قال الكاتب الأول للحظب، الأخ إدريس لشكر، إن يوم سابع أكتوبر المقبل سيكون أهم فرصة للجماهير لتحاسب الحكومة الحالية، وخاصة الحزب الذي قادها، على الفشل الذريع الذي أدت إليه سياساتها، معتبرا أن هذا هو أفضل تجسيد لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وأضاف في كلمته، عند تدشين الحملة الانتخابية للاتحاد الاشتراكي، بجهتي مكناس والراشيدية، التي عرفتا تجمعات حاشدة، بأن على بعض الناخبين أن يفكروا عشر مرات، قبل الإدلاء بأصواتهم حتى لا يحصل لهم ما حصل عندما وثقوا في وعود الذين كذبوا عليهم و مازالوا يكذبون إلى حدود اليوم، ويطلبون مهلة أخرى، متسائلا، في التجمع الكبير الذي شهدته الساحة المركزية لمدينة كلميمة يوم الأحد الأخير، «هل يريدون عشرين سنة أخرى؟ فعمر الحكومات هو خمس سنوات، إما أن تحقق فيها منجزات إيجابية، أو ترحل!»
وفي تجاوب وحماس من آلاف الحاضرين من المناضلين والمتعاطفين والمواطنين، الذين كانوا يقاطعون الكاتب الأول الاتحادي بالتصفيق والهتاف، توجه إليهم بأسئلة حول التدهور الذي عرفته حياتهم اليومية في ظل هذه الحكومة، « ألم ترتفع الأسعار؟ ألم تتأثر قدراتكم الشرائية؟ ألم تتدهور الخدمات الصحية؟ ألا تؤدون ضرائب أكثر؟ ألا توجد أزمة في التعليم العمومي، واكتظاظ فظيع في الأقسام ونقص في المعلمين؟
وبعد أن سجل الأخ إدريس لشكر، خطورة المديونية التي رهنت بها الحكومة مستقبل المغرب والتي فاق مستواها كل الحكومات السابقة، كشف عن عجز حكومة بنكيران في الوفاء حتى بما التزمت به، من خلق 650 ألف منصب شغل خلال مدة ولايتها، لكنها لم تحقق حتى خمس ما وعدت به.
«ما قامت به هو تسليط «الزرواطة» على الشباب المعطل وانتهكت حرمة الأحياء الجامعية لمطاردة طلبة الطب وضيقت الخناق على الأساتذة المتدربين، وعانت على يدها كل الفئات الاجتماعية… وتراجعت عن المكتسبات ونهجت سياسة تقشف على الجماهير الشعبية».
وذكر لشكر بالمفارقة الكبيرة التي تعيشها بلادنا عندما كان سعر البترول في السوق العالمية يصل 140 دولارا للبرميل في ظل حكومة التناوب و ما تلاها، حيث كان ثمن الكازوال والبنزين أقل من سعره اليوم، رغم أن البرميل وصل في الخمس سنوات الأخيرة إلى أقل من 40 دولارا.
وعرض الأخ إدريس لشكر الخطوط العامة للبرنامج الانتخابي، مؤكدا الأولويات التي ينطلق منها على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هدفها الرئيسي تصحيح الاختلالات التي لخصها في شعار 55 كفى، ومقترحا 555 إجراء لتجاوز الأزمة.
وقدم الكاتب الأول، في نهاية مهرجان كلميمة، مرشحي جهة درعة تافلالت الذين كانوا حاضرين، حيث ألقى وكيل لائحة دائرة الراشيدية، مولاي المهدي العلوي، كلمة دعا فيها الجماهير الحاضرة إلى التصويت على لوائح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لمواجهة المفسدين الذين تجبروا على الشعب، «بعد أن وصلوا إلى مناصب المسؤولية في الجهة، فاشتروا من المال العام سيارات رباعية الدفع، وزادوا في التحدي والاستهزاء بالشعب، عندما توعدوا بشراء الطائرات من المال العام للتحليق فوق رؤوس الناس»، في إشارة إلى رئيس الجهة، الحبيب الشوباني.
واستنكر سلوك أولئك الذين يضغطون على نسائهم للزواج من ثانية، لإرضاء نزوات وترسيم علاقات مشبوهة، بعد أن يفتضح أمرها!
وكان الأخ لشكر قد أشرف على لقاء جماهيري في ميدلت صباح نفس اليوم، حضره وكيل لائحة هذه الدائرة ،الأخ إدريس فرار، رفقة المسؤولين المحليين للحزب وحضور جماهيري غفير.
ونوه الكاتب الأول بوكيل اللائحة وباقي المرشحين، مسجلا المجهودات التنظيمية الجبارة التي بذلها المناضلون لبناء حزب المؤسسة الذي يعتمد على المجهود الجماعي، والذي سيثمر نجاحات ونتائج إيجابية، مركزا على العديد من الإشكالات التي تهم الإقليم، وعلى سلم أولويات وتصورات الحزب للسياسات العمومية خلال الخمس السنوات المقبلة.
