الحكومة الحالية غارقة في التناقضات وتحتاج إلى ملتمس رقابة، والمعارضة مدعوة أكثر من أي وقت مضى لتفعيل الرقابة وإنقاذ مسار التنمية والديموقراطية
لا أحد يزايد علينا في القضية الفلسطينية… منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتفاوض يجب أن يكون معها
الاتحاد الاشتراكي يجد نفسه في الخيارات والاستراتيجيات الملكية، ونحن قوة سياسية حاضرة تنظيميا ومجتمعيا، وحزب يخاطب العقول
لا البطون
قال الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، «إننا في المعارضة نختلف بحسب إيديولوجية كل حزب ومواقفه ورؤيته للقضايا والمواضيع المطروحة.»
وأكد الأستاذ لشكر، خلال حلوله ضيفا على برنامج «بدون لغة خشب» عبر إذاعة ميد راديو، مساء الجمعة 11 أبريل 2025، أن هناك مشاريع واستراتيجيات «لا يمكن لنا كحزب إلا أن نكون معها باعتبارها مبادرات ملكية كالورش المتعلق بالحماية الاجتماعية، ومخطط الماء والأمن الطاقي لبلادنا.»
وأشار لشكر، في هذا السياق، إلى أن التدبير الحكومي لهذه المشاريع قد يؤدي إلى انهيارها أو عدم تحقيق نتائجها، خاصة ورش تعميم التغطية الصحية على كافة المغاربة، وبالتالي يجب مساءلة الحكومة ومراقبتها في ما يتعلق بتنزيل وأجرأة هذه المشاريع على أرض الواقع، موضحا أن الاتحاد الاشتراكي يقوم بدوره في المعارضة بكل مسؤولية، وينبه إلى الاختلالات الموجودة في تنزيل البرامج والمشاريع، ويقدم مقترحاته ومبادراته.
وفي هذا الإطار جدد الأستاذ لشكر التأكيد على أن الاتحاد الاشتراكي تقدم بملتمس الرقابة لمواجهة تغول الحكومة، وبالتالي خلق جوا من النقاش السياسي والمجتمعي، ونحن على بعد سنة من الاستحقاقات الانتخابية 2026. مشيرا الى أن المبادرة المتعلقة بتشكيل لجنة تقصي الحقائق حول استيراد الأغنام والأبقار انخرط فيها الحزب، رغم أنها تبقى صعبة جدا بالنظر الى ما تقتضيه من النصاب القانوني (الثلث)، في ظل التغول الحكومة وأغلبيتها العددية.
وأكد الأستاذ لشكر أنه، مع هذه الحكومة وأغلبيتها والتغول الحاصل، نعيش اختلالا في التوازن المؤسساتي وفي الجهات والأقاليم، مشددا على أنه حان الوقت ليعقد رئيس الحكومة اجتماعا ويلتقي بالمعارضة ويناقش معها الأوضاع والقضايا المطروحة.
وأشار الأستاذ لشكر الى أن المشكل اليوم يكمن في اختيارات الحكومة، فعوض دعم الفلاحين الصغار والكسابة، توجهت إلى دعم الاستيراد و خدمة مصالح بعض اللوبيات والشناقة والمضاربين.
وفي حديثه عن البلوكاج الحكومي في السابق، أكد الأستاذ لشكر، أن عبد الاله بنكيران هو من تسبب في البلوكاج سنة 2016، وحاول بذلك عرقلة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وعمل على منعه من المشاركة في الحكومة.
وشدد الاستاذ لشكر على أن الاتحاد الاشتراكي، آنذاك، عبر، في إطار المشاورات التي كانت بحسن نية وبكل مسؤولية، عن مشاركته في الحكومة، إلى جانب الاطراف السياسية، مسجلا أن بنكيران حاول أن يمارس حيله واختار مهاجمة الحزب وإقصاءه وعرقلته.
