الأخ الكاتب الأول
الأخوات والإخوان أعضاء المجلس الوطني
يسعدني أن أفتتح أشغال دورة مجلسنا الوطني، والتي تأتي في أجواء تخليد ذكرى الشهيد عمر بنجلون. إنها مناسبة لنؤكد مرة أخرى أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سيظل وفيا لقيمه النبيلة ولمثله العليا، ولشهدائه الأبرار، وأنه سيستمر مناضلا، وفاعلا أساسيا من أجل ترسيخ الديمقراطية والحداثة والعدالة الاجتماعية.
أخواتي، إخواني
لقد كانت دورة المجلس الوطني الأخيرة، من خلال تقرير المكتب السياسي والمناقشة التي تلته من قبل الأخوات والإخوان أعضاء المجلس الوطني، مناسبة لتقييم وتحليل الحزب للمرحلة الحالية والمهام المطروحة علينا، وتوج ذلك بانطلاق أشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الحادي عشر، وتحديد الإطار العام والشروط التي سيتم فيها التحضير للمؤتمر الوطني للحزب، ليكون مواكبا للأهداف والتطلعات التي يسعى إليها حزبنا داخل الساحة الوطنية، من أجل تعزيز المسار الديمقراطي ببلادنا، وبلورة ا ختياراتنا الاشتراكية الديمقراطية والحداثية.
إن نجاح المؤتمر الوطني المقبل رهين في تقديري بشروط تحضيره، من خلال اعتماد منهجية متميزة تستحضر بالطبع إكراهات الوضعية الوبائية، ولكن في نفس الوقت تكفل تحضيرا جيدا، للمؤتمر في الإعداد والتحضير والمشاركة والحوار الواسعة.
لقد كان حزبنا إلى حدود المؤتمر الوطني السادس في صلب المعادلة السياسية وأحد اطرافها المركزيين واصبح بعد ذلك عنصرا محدود التأثير على الساحة الوطنية.
فعلى الرغم من المجهودات التي بذلتها العديد من التنظيمات الحزبية بشكل جماعي، أو فردي، لإعادة الوهج للاتحاد الاشتراكي، فإن مختلف الانتخابات المحلية والجهوية والوطنية والمهنية منذ 2007 كرست مسارا تراجعيا، وجاءت انتخابات 8 شتنبر 2021 لتؤشر على نتائج إيجابية، هزمت كل التنبؤات المتشائمة، رغم حملات التضليل التي تعرضنا لها، ووجدنا في النتائج المحققة مبعثا للأمل بالنسبة للمستقبل ولعل الجميع عاين الطريقة التي دبرت بها نتائج الانتخابات، ذلك أن ما حدث هو انقلاب في المواقف لا نفهمه كنتاج لغلو في الطموح من هذه الجهة أو تلك.
لقد اظهرت هاته الانتخابات حقائق كثيرة، منها أننا كنا ضحية استعمال المال بشكل غير مسبوق، لكن في نفس الوقت عرت حقائق تنظيمية في هياكلنا، وتنظيماتنا ومناضلينا.
ولا مناص من أننا، اليوم، أمام مرحلة جديدة تؤشر على تحول واضح في بنيات ووظائف الحزب التقليدية. لذلك لابد لنا في سياق التحضير للمؤتمر الوطني، من وقفة تأملية حول سؤال العلاقة بين الاتحاد والتنظيم، ولابد أيضا من أفق سياسي معبئ.
وبالتالي ماهو مطروح علينا اليوم، إضافة إلى تدقيق وتوضيح الخط السياسي المرحلي للحزب، واعتماد كل تكنولوجيات التواصل الحديثة والرقمية، هو كيفية تدبيرنا لقيادة الحزب في هذه المرحلة الجديدة والواعدة، وكيفية تدبيرنا للاختلاف ضمن الوحدة العضوية للحزب، وكيفية توفير كل الشروط لانطلاقة تنظيمية متجددة، بروح عالية من المسؤولية، والتاضمن والتآزر، تجعل الحزب قادرا على أداء وظيفته السياسية والمجتمعية، ومواجهة كافة الأعباء والمسؤوليات التي تفرضها التحديات الراهنة والمستقبلية، تجسيدا لإرادة الارتباط المستمر بالمجتمع وقضاياه الحيوية.
علينا جميعا تجنيد ذكائنا الجماعي لإيجاد أفضل الصيغ والحلول، التي تمكن حزبنا من استثمار أنجع ما يزخر به من طاقات وفعاليات وأجيال جديدة، لم نتمكن من إدماجها في مواقع المسؤولية والقيادة.
اخواني اخواتي
إن الاتحاد الاشتراكي، كان ومايزال في قلب الحراك السياسي ومعركة البناء الديمقراطي وهو محتاج اليوم الى جرعات قوية من التجديد وإدماج النخب الشابة، على أساس التنافس التعاقدي الديمقراطي الأخوي والشفاف بين المناضلات والمناضلين.
إن بلادنا في حاجة ماسة إلى مؤسسات سياسية مجددة لذاتها وآليات حضورها، ومناهج تفكيرها. فهل نحن مستعدون بما فيه الكفاية لإطلاق الطاقات التعبوية وتوسيع مداها، وادماج الأجيال الجديدة؟ وهل نستشعر جميعا أهميته الظرف السياسي الوطني، بإكراهاته ومحطاته المقبلة؟
أسئلة ورهانات مطروحة على مؤتمر الوطني المقبل، ومما لاشك فيه أن عزم وإرادة الاتحاديات والاتحاديات على تخطي الصعاب، سيمكننا من إنجاح مؤتمرنا بما سيقوى حضورنا ويوطد مناعتنا، ويذكي حماسنا وحماس المغاربة.
ولي اليقين أن كل واحد منكم يدرك أن المواقف والقرارات لن تمليها علينا إلا ضمائرنا وقناعاتنا.
ولن يغيب عن اهتمامنا بأن مؤتمرنا الوطني الحادي عشر مطالب، أولاً وقبل كل شيء، بإطلاق مسيرة سياسية وتنظيمية متجددة تتلاءم وخصوصية المرحلة الحالية.
تعليقات الزوار ( 0 )