماعية والبيئية للدول الأفريقية. في مواجهة هذا البلاء العابر للحدود، أكد المشاركون على الحاجة الملحة لتعبئة غير مسبوقة للقوى التقدمية لتعزيز سياسات جريئة وتضامنية ومنسقة على المستويين الإقليمي والعالمي.
من خلال إعادة تأكيد قيم العدالة الاجتماعية والاستدامة والديمقراطية، أوضحت هذه الجلسة العزم الثابت للأممية الاشتراكية وأحزابها الأفريقية على بناء مستقبل حيث تظل الحرية والمساواة والتضامن في قلب التحولات الاجتماعية والسياسية المرغوبة.
في نفس السياق، نهنئ بحرارة رفاقنا على انتصاراتهم الانتخابية الأخيرة، وخاصة رفاقنا من حزب SWAPO في ناميبيا، وحزب PAICV في الرأس الأخضر، وحزب NDC في غانا، الذين يجسدون الأمل والتقدم لأممهم.
السلام والأمن . I
تشكل الأنظمة العسكرية حاليًا مصدر قلق كبير في إفريقيا. نؤكد من جديد أن الانتقال الفوري إلى النظام الدستوري الطبيعي هو الوحيد الذي يمكن أن يضمن الديمقراطية وسيادة القانون.
تظل قضايا السلام العالمي مسؤولية جماعية تتطلب تآزر جميع الحكومات وكذلك المؤسسات الإقليمية والقارية والمتعددة الأطراف، بدعم فعال من المجتمع الدولي. هذا الالتزام ضروري للحفاظ على الأمن والاستقرار على نطاق عالمي.
نصر على دمج أحزابنا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، مع مراعاة الاحتياجات الخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة.
في نفس الحين، تدارسنا النزاع بين جمهورية الكونغو الديمقراطية (RDC) ورواندا. من خلال تحليل المعطيات التاريخية والمعاصرة التي تغذي هذه التوترات، استكشفنا مسارات لتحقيق سلام دائم، بما في ذلك تعزيز الجهود الدبلوماسية، وتعميق التعاون الإقليمي، والمبادرات الشعبية التي تعزز المصالحة بين البلدين.
وبالمثل، يتطلب النزاع المسلح في السودان تعبئة عاجلة وحازمة من القارة الأفريقية. تتجاوز تداعياته حدود البلاد بكثير، مما يؤدي إلى تدفق هائل للاجئين، وتكثيف التوترات الحدودية، وضغط كبير على البنى التحتية الاجتماعية والاقتصادية الضعيفة بالفعل في الدول المجاورة. تؤكد هذه الأزمة على الحاجة الملحة لتعزيز التعاون والعمل الجماعي لمواجهة التحديات الإنسانية والأمنية التي تولدها. كما تؤكد على الحاجة إلى رؤية مشتركة لإقامة سلام دائم واستقرار مشترك على نطاق قاري.
ندين بشدة استخدام الانقلابات لحل النزاعات السياسية. كما نطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين وندعو بشكل خاص إلى الحرية الفورية للرفيق محمد بازوم.
نحن مقتنعون بأن القوى الاشتراكية الديمقراطية فقط هي التي يمكن أن تضمن الاستقرار والازدهار المشترك، مع الاحترام الكامل لمبادئ السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
كما اخذ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، والذي يشكل قلقا عالميا وأحد الرموز الأكثر بروزًا للإمبريالية، جزء كبيرا من الاهتمام. قدمنا منظورًا أفريقيًا حول هذه القضية، بتحليل تداعياتها على الاستقرار الإقليمي والعلاقات الدولية. كما استكشفنا كيف يمكن للقارة الأفريقية أن تساهم بنشاط في جهود السلام.
في هذا السياق، تدين لجنة إفريقيا بشدة جرائم الحرب، بما في ذلك الإبادة الجماعية التي ارتكبت في غزة، وتدعو المؤسسات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية والإنسانية. نطالب باحترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
أخيرًا، تدعو لجنة إفريقيا إلى وقف فوري لإطلاق النار والاعتراف بدولة فلسطين.
تغير المناخ . II
يزيد تغير المناخ، بسبب شدة آثاره وعواقبه، من مخاطر النزاعات العنيفة في العديد من مناطق القارة. يحرم التدهور السريع للبيئة السكان من القدرة على التكيف مع الظروف الجديدة، مما يعرضهم لزيادة الفقر وتدهور مستمر في ظروفهم الاقتصادية والمعيشية.
