يرى إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن القيادة الحالية تسلمت حزبا منهكا تنظيميا بسبب الصراعات الذاتية حول الاستوزار والمناصب في البرلمان وغيرها.

وأعلن لشكر الذي حل ضيفا على برنامج “نقاش في السياسة”، الذي يبث على هسبريس مساء الأحد على الساعة التاسعة ليلا، تحمله إلى جانب القيادة الحالية مسؤولية وضع الحزب، مؤكدا أنه لن يعلق مشاكل الحزب على مشجب أي كان.

وقال لشكر في هذا الحوار الأسبوعي: “القيادة الحالية تسلمت حزبا منهكا ومتعبا لأنه عندما دق الملك الراحل الحسن الثاني نداء ما قبل السكتة القلبية اختار الحزب مصلحة الوطن عن التنظيم”، مشيرا إلى أن “التدبير الحكومي أنهك الاتحاد الاشتراكي، وأثر على قوته التنظيمية”.

وفي الوقت الذي شدد فيه لشكر على أن “الصراعات الذاتية، من استوزار وبرلمان واختلاف الاتحاديين في محطات ما كان عليهم أن يختلفوا حولها”، عوامل أتعبت الحزب، معلنا أنه يتحمل “مسؤوليته ككاتب أول فيما وقع”.

وفي هذا الصدد، أكد أنه لا يمكن أن يتنكر وألا يتحمل مسؤوليته “لأن الجميع مسؤول فيما يتعلق بالقرارات التي لم تكن فردية داخل هياكل الحزب التنظيمية، من المشاركة في الحكومات إلى العودة إلى المعارضة”، معتبرا المصالحة التي أطلقها نوعا من المراجعة التي كانت بنفس تاريخي، واحتفت لأول مرة بالقادة التاريخيين للحركة الاتحادية.

وحول غياب أرضية للمصالحة، قال لشكر إن الذي يدفع بهذا التوجه لا علاقة له بالعمل الحزبي، لأن الأرضيات توضع في المؤتمرات وليس في المبادرات من هذا النوع، معتبرا أن “القيادة الحالية طورت أداء الحزب، واليوم هو فاعل أساسي في المشهد السياسي”.

وأكد لشكر أن القيادات التاريخية للحزب عبرت عن دعمها لهذه المصالحة، حيث لم ينف أي رمز من رموز الحزب ما صرحت به القيادة الحالية بعد اللقاءات التي عقدت معهم، مبرزا أن “المصالحة أعادت مناضلين اختلفوا مع الحزب منذ السبعينيات والثمانينيات، والكتاب الأولون السابقون أعلنوا دعمهم لهذه المصالحة”.

وحول الدعوات لعقد مؤتمر استثنائي سابق لأوانه خلال سنة 2020، أكد لشكر أن هذا الأمر يشعره بمسؤولية أكبر، معلنا رفضه في الوقت ذاته لمطالبته بالاستقالة من الحزب، وهي الدعوة الصادرة عن عضو المكتب السياسي السابق حسناء أبوزيد، مشددا على أن توجيه الانتقاد إلى الاتحاد مرتبط بضرورة العضوية فيها، وهو ما يتنافى مع حالة حسناء.

وقال لشكر في هذا الصدد: “لكي تنتقد الاتحاد وتتحدث عنه يجب أن تكون عضوا، لأنه لا حق لأي عضو أن يسيء للحزب ويظل فيه”، مؤكدا أن حسناء أبوزيد “جمدت عضويتها وأساءت للحزب وتعيش سكزوفرينيا، والحزب لم يعد له وقت لتحمل الترهات”.

الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أقر بتراجع دور الأحزاب السياسية في المجتمع المغربي، موردا أن هناك أسبابا ذاتية وموضوعية لهذا التراجع، من ضمنها منطق الكفاءات الذي لا يمكن أن يكون في تعارض مع الأحزاب وفي انتصار للتكنوقراط.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

تشييع جنازة المناضل والإعلامي الكبير جمال براوي في موكب مهيب

الكاتب الأول يقدم التعازي لجلالة الملك، أصالة عن نفسه ونيابة عن الاتحاديات والاتحاديين

الكاتب الأول يحضر اللقاء التواصلي الأول لنقيب المحامين بالرباط

الكاتب الأول الاستاذ إدريس لشكر يحل ضيفا على برنامج «نقطة إلى السطر» بالقناة الأولى يومه الثلاثاء