الأخ الكاتب الاول إدريس لشكر خلال الحوار الصحفي هذا اليوم مع قناة “فرانس 24″.
حريصون على كل التوجهات اليسارية والمطلوب تجاوز الأنانيات
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في حاجة ماسة إلى الانتقاد وتصحيح ما يمكن تصحيحه
pف 24- إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي المغربي دخل عالم السياسة في مرحلة الشباب وانخرط في الحزب في سنة 1970، انتخب في البرلمان المغربي لعدة ولايات تشريعية قبل أن يعين وزيرا مكلفا بالعلاقة مع البرلمان عام 2010. وفي سنة 2016 صدر له كتاب بعنوان ” زمن التناوب الثالث “.
بداية كيف هي الأوضاع داخل حزب الاتحاد الاشتراكي المغربي ؟
nإ. لشكر- الاتحاد الاشتراكي ينتمي إلى مرجعية معينة، هي المرجعية اليسارية، هذا الانتماء إلى هذه المرجعية اليسارية يجعل أن الاشتراكية اليوم مطروح بشأنها سؤال كبير حول المآلات والآفاق. ها أنتم تلاحظون في محيطنا، شمالا شرقا وجنوبا، أوضاع أحزاب اشتراكية شبيهة بالاتحاد الاشتراكي ورغم ذلك يمكن أن أقول إن الاتحاد الاشتراكي تجاوز مرحلة التراجعات التي عرفها. اليوم مؤسسات الاتحاد الاشتراكي وأجهزته تشتغل بشكل طبيعي، لكن لا شك أن هناك منتقدين …
pف.24- الأستاذ إدريس لشكر، سأقف عند هؤلاء المنتقدين بأن الحزب ما زال في الانحدار، لم نعد نسمع عنه في الساحة السياسية المغربية ويبرز فقط عند توزيع المناصب، التي برأيهم تعطى لابن فلان وابن علان ؟
nإ.لشكر- مع الأسف، هو انتقاد نحن في حاجة إليه على أساس تصحيح ما يمكن تصحيحه والاستفادة منه، ولكنه لا يكون مفيدا عندما تطغى عليه الأنانيات والتذبذب، ويمكن أن أجيب هؤلاء بأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاتحاديون والاتحاديات اليوم، وكل الهيئات المهنية والشبابية، والنقابات… إلى آخره، كل الهيئات التي يتواجد بها الاتحاديون والانتخابات التي انتخبت أجهزتها يتبوأ الاتحاد الاشتراكي فيها اليوم مكانة متميزة، من مهندسين، أطباء، صحفيين وكتاب وكذا الشباب في الجامعة ومجالس الطلبة وأساتذة التعليم العالي، وكل الإطارات المهنية يرجع الاتحاد الاشتراكي إلى مواقعه فيها ويمكن أن أقول إنه حتى الجامعة التي طرد منها الحزب في التسعينيات من طرف القوى المحافظة، يتبوأ فيها اليوم مكانة جيدة في الانتخابات.
pف. 24- أستاذ لشكر، هناك انتقادات للحزب حتى من داخله تقول إنه تخلى عن مبادئه عندما وصل لشكر إلى الكتابة الأولى ؟
nإ.لشكر- سامح الله هؤلاء، المبادئ تحددها المؤتمرات وتحددها المرجعيات، وإدريس لشكر هو شخص داخل المؤسسة، والمؤسسة تجري فيها الأمور بكل ديمقراطية، والمناصب نسعى أن تكون وسيلة لتنفيذ برامجنا من خلال الإخوان الذين يتحملونها .
pف.24-ألم تبرز إلى الواجهة هذه المشاكل مؤخرا في انتخاب بعض مجالس البلدية، مثل مجلس بلدية المحمدية ؟
nإ.لشكر- أكيد، فالعملية السياسية ومفهوم العمل السياسي تطور، والذين يعتقدون أنه لابد من أن نشتغل بنفس الطريقة التي عرفناها في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، أقول لهم :”لا شك أن لا علم لهم بتعقيدات الواقع ولا بالتطورات التي عرفتها المجتمعات، وليأخذوا كقياس على ذلك ما يرونه في هذه المجتمعات شمالا وشرقا، التجارب أمامنا، الحزب الاشتراكي الفرنسي كانت له في الولاية التشريعية السابقة الأغلبية المطلقة، لكن ها نحن نرى أوضاعه وبيع مقراته، واليوم يمكن أن نعتز بكون الاتحاد الاشتراكي المؤسسة قد استرجع كل مقراته الحزبية.
pف.24- الأستاذ إدريس لشكر، دعني أثير معك موضوعا آخر متعلقا بالتصريحات الأخيرة للسيد بنكيران وما أثير حول تقاعده الاستثنائي، ما رأيك بهذا الخصوص ؟
nإ.لشكر- بصدق، مثل الرأي العام وككل، المنظومة الأخلاقية التي بنى عليها هذا الحزب مكاسبه السياسية، والتصريحات الأخيرة لهذا السيد تؤدي إلى مراجعة كبرى، كيف لرئيس الحكومة أن يحتفظ بتقاعده البرلماني في الوقت الذي يمنعه على البرلمانيين، أنا فوجئت بأن رئيس الحكومة ظل يتوصل بالتقاعد البرلماني إلى غاية شهر شتنبر 2017 . في حين أنا كبرلماني لأربع ولايات، وانخراطنا في النقاش الرائج لدى الرأي العام حول تقاعد المسؤولين جعلني لا أستفيد من البرلمان، أنا وكل البرلمانيين الذين لم يصلوا إليه في هذه الولاية التشريعية الأخيرة، فكل هؤلاء لا يتقاضون التقاعد البرلماني.