نطالب بأن تتحمل الدول الملوثة الكبرى مسؤولياتها التاريخية بالكامل. يشمل ذلك التنفيذ الفوري لتمويلات كبيرة لدعم المبادرات الأفريقية للتكيف مع المناخ، والاعتراف بالعدالة في الجهود العالمية للحد من الانبعاثات، وإنشاء آليات مبتكرة لتعويض الخسائر والأضرار التي لحقت بالفئات الأكثر ضعفًا.
يجب أن تحتل إفريقيا مكانة مركزية في مكافحة تغير المناخ. ندعو الحكومات الأفريقية إلى تبني سياسات طموحة وتضامنية وموجهة نحو المستقبل، وتعزيز التعاون داخل أفريقيا، والاستفادة الكاملة من الموارد المحلية لبناء مرونة مستدامة. أخيرًا، يجب ألا تُعتبر الهجرات المناخية مشكلة يجب القضاء عليها، بل واقعًا يجب التعامل معه بكرامة وإنسانية واحترام للحقوق الأساسية.
ميثاق المستقبل . III
أتاحت هذه الجلسة فحص النقاط الرئيسية لميثاق المستقبل في نيويورك 2024، مع تسليط الضوء على أهميته وفوائده المحتملة للدول الأفريقية. استكشفنا الطرق التي يمكن بها للدول الأفريقية مواءمة سياساتها ومبادراتها مع هذا الميثاق لتعزيز التنمية المستدامة، وحماية البيئة، وتعزيز العدالة الاجتماعية.
الأحزاب الاشتراكية الأفريقية، بقوتها في تجربتها الجماعية، وقيمها المشتركة، والتزامها بالعدالة الاجتماعية، في وضع جيد بشكل خاص لاقتراح حلول فعالة للتحديات الاقتصادية والتنموية للقارة.
نؤكد على أهمية الوحدة بين الدول الأفريقية في مواجهة التحديات المشتركة. إن تعزيز العلاقات داخل أفريقيا أمر ضروري لبناء قارة مرنة ومكتفية ذاتيًا. نشجع الدول الأفريقية على إعطاء الأولوية للخبرة والدعم المتبادل، مما يقلل من اعتمادها على الجهات الخارجية.
من خلال تبني نهج قائم على التضامن والمساعدة المتبادلة، يمكننا تعزيز قدرتنا الجماعية على التغلب على التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي نواجهها.
في سياق يتميز بالتقدم التكنولوجي السريع، توفر الذكاء الاصطناعي (AI) للقارة الأفريقية فرصة فريدة لمعالجة بعض من تحدياتها الأكثر تعقيدًا، مع فتح الطريق أمام آفاق جديدة للتنمية. ومع ذلك، يجب أن تكون هذه التحول التكنولوجي موجهة بمبادئ قوية وأهداف واضحة.
لذلك ندعو الدول الأفريقية إلى دمج الذكاء الاصطناعي (AI) بطريقة أخلاقية وشاملة وعادلة، مع ضمان أن تستفيد هذه التكنولوجيا جميع المواطنين دون تفاقم الفوارق القائمة. يجب أن يصبح الذكاء الاصطناعي رافعة حقيقية للتحول الاجتماعي، مما يعزز تمكين السكان ويساهم في التنمية المستدامة للقارة، بما يتماشى مع واقعها الاجتماعي والاقتصادي.
قرارات
:القرار1
تقرر لجنة إفريقيا للأممية الاشتراكية (IS) إنشاء مجموعة عمل مخصصة للسلام والأمن، مكلفة بدراسة القضايا الحالية بعمق واقتراح حلول ملموسة تهدف إلى تعزيز السلام والأمن في القارة الأفريقية.
:القرار 2
تدعو لجنة إفريقيا للأممية الاشتراكية (IS) جميع الأحزاب الأعضاء إلى المشاركة بنشاط في دعم العملية الديمقراطية في الدول الأفريقية، مع العمل على تعزيز التكامل الإقليمي، سواء على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، وفقًا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
:القرار 3 تبدأ لجنة إفريقيا للأممية الاشتراكية (IS) عملية تطوير ميثاق أفريقي للمستقبل، مستوحى من ميثاق نيويورك، ومتكيف مع خصوصيات وأولويات القارة الأفريقية، لتوجيه جهود التنمية والتعاون من أجل مستقبل مزدهر وعادل
تعليقات الزوار ( 0 )