ليس عبثا أن يجتمع كل هذا الجمع من المناضلين والمتعاطفين مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والذي يقدر بالآلاف جاؤوا ليشهدوا انطلاقة أشغال المؤتمر الإقليمي الخامس لصفرو، ليس عبثا أن يتم اختيار المغرب العميق ليشهد ميلاد كتابة إقليمية جديدة بدماء ورؤية جديدة، وليس عبثا أن يشرف الكاتب الأول للحزب على هذا التجمع الخطابي الناجح بامتياز ويلقي كلمة لا يمكن اعتبارها افتتاحية بالنسبة للمناضلين الاتحاديين فقط ، بل كلمة ذات دلالات عميقة مستوحاة من عمقالمكان ودقة المرحلة.

ففي عمق إقليم صفرو ، وعلى سفح جبل بويبلان الشامخ، وبالضبط بجماعة أولاد مكودو دائرة المنزل، انطلقت أشغال المؤتمر الإقليمي الخامس لصفرو تحت شعار «لاتنمية مستدامة بالإقليم بدون حكامة جيدة وتوزيع عادل للثروة» .

حضر الى جانب الكاتب الأول ، الإخوة الكاتب العام للشبيبة الإتحادية و رئيسة المنظمة الإشتراكية للنساء الإتحاديات وعدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب إضافة إلى عدد من البرلمانيين والمستشارين بالفريق الإشتراكي بالبرلمان وأعضاء من اللجنة الإدارية والكتابة الجهوية للحزب، ولكن أيضا حج الآلاف من المناضلين والمواطنين والمواطنات فاق عددهم الأربعة آلاف، هذا بالإضافة إلى عدد من ممثلي الأحزاب الصديقة .

الجلسة الافتتاحية حضرها ، كذلك المئات من أطر الحزب والقطاعات الحزبية: الأطباء، المهندسون، المحامون، الأساتذة الجامعيون، رجال الأعمال، الطلبة والعمال والفلاحين… وتميزت أيضا بحضور المئات من الشباب والنساء.

في هذا الجو الحماسي انطلقت أشغال المؤتمر صبيحة السبت الماضي وسط الشعارات والتصفيقات ترحيبا بالقيادة الحزبية وتقديرا لحسن اختيار مكان انعقاد المؤتمر بعد أن تم توفير جميع الوسائل اللوجيستيكية لتنقل المناضلين، فاختيار جماعة قروية لانعقاد المؤتمر الإقليمي بصفرو لم يكن اعتباطيا، بل تأكيدا من القيادة الحزبية على عمق الحركة الاتحادية في البادية المغربية بالنظر إلى أن حزب القواتالشعبية يسير مجموعة كبيرة من الجماعات القروية بالإقليم، وأيضا تنفيذا لسياسة القرب من المواطنين.
أهم ماميز أشغال المؤتمر الاقليمي الكلمة الافتتاحية للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر، والتي اعتبرت رسائل مباشرة لمن يشكك في قوة الحزب وتماسكه، ورسائل لمن يهمه أمر التنمية بالإقليم وللحكومة واختياراتها اللاشعبية.

الأخ الكاتب الأول اعتبر هذا التجمع الحاشد، الذي واكب أشغال المؤتمر، هو الرد الواضح على كل الحاقدين وعلى كل الحاسدين، أو على الأقل على الذين مازالت في عيونهم غشاوة ، مضيفا أنهم يؤكدون اليوم أن الإتحاديين والإتحاديات ملتئمون غير متفرقين، مجتمعون غير متشتتين، وأن شبيبة الحزب تؤكد أنها لم تكن في أي محطة منذ عقود من الزمن كما هي اليوم في إقليم صفرو و «.. بهذا الحضور المكثف للنساء، يؤكدون اليوم أننا لحمة واحدة ، هاهي القطاعات الحزبية، هاهم أطر حزبنا ومناضلو الحزب في مختلف الواجهات حاضرون بالآلاف، حيث لم يكف الفضاء المخصص لهذه المحطة ..».
ادريس لشكر وفي كلمته أشار إلى أن هذه المنطقة تكالب عليها الجميع ولايزال مسلسل العقاب مستمرا بالنسبة لأبنائها، مضيفا أنه لا يعقل أن تبقى 22 هكتارا من مدرسة هرمومو مقفلة إلى اليوم وأنه لا يمكن أن نقبل بعد 40 سنة، إغفال الذاكرة الجماعية للشعب المغربي، وأن لا تتم المصالحة بينها وبين التاريخ ويتم فتح مدرسة هرمومو وتصبح منطلقا لمشروع تنموي واقتصادي لإقليم صفرو ، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والفريق الاشتراكي بالبرلمان سيطرح هذا الملف، مشيرا إلى أن الأمة التي تبحث عن رأس مالها غير المادي عليها أولا أن تحافظ على رأس مالها المادي وأن تحصنه وأن تطوره، لا أن تتركه للتلاشي والإنهيار والفناء، لذلك فهي مناسبة لكي ننبه إلى ضرورة الإهتمامبهذا الإقليم.

