استمرارية الدينامية الدبلوماسية

27 شتنبر 2013

 

أربعة أحداث رئيسية شكلت استمرارية للدينامية الدبلوماسية التي انخرط  فيها الحزب مند المؤتمر الوطني ااتاسع حتى الدخول السياسي 2013، والتي بلغت أوجها في نهاية الربيع المنصرم، باستضافة  منتدى الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية العربية، واستقبال رئيس الأممية الاشتراكية ووفود برلمانية باسكية وأوروبية.

 

أول هذه الأحداث،   الزيارة التي قام بها الكاتب الأول  لموريتانيا استجابة لدعوة من  أحمد ولد دادة و رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية، وهي زيارة كانت مندرجة في سياق توطيد أواصر الصداقة والتعاون مع هذا الحزب الشقيق والعضو الوازن في الأممية الاشتراكية، وكذلك من أجل ربط الاتصال بفصائل المعارضة التقدمية والقوى الحية بالبلاد، وكانت فرصة  لأداء الواجب الوطني بزيارة تضامن ومؤازرة للمناضل الصحراوي الصامد مصطفى ولد سلمة في محنته، والذي تباحث معه حول وضعيته وآفاق النضال ضد ما يتعرض له من قمع واضطهاد على يد أجهزة المخابرات الجزائرية وعملائها الانفصاليين.

 

وبالنسبة للحدث الثاني، الذي تمثل في  استقبال السيد ايمانويل غولو رئيس اللجنة الافريقية للأممية الاشتراكية ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي البنيني بمقر الحزب بالرباط،  حيث جاء لتقديم الشكر على دعم الاتحاد  له أثناء ترشحه لرئاسة هذه اللجنة، وليعرض علينا برنامج عمله ويتشاور معنا بخصوص رؤيته لتفعيل لجنة إفريقيا وإعطائها نفسا جديدا لمواجهة  مختلف التحديات المطروحة على القارة الافريقية.

 

أما الحدث الثالث فيندرج في استقبال وفد من الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي، الذي جاء في إطار تنفيذ توصية المجلس الأخير للاتحاد، الذي انعقد في دورتموند بألمانيا في شهر ماي المنصرم، والتي تخص انجاز مهمة استطلاعية بأقاليمنا الصحراوية(العيون وبوجدور والداخلة) وبمخيمات المحتجزين بتندوف. وكان هذا الوفد يضم بالإضافة إلى إخوتنا رقية الدرهم، علي اليازغي ومصطفى عماي ونوفل بلعمري، أعضاء من الشبيبة الاتحادية وعناصر من شبيبة البوليساريو والأمينة العامة للاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي وأعضاء آخرين من مختلف الجنسيات .

إن هذه المبادرة التي انخرطت فيها الشبيبة  تندرج ضمن المقاربة التي يعتمدها الاتحاد الاشتراكي من أجل فضح زيف الأطروحة الانفصالية  في المحافل الدولية، هذه المقاربة التي تبلورت للحزب عبر تجربة طويلة في مواجهة أعداء الوحدة الترابية والتي رسخت لنا  قناعة بضرورة اخراج قضيتنا الوطنية من دبلوماسية البيانات والكواليس إلى رحابة أرض الواقع، وذلك بجر المنظمات الدولية إلى المعاينة الميدانية والى التزام المسؤولية والنزاهة وتحري الحقائق قبل إصدار الأحكام الطائشة حول ما يسمونه «الاحتلال والقمع والإبادة».

أول تجسيد لهذه المقاربة الشجاعة والمسؤولة كانت عندما رتب الاتحاد الاشتراكي مع رئيسة لجنة البحر المتوسط للأممية الاشتراكية أول لقاء لمجموعة الاتصال حول الصحراء، انعقد بمدريد في يونيو  2012 ، برئاسة  الاشتراكية الاسبانية ايلينا فالنسيانو وحضور الأمين العام للأممية الاشتراكية وعضو قيادي من جبهة التحرير الجزائرية ومسؤولين من البوليساريو والأخوين العربي عجول ومحمد بنعبد القادر من الاتحاد الاشتراكي،  وكان موضوع الاجتماع هو من جهة، التباحث في أفضل السبل التي تجعل الأممية الاشتراكية تصاحب وتدعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي متوافق عليه  ، ومن جهة ثانية التفكير في صيغة معقولة لتمكين الأممية الاشتراكية من انجاز زيارة لتحري الحقائق بالمنطقة.

أما التجسيد الثاني لهذه المقاربة، فقد كان في المجلس الأخير للاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي، حيث بادرت الشبيبة الاتحادية برفع التحدي في وجه المناورات الانفصالية وتوجيه الدعوة الصريحة للمنظمة، من أجل المعاينة الميدانية للفرق الشاسع بين ما تنعم به الأقاليم الصحراوية من جهود تنموية وتعددية سياسية وما ترزح تحته المخيمات من تسلط عسكري وخنق للحريات وتهريب لارادة السكان ومتاجرة في المساعدات الإنسانية.

وبخصوص الحدث الرابع، يتمثل في انعقاد لجنة الأخلاقيات للأممية الاشتراكية بلندن في التاسع من هذا الشهر، والتي هي من  تسهر على تتبع مدى احترام الأعضاء للميثاق الأخلاقي للمنظمة وتبت في طلبات العضوية، وما ميز اجتماعها الأخير  هو عودتها للبت في طلب البوليساريو بخصوص ترقية عضويته من عضو ملاحظ إلى عضو كامل العضوية، وكان هذا الطلب  قد قوبل بالرفض في اجتماع سابق بفضل جهود الوفد الاتحادي، لكن الانفصاليين مدعومين ببعض الأحزاب المعادية لوحدتنا الترابية، جددوا وضع طلبهم في اجتماع لندن الأخير، وكانت مداخلة مندوب الاتحاد الاشتراكي الأخ عبد الرحمان العمراني حاسمة في تنبيه أعضاء الاجتماع إلى أن مجرد وجود البوليساريو كعضو ملاحظ في الأممية الاشتراكية هو انتهاك لروح ميثاقها الأخلاقي، أما إذا أصبحت هذه المنظمة العسكرية الستالينية عضوا كاملا في الأممية, فإن الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الحقيقية ستكون مضطرة لاتخاذ ما يعفيها من تحمل هذه المهزلة، وبذلك رفضت اللجنة الاستجابة لطلب البوليساريو وطوي الملف.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

انتخاب الاخت فتيحة سداس في أعلى هيئة تقريرية خلال مؤتمر التحالف التقدمي بالشيلي

الكاتب الأول يستقبل وفدا فلسطينيا بقيادة السيد أحمد عساف المشرف العام الرسمي بدولة فلسطين

الكاتب الأول الاستاذ إدريس لشكر يوقع اتفاقيات شراكة ثنائية متعددة مع أحزاب في التحالف الديموقراطي الاجتماعي