وكان الأخ لشكر قد أعطى الانطلاقة للحملة الانتخابية للحزب من مكناس، حيث حظر مهرجانا خطابيا كبيرا يوم السبت 24 أكتوبر، وسجل في مستهل كلمته التي ألقاها به، «الرمزية الخاصة والدلالات العميقة بالنظر إلى مكانة هذه المدينة التاريخية لدى حزب القوات الشعبية «.
و أضاف في معرض كلمته، «كنا ننتظر بعد الإصلاح الدستوري الذي أعلن عنه جلالة الملك في 9 مارس 2011 أن الأمور ستتغير نحو الأحسن، لكن ما حصل لم يكن في الحسبان، حيث وجد المغاربة أنفسهم أمام حزب لم يناضل أبدا من أجل إصلاح الدستور، كان دائما في صف المعادين للديمقراطية ….»
ثم تساءل « كيف يمكن لمن وقف ضد حكومة التناوب، ووقف ضد الكتلة الديمقراطية أن يقود عملية البناء الديمقراطي؟ لقد عاش المغاربة في ظل حكومة لم تجمع حتى « جلايلها « كلها تناقضات..
حكومة متنافرة، وصلت إلى 41 وزيرا في صيغتها.. آش من بلا هذا، ما قدو الفيل نزيدو الفيلة؟».
وأردف « إن برنامج حزبنا واقعي ذي رؤية عميقة وأفكار جيدة تعكس الالتزام الجدي المألوف لديه في تبني السياسات والمبادرات البديلة وتفعيل المشاريع والإجراءات الناجعة، ويقدم الأجوبة المقنعة على المعضلات المجتمعية الكبرى، من خلال مجموعة من التدابير المدروسة والعملية، والمقاربة الالتقائية التكاملية بين المجالات والقطاعات».
لذلك، يضيف الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، «إن برنامج الاتحاد في شقه السياسي ينطلق من منظور الحزب للبناء الديمقراطي، ويستند إلى تشبعه بمفاهيم توازن السلط واستقلالية القضاء واقتران المسؤولية بالمحاسبة ومحاربة الفساد، قولا وليس شعارا، والقضاء على مجتمع الريع. وعلى المستوى الاقتصادي فإن برنامج حزب الوردة متكامل يرتكز على البدائل الناجعة في مجالات التنمية والاستثمارات والسياسات المالية والضريبية، ويتسم بمرجعية ذات بعد اجتماعي مستندا في ذلك على المؤسسات الاستشارية ومراكز البحث العلمي، أما برنامجه الثقافي المعتز بالهوية المغربية والتراث اللا مادي فهو منفتح أيضا على الحضارات الإنسانية ومناصر لحرية الفكر والإبداع، ويتجلى في تطوير منظومة الثقافة وتأهيل مجال الإعلام وتقنيات التواصل».
إثر ذلك، قدم الكاتب الأول للحزب وكلاء لوائح جهة فاس مكناس، بحضور أعضاء المكتب السياسي بديعة الراضي ويونس مجاهد وعبد الحميد فاتيحي والكاتب الجهوي لجهة فاس محمد أوراغ وأعضاء اللجنة الإدارية بالإقليم.
وانتقل الكاتب الأول بعد ذلك إلى منزل المناضل سعيد العطاوي الذي احتضن عشاء مناقشة بحضور ثلة من الفعاليات الاقتصادية وأساتذة جامعيين ومحامين ومثقفين وشباب، تفاعل فيها الجميع من خلال أسئلة تهم الشغل والاقتصاد والسياحة ومواضيع أخرى أنصت إليها لشكر وأجاب عنها.

لشكر يستنكر تصريحات بنكيران تجاه المغربيبات العاملات في الخارج

انتقد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المهرجان الخطابي الذي دشن به الحملة الانتخابية للاستحقاقات الحالية، التصريحات غير المسؤولة لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قائلا إنه ليس من حق هذا الأخير أن ينعت نساء مغربيات يضطررن للاشتغال خارج البلاد من أجل إعالة عائلاتهن بنعوت قدحية.
وكان عبد الإله بنكيران قد اتهم في مهرجان خطابي بالرباط الفتيات والشابات المغربيات اللواتي يذهبن للاشتغال في الخارج بأنهن باغيات.
كما انتقد الكاتب الأول ،بمحطة مكناس في لقاء جماهيري، ازدواجية الخطاب في حزب العدالة والتنمية وحركة الإصلاح والتوحيد في مفهومي الأخلاق وقيم الدين الإسلامي، مذكرا بصور الواقع التي بينت أن هؤلاء يقولون ما لا يفعلون. وفي هذا الصدد برزت حادثة المنصورية التي كان بطلاها قياديين في الحركة الدعوية ويتعلق الأمر بحماد وفاطمة النجار.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية