بقلم: مصطفى المتوكل
نقف بمناسبة السنة الكبيسة على معاني «الكبيسة» حيث يقال: «كَبَسَ السَّنَةَ بِيَوْمٍ: زَادَ فِيهَا يَوْماً»… (وكَبَسَ رأسَه في ثوبه اي أَخفاه فيه…).
وفي علاقة بالزيادة والاخفـاء.. يقال «حشر» افكارا لاعلاقـة لها بالموضوع اي ادخلها وزادها… وبتركيب للمعاني الكلمـات السابقة يقال مثلا.. «اخفى سبب الزيادة في الاسعار بتنميق الكلام وتغليفه بوعود متبخرة وبالتستر خلف الدين لتعليل السلوك والقرارات التي قد يتوقع ضررها أكثر من نفعها ..»
وقياسا على ذلك فان هذا الفعل «الكبيس» الذي دخل على شهر فبراير والذي تزامن مع السنة الاخيرة من عمر الحكومة.. طال باشكال متفاوتة مصالح الشعب بسبب العديد من القرارات والاجراءات والتشريعات والتراجعات التي مست مفهوم العدالة وحقوق الانسان وروح الدستور …فكان الامر بالنسبة للذين يستعدون للتقاعد وعموم الاجراء زيادة في الهم دون لف ولادوران ..وكان بالنسبة للاساتذة المتدربين وخريجي مدارس التكوين زيادة في التنكيل بهم بزيادة الحواجز والعراقيل امام ولوجهم سوق العمل بالقطاع العام …وحتى استعمال الزرواطة في مواجهة الحركات الاحتجاجية والمطلبية ازداد بنسبة خرافية مقارنة مع احتجاجات 20 فيراير التاريخية حيث تم تعميم نتائجها على العديد من مراكز تكوين الاساتذة مع الحرص على تحقيق المناصفة والمساواة بين الذكر والانثى زيادة في العدل ؟..
كما ان الحصيلة طالت عامة الشعب « بالزيادات» في اسعار العديد من المواد الضرورية و…فاثرت على قدرتهم الشرائية والمعيشية بشكل مباشر و غير مباشر …وهنا وللتخفيف على النفس لابد ان نذكر ما حصل للناس مع البصل بعد تجاوز ثمنه 12 درهم للكيلو بزجل لسيدي عبد الرحمن المجدوب الذي قال وقال معه الناس «لو كان الخير في البصل ما ينغرس على راسه» وقوله ..«اللفت ولات شحمة وتنباع بالسوم الغالي في القلوب ما بقات رحمة شوف لحالي يا العالي».
وان سالت اي مواطن او مواطنة عن معنى «الزيادة» لشرع في جرد أنواعها ابتداء الخضر والفواكه و… إلى ارتفاع تكلفة العلاج وتعليم الابناء والبطالة بكل انواعها والزيادة في نسبة الهدر المدرسي …
ولتساءل عن الزيادة في الاجور ماذا سيفعل بها ؟ مع التخوف من ان يشملها النقصان كما هو الحال بالنسبة لمشروع ما يطلق عليه اصلاح التقاعد ؟…
وان سالت المتتبعين للامور العامة لاضافوا انتشار ظاهرة الزياده التعسفية في الفهم وفي الاستنتاج …والزيادة في المحرمات والممنوعات باقحام «آراء» شادة ومتطرفة يسمونها احيانا «الفتوى» واحيانا اخرى يطلقون عليها « اجتهادا « يعبث فيها العابثون بجوهر الدين ومرتكزاته فيصبح المباح محرما ومحظورا يخرج من الملة والدين اكثر من الشرك والكفر..
ولقد تميزت الاربع سنوات المنصرمة بالزيادة «في الكلام ؟» والديماغوجية والشعبوية والمصطلحات والنعوث المنحطة والرديئة التي لم تكن متداولة في سوق الكلام والخطاب السياسي مما تسبب في زيادة مستوى الميوعة والابتذال في العلاقات العامة..
فاذا كانت السنة الكبيسة هي التي يزاد فيها يوم في شهر فبراير كل اربعة سنوات… فان السياسات الرسمية جعلت كل اشهر سنوات عمرها «كبيسة» تسببت في اختلال القدرات والامكانات..
وبالتالي تعميق وتعميم الازمة على من تضرر منها سابقا وزيادة فئات اخرى كانت بعيدة عن الشعور بالخصاص والفاقة …
ونختم بالقول الماثور … «إذا زاد الشيء عن حده.. انقلب إلى ضده»
نسال الله ان يكفينا شرور كل زيادة تستهدف اقوات وأجور وتقاعد وعيش الشعب.. كما نساله السلامة والعافية والفرج.. آمين.
تعليقات الزوار ( 0 )