وفي معرض تطرقه للشأن العام الوطني صرح قائلا إن هذه الحكومة جاءت ببساطة لمعالجة مشاكل البلاد من جيب المسكين والفقير والطبقة المتوسطة، ولا يجرؤون على الوصول الى الطبقة الغنية ، مضيفا قوله «.. لذلك عندما كنا نقول هذا، كنا نلقى منهم السخرية والمزايدات وجملة «حنا الشعب المغربي صوت علينا»، وأنتم تشاهدون الطريقة الفلكلورية التي يظهر بها رئيس هذه الحكومة خلال الجلسات الشهرية للبرلمان والطريقة التي يخاطب بها الشعب المغربي، وتتذكرون منذ حوالي أربعة أشهر قام بتحد بالبرلمان حيث اعترف بفشله في تدبير كل الملفات ولكنه يصرح أن الشعب المغربي معه بأكمله «راضي علينا، ولاتوجد أي احتجاجات» وكأنه لايعرف أن المغاربة يمتازون بالصبر ولهم خوف على هذا البلد الذي ناضلوا من أجل استقراره..».

وفي معرض كلمته عن الاختيارات اللاشعبية للحكومة الحالية، أضاف ادريس لشكر أن الحكومة عندما تمدد سن التشغيل إلى 65 سنة، يعني أنه لا وجود لمناصب فارغة للشباب ، والعنصر الثاني أن الحكومة قامت باحتساب أجرة متوسط العشر سنوات الأخيرة للأجر عوض السنة الأخيرة ، مضيفا «.. ونحن في حكومة التناوب لما التحقنا ويوجد اليوم معنا بعض رجال ونساء التعليم وبعض الموظفين وبعض الأطر، وجدنا أن بعض الموظفين لم يستفيدوا من الترقية لمدة 20 سنة و25 سنة وكان أول إجراء اتخذته حكومة التناوب هو الترقية الإستثنائية التي بمقتضاها توصل الجميع بمستحقاته، ولكن الحكومة الحالية قامت بالتراجع عن المكتسبات التي حققها الموظف مع الحكومات السابقة وستعتمد على احتساب 10 سنوات الأخيرة وليس على أساس السنة الأخيرة، وبخصوص العنصر الثالث إن كل سنة اشتغال كانت تحسب على قاعدة 2,5 ، بدورها الحكومة الحالية صرحت أنها بصدد تنزيلها إلى نقطتين ما يعني أن الشغيلة يجب عليها أن تعمل 50 سنة لتصل إلى الأجرة الكاملة ، في حين كان سابقا يكفي أن تعمل 40سنة ليصل إلى التقاعد الكامل بنسبة مئة بالمئة..».

وفي ختام كلمته التي ننشرها كاملة في هذا العدد، أضاف «.. كما أننا بهذه المناسبة نجدد معكم العهد أننا لن نسكت وسنواجه الظلم والإستبداد والقهر وضرب القدرة الشرائية للمواطنين ورفض الحوار وكل المشاكل المطروحة التي تسببت فيها هذه الحكومة، بمزيد من النضال والكفاح معكم وبكم ، وندعوكم إلى الحذر واليقظة ».

الجلسة الافتتاحية عرفت أيضا إلقاء كلمة اللجنة التحضيرية ، والتي ألقاها علي أعوين عضو اللجنة التحضيرية ، والذي اعتبر أن المؤتمر الحالي يندرج في سياق الدينامية التنظيمية التي أطلقها الحزب منذ مؤتمره الوطني التاسع لاستكمال هيكلة الأجهزة والتنظيمات المحلية والجهوية ، مبرزا الظروف التي اشتغلت فيها اللجنة التحضيرية، حيث انكبت بروح نضالية عالية، ومن الواقعية والمسؤولية الوطنية الصادقة، على دراسة السياق العام الذي ينعقد فيه هذا المؤتمر ببعديه الوطني والمحلي والاقليمي على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، موضحا كذلك ظروف انعقاد المؤتمر خارج عاصمة الاقليم، معتبرا أن القرار راجع لاعتبارات موضوعية في مقدمتها غياب قاعة عمومية ممكن أن تستوعب آلاف المناضلين والمناضلات ، وكذا من أجل الانسجام مع الشطر الأول لشعار المؤتمر « لاتنمية مستدامة بدون حكامة جيدة» .

وأضاف أن اللجنة التحضيرية ارتأت عقد هذا المؤتمر على حدود بؤرتين عاث فيهما الفساد على يد قائدين يجمع بينهما الاتفاق على استعمال طرق ووسائل الابتزاز والرشوة، وهما قائد بني يازغة واغزران، إضافة إلى أن المؤتمر يعقد ايضا بالقرب من مدينة المنزل التي يوجد بها باشا مستبد ومستهتر يحن الى الممارسات البائدة، مع تكريس مبدأ اللامركزية على المستوى التنظيمي.
كما قدمت اللجنة التحضيرية الشكر للبرلماني ادريس الشطيبي الذي هيأ كافة متطلبات اللجنة التحضيرية من أجل إنجاح المؤتمر.

وخلال معرض كلمته أشار الاخ محمد اوراغ الكاتب الجهوي للحزب بجهة فاس بولمان ، إلى الرمزية النضالية والسياسية التي ينعقد فيها هذا المؤتمر في تراب جماعة اولاد مكودو، وهي رمزية رد الإعتبار للمغرب العميق ، واعتراف بالدور التاريخي الذي لعبه إقليم صفرو بمركزه ومحيطه في احتضان حزب القوات الشعبية. واعتبر أوراغ أن المؤتمر الإقليمي يدخل في إطار الدينامية التي أطلقها الحزب بعد المؤتمر الوطني التاسع للحزب ، كما أكد أن جهة فاس صفرو – بولمان، نالت حظها من التراجعات في ظل هذه الحكومة الرجعية والمحافظة من خلال إلغاء مشاريع مبرمجة أوالتماطل في إنجازها ، ونبه إلى الوضعية المزرية للبنيات التحتية بأقاليم بولمان وصفرو ومولاي يعقوب وفاس ، واعتبر أن الإتحاد حقق انفتاحا ذكيا بإقليم صفرو ما بوأه الصدارة في الإستحقاقات الماضية ، وأشار أيضا إلى أن الإتحاديين عازمون على السير نحو عقد مؤتمر جهوي يتسع لكافة الإتحاديين والإتحاديات، كما شكر أيضا قيادة الحزب على حضورها الوازن بهذه الجهة .

من جهته أكد الكاتب الإقليمي عبد المغيث الجعفري باسم الكتابة الإقليمية، أن انعقاد المؤتمر الإقليمي الخامس اليوم يأتي ترجمة فعلية لبرنامج قيادتنا الحزبية المعلن عنه قبل انعقاد المؤتمر الوطني الأخير، الذي بوأ الأخ ادريس لشكر الكتابة الأولى لحزبنا وبشكل ديمقراطي عن طريق صناديق الإقتراع، كما أفرز قيادة منسجمة تجتمع لأول مرة بـ 90 في المائة من أعضائها وتشتغل بعقلية الفريق .
كما شكل المؤتمر الوطني التاسع منعطفا هاما ومفصليا في تاريخ حزبنا، و أسس لقطيعة مع منهجية التوافقات والتوازنات، ووضع اللبنات الأولى للمنهجية الديمقراطية وجعل منها ركنا أساسيا لإدارة شأننا الحزبي الداخلي ، كما كان مناسبة لتفجير الطاقات الكامنة التي أطلقت الدينامية التنظيمية التي يعرفها حزبنا حاليا، وذلك بعقد عدد كبير من المؤتمرات الإقليمية والجهوية والعديد من المؤتمرات القطاعية ، موضحا أن انعقاد مؤتمرنا الإقليمي هذا أيضا ماهو إلا انخراط في هاته الدينامية كاستجابة فعلية لحاجة المناضلات والمناضلين من أجل تقييم التجربة الطويلة في النضال والكفاح المطبوعة بالتضحيات الجسام بصدق ونزاهة في خدمة الصالح العام. وأضاف الكاتب الإقليمي «.. كما أن مؤتمرنا هذا نتوخى منه التأسيس لحركية تنظيمية تمكننا من دعم الفروع الحزبية وخلق هيكلة قطاعية وتحقيق مصالحة حقيقية بين جميع الاتحاديين والاتحاديات وجعل هاته المحطة انطلاقة جديدة وقوية تأكيدا لعزمنا على احتلال موقع ريادي يستحقه حزبنا في الحقل السياسي وطنيا وإقليميا . فتجربتنا طويلة في النضال المرير على المستوى الوطني عموما وبإقليم صفرو على وجه الخصوص، يضيف الجعفري ، أما على مستوى حضور الحزب بإقليمنا في الأنشطة والتظاهرات الحزبية الوطنية، و التي لا حاجة إلى سردها ، فإننا سجلنا حضورا متميزا في كل المحطات ، وتوجنا كل ذلك بتنظيم مهرجان خطابي ترأسه الأخ ادريس لشكر أثناء الدعوة للتصويت بنعم على دستور 2011 كان من أحسن المهرجانات التي نظمت على المستوى الوطني ، كما سجلنا أيضا في الكتابة الإقليمية تباطؤ الجهات المسؤولة في إحداث مفتشية للشغل بالإقليم رغم المجهودات التي قام بها برلمانيو الحزب بالإقليم ، والتلكؤ في إحداث مندوبية للسياحة رغم المؤهلات السياحية التي يتوفر عليها الإقليم بحيث أن الإطلاع على منوغرافيا الإقليم تبين أن هذا الأخير يتوفر على عدد من الشلالات والمنابع والعيون والجبال والضايات والحامات.. مما يمكن أن يجعل من إقليم صفرو قبلة سياحية مهمة على المستوى الوطني .»

عملية انتخاب الكتابة الإقليمية للحزب ولائحة الأعضاء

بعد انتهاء أشغال الجلسة الإفتتاحية ، عمدت اللجنة التحضيرية الى توزيع بطائق المؤتمرين حيث شهدت الجلسة العامة مناقشة همت التقارير التي قدمتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر من أجل المصادقة عليها، حيث صودق عليها بالإجماع. بعد ذلك وطبقا للقانون الأساسي والداخلي للحزب، انتخبت الكتابة الإقليمية والتي جاءت نتائجها كالآتي:

– حسن بودرة ـ لحسن الخالقي ـ علي أعوين ـ بوسة محمد ـ عزيز الداغور ـ كريم شفيق ـ حدو أحوجيل ـ عزيز مسور ـ فاطمة ملوك ـ رشيد الملاحي ـ إلهام الشريقي ـ هباش حورية ـ ليلى أخراز ـ الداسي محمد ـ مصطفى الزراوطي ـ مغيت الجعفري ـ بوهلالة غازي .

بعد انتخاب أعضاء الكتابة الإقليمية للحزب بإقليم صفرو تم انتخاب الأخ بوهلالة غازي كاتبا إقليميا بالإجماع، في حين تم تحديد نهاية الأسبوع الجاري لاستكمال توزيع المهام بمقر الحزب بمدينة صفرو وكذا تسطير برنامج نضالي للمرحلة المقبلة وتحديد أولويات المرحلة.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية