أنهى المؤتمر الإقليمي السادس لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمكناس أشغاله، مساء يوم السبت 14 ماي الجاري، بانتخاب يوسف بلحوجي، بالإجماع، وباقي أعضاء الكتابة الإقليمية بالاقتراع السري.
وانعقد المؤتمر الإقليمي السادس، طيلة يومي الجمعة والسبت 12 و13 ماي الجاري، تحت شعار ” نضال مستمر والتزام متجدد لمحاربة الفساد ورد الاعتبار للعمل السياسي بمكناس “، وترأس جلسته الافتتاحية الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، يوم الجمعة بقاعة المؤتمرات بالمركب الثقافي والإداري للأوقاف والشؤون الإسلامية بمكناس، والتي ألقى فيها الكاتب الأول خطابا قويا تفاعل معه، بالإضافة إلى المناضلين؛ ضيوف المؤتمر من هيئات سياسية ومدنية؛ ومركزيات نقابية ومنظمات حقوقية ومنتخبين ونخب المدينة من مثقفين ومفكرين وأكاديميين.
وفي معرض هذا الخطاب قال لشكر “إن المرء ليحس بالغبن و”الحكرة” وهو يدخل عاصمة المولى إسماعيل، مدينة الحضارة والتاريخ العريق والموروث الثقافي والمعماري الغني، مدينة الملحون، مدينة تتوفر على كل المؤهلات الطبيعية والسياحية والصناعة التقليدية وغنى موروثها المادي واللا مادي، وعلى الرغم من كل ما تتوفر عليه إلا أن وضعها المتردي والمقلق يسائلنا”. وفي هذا الصدد ألقى لشكر باللوم على ساكنة مكناس باعتبارها المسؤول الأول عن اختيار من يسير ويدبر شؤون المدينة إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه، واستشهد بتسيير المدينة من لدن الاتحاديين خلال الفترة الممتدة من 1983 إلى غاية 1992 والتي شهدت ازدهارا على كافة المستويات.
وعدد الكاتب الأول منجزات المجلس الاتحادي بدءا من تجديد البنية التحتية بالمدينة العتيقة من بينها قنوات الصرف الصحي، وإعادة هيكلة مدن الصفيح ببرج مولاي عمر وسيدي بابا وإحداث أول منطقة صناعية بالمدينة وإحداث دور الثقافة وبناء وإصلاح المنشآت الرياضية بمناسبة احتضان مكناس لألعاب السلم العالمية. وعلى ذكر الرياضة تمنى الكاتب الأول للحزب عودة النادي المكناسي إلى قسم الأضواء مستحضرا تاريخه الحافل بالأمجاد من نجومه الكبار، على رأسهم حمادي حميدوش وعبدالغني لكحل (غويني)، رئيس قدماء لاعبي الكوديم، والإطار الوطني مولود مدكر الذين تابعوا الجلسة الافتتاحية.
ولم يقتصر الأمر على تسيير الشأن العام المحلي بالنسبة للمجلس الاتحادي، يقول المسؤول الأول عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بل تعداه إلى خارج أرض الوطن سواء بالنسبة للدور المحوري الذي لعبه في الدبلوماسية الموازية للدفاع عن أقاليمنا الجنوبية وعدالة قضية وحدتنا الترابية من خلال توأمة عاصمة المولى إسماعيل مع مدينة “ألما آطا” الكزاخيستانية، كما أن ذات المجلس من وضع اللبنة الأولى لتصنيف مدينة مكناس تراثا عالميا من خلال مراسلة منظمة اليونيسكو معززا رسالته بكل الوثائق التي تستجيب لدفتر التحملات.
وتساءل الكاتب الأول للحزب ” كيف يا ترى وكل هذا الغنى الذي تزخر به المدينة لا يوظف للنهوض بها ويذهب سدى؟”، ليتوقف عند شعار المؤتمر ” نضال مستمر والتزام متجدد لمحاربة الفساد ورد الاعتبار للعمل السياسي بمكناس ” معتبرا أنه رسالة واضحة ولا تقبل التأويل، وأن الاتحاديات والاتحاديين بمكناس عازمون على بلورة محتوى شعارهم.
إن مكناس مدينة سلطانية تستحق الكثير، وهي المدينة التي ساهم أبناؤها البررة في مقاومة الاستعمار، وأعطت مناضلين من الحركة الوطنية ساهموا في تحرير الوطن؛ وما معركة “وادي بوفكران” التي نشبت بين سكان العاصمة الإسماعيلية والمعمرين المتطاولين على مياه هذا الوادي سوى دليل على الأهمية البالغة في ذاكرة المقاومة المغربية.