pف.24- أستاذ لشكر أنت تقول إن هذا الأمر يتناقض مع ما يعلنه حزب العدالة والتنمية، لكن السيد بنكيران يقول إنه ليس الوحيد الذي يتقاضاه، وربما لا يمكنه أن يرفض هذا التقاعد الاستثنائي الذي قدم له من طرف الملك ؟
nإ.لشكر- نحن لا نتحدث عن التقاعد الاستثنائي، الذي قد يستفيد منه أساتذة جامعيون كبار أو يستفيد منه رؤساء الحكومات ..نحن نتحدث عن ما صرح به بخصوص التقاعد البرلماني، أي التقاعد الثاني، ففي هذا التقاعد الثاني ومن موقع رئاسته الحكومية كان يسمح لنفسه بأخذه في الوقت الذي يحرم البرلمانيين الآخرين منه، وهو مساهمات لهؤلاء البرلمانيين في صندوق معين، بدعوة أن هذا الصندوق ضعُف أو عرف اختلالات، لكن إذا عرف اختلالات كان من الأولى للذين يتلقون رواتب كوزراء أو كرئيس حكومة أن يوقفوا التقاعد عنهم قبل أن يوقفوه عن بقية البرلمانيين .
pف.24- أستاذ لشكر، السيد بنكيران انتقد بشكل كبير في خرجته الأخيرة حزب الاتحاد الاشتراكي وقال: “انظروا كيف كان الحزب وكيف هو حجمه الآن”، قالها بصريح العبارة !
nإ.لشكر- نحن واعون بأن المسؤولية لابد لها من محاسبة، التناوب كوسيلة أو كنهج من الديمقراطية للتسيير، لماذا وجد هذا التناوب، لتأكيد الديمقراطية، ولا يمكن لحزب سير لولايتين أو ثلاث ولايات أن يرجع إلى الرأي العام وأن يظل في نفس قوته.
pف.24- يبدو أن هناك صراعا في الساحة السياسية المغربية، خاصة في اليسار، بين حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب اليسار الموحد، هل هناك صراع دفين لا يخرج إلى الواجهة ؟
nإ.لشكر- أزمة اليسار، نحن حريصون على التوجه لكل المشاريع اليسارية، نتوجه لها ونقول إن المشروع الديمقراطي الاشتراكي لن ينجح في ظل اختلال موازين القوى الذي عرفه المغرب في العقد السابق من العشرية الأخيرة، لن ينجح إلا إذا تجاوزنا جميعنا أنانياتنا. نحن في الاتحاد الاشتراكي منفتحون، ونعتقد أن المجتمع غير محتاج إلى عشرة مشاريع اشتراكية، ولذلك كان الاندماج مع الحزب الاشتراكي الذي انشق عن الاتحاد الاشتراكي، وكان الاندماج مع الحزب العمالي، وسعينا كذلك إلى الانفتاح على كل القوى اليسارية .
pف.24- أستاذ إدريس لشكر، يقولون إنك تتهم نبيلة منيب بالسعي إلى قلب أوراق حزب الاتحاد الاشتراكي وزعزعة الحزب، هل هذا صحيح ؟
nإ.لشكر- هذه إدعاءات، إدعاءات لا أساس لها من الصحة، ونعتقد أن اهتمامات الاتحاد الاشتراكي ومناضليه وأطره أكبر من أن يجيبوا عن سفاسف وادعاءات لا أساس لها من الصحة .
pف.24- طيب أستاذ لشكر شهدنا مؤخرا في تونس انطلاق الحديث والمصادقة على المساواة في الإرث، أعرف أن لديك وجهة نظر في هذا الموضوع، ماهي وجهة نظرك بخصوص المغرب، هل حان الوقت للمساواة في الإرث بين الرجل والمرأة ؟
nإ.لشكر- نحن في الاتحاد الاشتراكي باعتبارنا متبنين للمشروع الديمقراطي المجتمعي الحداثي نعتقد أنه حان الوقت لفتح حوار حقيقي حول كل القضايا، حوار لابد أن ننطلق فيه من أن البلد فيه علماؤه وفقهاؤه وتقاليده ومرجعيته الإسلامية كبلد، ولا شك أن بعد هذا الحوار بين هؤلاء جميعا والمجتمع، سنجد الأجوبة السليمة والتي لا تتناقض مع ديننا، ونحن مطمئنون أن هناك مؤسسة إمارة المؤمنين التي ستكون أحرصنا جميعا على تقاليد الدين .
pف.24- ماذا بخصوص توتر العلاقات الديبلوماسية التي سمعناها مؤخرا بين المغرب والسعودية والإمارات ؟
nإ.لشكر- في اعتقادي أن التوتر موجود في المواقع والصحافة، أما في الحقيقة فالعلاقات المغربية الخليجية يؤطرها خطاب جلالة الملك الذي ألقاه أمام إخوته في الخليج، لنا علاقات استراتيجية وأساسية ولن تتأثر نهائيا بأية محاولات من أي طرف.
الكاتب : أعده للنشر: مصطفى الإدريسي
تعليقات الزوار ( 0 )