مجانية التعليم خط أحمر ولا يمكن للاتحاد الاشتراكي أن يتنازل عنها وما نشر عن المكتب السياسي بخصوصها عار من الصحة
قال الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر إن ما نحتاجه بخصوص إصلاح التعليم بكل أسلاكه هو القانون الذي يفترض حكامة جديدة في التسيير والتدبير وليس البحث عن التوافقات التي تخفي الكوارث.
وأوضح إدريس لشكر، في كلمة خلال افتتاح الملتقى الوطني الثالث للقطاع الطلابي الاتحادي، الذي ينظمه المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، التابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بين 7 و 12 شتنبر الجاري بمدينة أصيلة، أن منهجية شبيهة بالتى تم اعتمادها لتجسيد مشروع مدونة الأسرة لما أبانت عنه من شجاعة وجرأة في طرح القضايا واتخاد القرارات هي ما نحتاجه اليوم.
واعتبر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية «أننا في حاجة إلى منهجية جريئة في طرح إصلاح التعليم والجامعة المغربية»، مذكرا بأن «التعليم تطور كميا، وأنتج أطرا وكفاءات على امتداد عقود عبر تمكينه من خلق نخبة متعلمة وأطر كفؤة، لكن حجم التطور لم يكن في المستوى المراد، كانت هناك كبوات وكانت هناك طفرات قوية أيضا».
وأعلن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي أن الاتحاد كحزب حداثي، ربط اليوم نضاله بالدفاع عن القيم المؤسسة للحداثة، يحق له احتكار الانتماء إلى اليسار، خصوصا أن الأحزاب التي تدعي انتماءها إلى صف اليسار، وتضمن البديل، تخلفت عن محطات مهمة في الدفاع عن تحديث المجتمع.
وكشف إدريس لشكر أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سيدافع عن استمرار العربية كلغة للتلقين خلال مستوى الابتدائي، موضحا أن دفاعه سيكون عن لغة عربية بسيطة ومفهومة من قبل كل المغاربة، موضحا أنه حان الوقت اليوم لطرح قضايا التعليم بعلمية وموضوعية.
وشدد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي على التشبث بالتدريس باللغة العربية باعتبارها لغة وطنية لكن، يضيف، لغة عربية للبحث العلمي والتواصل قادرة على الإجابة عن كل الاسئلة التي يطرحها الواقع اليوم مؤكدا أننا نحتاج اليوم إلى تخصصات لمواجهة المستقبل وتطوراته.
وأضاف إدريس لشكر، أن هناك من يريد الزيغ بالنقاش الحقيقي حول إصلاح التعليم، في حين أن النقاش الذي يجب أن يفتح الآن، يجب أن يكون حول جودة التعليم، وكيفية تحقيق هذه الجودة، معلنا أن من يدرس أبناءه في مدارس البعثات، ليس له الحق في إعطاء الدروس حول المسألة التعليمية.
وقال الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن مجانية التعليم خط أحمر ولا يمكن للاتحاد الاشتراكي أن يتنازل عنها، نافيا كل ما نسب لمحمد بنعبد القادر عضو المكتب السياسي، من تصريحات ملفقة حول مجانية التعليم، مؤكدا أن كل ما روج في المواقع عن الأمر كان كذبا وبهتانا.
وشدد إدريس لشكر على أهمية المدرسة العمومية المغربية قائلا إن كل الدول التي حققت تقدما في تعليمها استندت إلى المدرسة العمومية، مشيرا إلى أن التجارب الناجحة في التعليم الخصوصي المغربي تعتمد على الكفاءات و الأطر التعليمية القادمة من القطاع العمومي.
وأكد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على ضرورة إيلاء الأولوية لإصلاح منظومة التعليم والتكوين لإعطائها الدور الأساسي في النموذج التنموي الجدي، وقال إن «تحقيق التقدم رهين بالنهوض بالمدرسة والجامعة العموميتين»، محذرا بأنه «بدون إصلاح للتعليم لن يكون هناك تطور ولا تنمية».
في هذا السياق، ذكر إدريس لشكر بأن المجلس الوزاري الأخير صادق على مشروع قانون – إطار يتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، داعيا مختلف الأطياف إلى فتح نقاش حول هذا المشروع الإصلاحي.
وفي سياق مرتبط بطبيعة الحدث، طالب إدريس لشكر الطلبة الاتحاديين، بالتشبث بالدفاع عن المبادئ التأسيسية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، في صورتها الأصلية، مؤكدا أن التقدمية اليوم لا تعني غير الحداثة والتطلع إلى المستقبل.
ودعا الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المشاركين إلى اعتماد مذكرة الاتحاد الاشتراكي حول التعليم التي شخصت وأبرزت اختلالات المنظومة الحالية وبحثت في آفاق تطويرها وتحديثها، كما انتقدت المبادئ المرجعية للمدرسة (لغات التدريس، التوجيه، سياسة اللاتركيز، تدبير الموارد البشرية، المناهج البيداغوجية)، كخارطة طريق في استعدادهم للدخول الجامعي.
وأكد إدريس لشكر على دور القطاع الطلابي الاتحادي داخل الجامعة مشددا على ضرورة استعداده للدخول الجامعي من خلال تنظيم صفوفه في مجموع الكليات والجامعات وكذا استعداده لانتخابات مجالس الكليات والجامعات من خلال تنسيق الجهود مع الأطراف الملتزمة بمبادئ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
وأشار الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى أن الحزب كان قد قدم مذكرة بهذا الخصوص للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، تضمنت تشخيصا للوضعية ووجهة نظر الحزب لهذا الإصلاح انطلاقا من أدبياته ومرجعياته ومقررات مؤتمراته وبياناته، معلنا عن نشر المذكرة لإغناء النقاش بين مختلف الأطياف حول الموضوع.
ويشارك في الملتقى الوطني الثالث للقطاع الطلابي الاتحادي، الذي ستتواصل فعالياته إلى 12 شتنبر الجاري، أزيد من 220 طالبا قادما من مختلف الجامعات المغربية، حيث سيتم بحث عدد من المواضيع حول «الفعل الطلابي والشبيبة الاتحادية»، و»الجامعة المغربية ورهانات التنمية»، و»الجامعة المغربية بين إشكالية التأطير والتأهيل».
الكاتب : يوسف هناني
تعليقات الزوار ( 0 )