وقال لشكر إن مكناس مدينة التاريخ وعاصمة الملحون متسائلا عن مصير المهرجان الوطني للمسرح ومهرجان الفروسية اللذين تم تحويلهما بقدرة فاعل إلى جهات أخرى، دون أن ننسى تاريخ أبطالها الذين قاوموا الاستعمار من بينهم مناضلون يفتخر بهم الاتحاد الاشتراكي، وعلى رأسهم الفقيد سي محمد المكناسي وبنقليلو وصالح بروايل والراحل سي محمد الحوتي، كأول رئيس اتحادي يسير ويدبر شؤون مكناس .
وطالب لشكر الدولة بإيلاء عاصمة المولى إسماعيل المكانة التي تستحقها، وذلك بخلق استثمارات عمومية في مشاريع كبيرة من شأنها خلق مناصب شغل للشباب العاطل وإنعاش الحركة الاقتصادية والاجتماعية بالمدينة…
ولم يفوت ذات المتحدث الفرصة دون التطرق إلى ملف تشريد 560 عاملة تعيل 560 عائلة تجوب شوارع المدينة بشكل دائم لعل معاناتهم الاجتماعية والنفسية والأسرية المزرية، تحظى بالاهتمام وتجد الآذان الصاغية لحل هذه الملف الاجتماعي الخطير في عهد حكومة تدعي مأسسة الحوار الاجتماعي، وهي التي وقفت عاجزة عن حل هذا المشكل على الرغم من كل الاتفاقات التي تم توقيعها بين الأطراف وسهرت عليها الإدارة الترابية في شخص والي جهة فاس مكناس وعامل عمالة مكناس إلا أنها بقيت حبيسة الورق، وطالب المسؤولين بحل هذا المشكل في أسرع وقت ممكن.
وتميزت الجلسة الافتتاحية بلحظة اعتراف وتكريم لكل من المختار المصمودي ونزهة الشقروني تقديرا من المؤتمر لما أسهما به من أعمال جليلة في إرساء الفعل الحزبي الجاد وتطويره، واعترافا بتضحياتهما الجسام في أداء رسالتهما النبيلة دفاعا عن القوات الشعبية وقضاياها، متمنيا لهما دوام الصحة والعافية وطول العمر.
وهكذا منح الكاتب الأول درع المؤتمر وشهادة التقدير والاعتراف لنزهة الشقروني باعتبارها أول امرأة تتبوأ عضوية الكتابة الإقليمية للحزب بمكناس، المؤتمر المنعقد في مارس 1987 الذي ترأس حفل افتتاحه الراحل سي عبدالرحيم بوعبيد، وعضو بالأممية الاشتراكية للنساء، وأول وزيرة اتحادية إلى جانب عائشة بلعربي، في عهد حكومة التناوب التوافقي التي قادها المرحوم المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، ثم وزيرة منتدبة لدى الوزير الأول مكلفة بالجالية المغربية بالخارج؛ وسفيرة جلالة الملك بكندا (2009-2016) وبرلمانية كوكيلة اللائحة الوطنية رفقة كل من رشيدة بنمسعود وفاطمة بلمودن وبديعة الصقلي و….
وفي كلمة مقتضبة بالمناسبة عبرت الشقروني عن مدى اعتزازها وفخرها بهذه الالتفاتة من لدن مناضلات ومناضلين داخل وخارج الأجهزة الحزبية تقاسمت معهم النضال في عاصمة المولى إسماعيل، شاكرة لهم هذه اللحظة التي ستبقى موشومة في ذاكرتها.
كما تم بالمناسبة تكريم التجربة الاتحادية في تسيير وتدبير شؤون مدينة مكناس خلال المدة الممتدة من 1983 إلى سنة 1992 في شخص رئيسها المختار المصمودي، الذي تعذر عليه الحضور في آخر لحظة بعد أن نال منه المرض، ليقوم الكاتب الأول بعد اختتام حفل الافتتاح بزيارته في منزله ويسلمه الدرع والشهادة التقديرية للمؤتمر السادس معبرا له عن سعادته بتجربته المتفردة في تسيير الشأن العام لمكناس التي يشهد بها الخصوم قبل الأصدقاء، متمنيا له الشفاء العاجل.
من جهته عبر المختار المصمودي عن سعادته بهذه الزيارة التي ضخت في رئتيه الكثير من الأكسيجين -حسب تعبيره- وهو بالكاد ينطق بهذه العبارات مستعملا الجهاز التنفسي، وكان الكاتب الأول إدريس لشكر عدد خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي السادس المنجزات والمشاريع التنموية التي شهدتها مكناس خلال فترة رئاسته للمجلس البلدي خلفا للراحل محمد الحوتي.
تعليقات الزوار ( 0 )