من جهة أخرى، أكد الأستاذ لشكر أن ما تفتقده بلادنا هو النقاش السياسي الحقيقي داخل المؤسسات، بدل ما يحدث اليوم في المواقع الاجتماعية والمنصات الافتراضية، وبالتالي يجب تصحيح الأمور واستعادة الثقة في العمل السياسي والحزبي، استعدادا للاستحقاقات القادمة.
وذكر الكاتب الأول بأن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعيش دينامية وحضورا قويا في جميع المحطات، ونظم ندوات ولقاءات تنظيمية وتظاهرات متميزة خاصة خلال شهر رمضان، وخاطب عقول المواطنين والشباب داخل المقرات وفي القاعات العمومية بمختلف الجهات والأقاليم بعيدا عن سياسة القفف.
وشدد الأستاذ لشكر على أن الاتحاد الاشتراكي حاضر في المشهد الحزبي والسياسي، من خلال مبادراته ومقترحاته داخل البرلمان بمجلسيه، وفي القطاعات المهنية والنقابية، وفي الأقاليم والجهات وداخل المنظمات المدنية والجمعوية، وأن الحزب يبقى فاعلا قويا على المستوى التنظيمي والتأطيري والتعبوي.
وخلص الأستاذ لشكر إلى أنه على كل مناضلة اتحادية ومناضل اتحادي أن يكون له طموح بكل مسؤولية وتفان، للتوجه نحو المستقبل بكل تفاؤل وأمل.
وبخصوص ما تم الترويج له بخصوص حركة حماس، قال الكاتب الأول للحزب إنه «لا أحد يمكن أن يزايد علينا في القضية الفلسطينية، واستغلال الشعارات الفضفاضة للترويج لأشياء أخرى، ويجب أن تترك القضية لأصحابها وترك المفاوضات للسلطة الوطنية الفلسطينية، و أن ما تم الترويج له من طرف البعض بخصوص حركة حماس مجرد فزاعات فارغة لا أساس لها»، مشددا على أن القضية الفلسطينية لا يمكن لها أن تخضع لأجندات إقليمية.
وأضاف الأستاذ لشكر « ما أعبر عنه نابع من قناعتي كما أعتقدها وأفكر فيها، ولا يمكن أن نزايد أو نعلن عن قناعة لا نؤمن بها، بل أعبر بشكل صادق وبكل مسؤولية، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا أساسية، وأنه لا يمكن أن ننافق لإرضاء طرف أو آخر أو مواقع التواصل، بل لا نخشى في الحق لومة لائم»، موضحا أن» ما نتعرض له في مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن أن يؤثر فينا أو في قناعاتنا ومبادئنا».
وأوضح لشكر، خلال حلوله ضيفا على برنامج «لغة خشب» على إذاعة ميد راديو، مساء يوم الجمعة 11 أبريل 2025، أن القضية الفلسطينية اليوم تعيش مأساة إنسانية كبيرة، خاصة في قطاع غزة جراء الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي، مسجلا «أننا مع المقاومة الشعبية التي يكون لها ذلك الأثر الإيجابي».
وشدد الاستاذ لشكر على أنه يجب إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، ورفع الحيف والمعاناة عنه، مؤكدا أن الشعب المغربي بكل أطيافه عبر عن تضامنه ومؤازرته دفاعا عن الشعب الفلسطيني في كل المحطات، وأن شعارات رفع الحصار ورفع المعاناة ووقف الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، تجد شرعيتها بشكل واضح، موضحا أنه لا يحق لأي أحد أن يزايد على الشعب المغربي بخصوص القضية الفلسطينية.
وأكد الاستاذ لشكر على أنه لا يمكن لأي إنسان عاقل إلا أن يرفض ويستنكر ما يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم من سياسة التجويع والتقتيل والمجازر المرتكبة في حقه، موضحا أن اليمين المتطرف في إسرائيل بقيادة نتنياهو هو من له المصلحة في تبني خيار الحرب وعدم إقرار السلم والسلام، والتعايش بين اليهود والعرب.
تعليقات الزوار ( 0 )