رسالة الاتحاد
الاتحاد الاشتراكي اليوم على وقع التحضير لمؤتمره 11، مؤتمر يسعى من خلاله الحزب إلى تأكيد وجوده كحزب متجذر داخل الساحة السياسية، قادر على كسب كل الرهانات المطروحة أمامه، وتكريس نفسه كقوة سياسية متجددة ومبدعة، تؤمن بالفعل المؤسساتي المسؤول.
وإذا كان هذا التحضير يتميز بالنقاش والتداول والتعددية في التفكير والرأي والترشيح والتنافس والتدافع التنظيمي الداخلي الطبيعي بين مختلف مكونات الحزب الشرعية، داخل المجالات والمساحات التنظيمية المتعددة، فإنه في المقابل، يعرف كذلك دينامية أخرى خارج إطار الحزب، تواكب، بكثير من التضليل والتحريف والعنف والترهيب المعنوي، كل تفاصيل هذا التحضير .
صحيح أن الاتحاد عاش دائما على وقع ديناميات متصارعة في ما بينها، كانت الساحة التنظيمية الداخلية الفضاء الوحيد لوجودها، لكن اليوم نشهد بروز دينامية صدامية نابعة من خارج أسوار الحزب وبدون امتدادات وشرعية تنظيمية، تدفع نحو السطو على التحضير الجيد والموضوعي للمؤتمر، من خلال استغلال الإمكانيات الجديدة التي تتيحها وسائل التواصل الاجتماعي، والطعن والتشويه الممنهج لكل ما يقوم به الاتحاديات والاتحاديون.
بروز هذه الدينامية الجديدة، وإن كانت بدون أفق سياسي وتنظيمي واضح ، إلا أنها تسبب نوعا من التشويش وانعدام وضوح الرؤية لدى المتابعين الخارجيين لشؤون الاتحاد الاشتراكي، وتساهم بشكل ما في تقويض صورة الحزب لدى الرأي العام.
ما يقع على هامش التحضير للمؤتمر الوطني 11 للاتحاد الاشتراكي، هو نوع من السطو والقرصنة الوهمية والمتعمدة لإرادة الاتحاديين والاتحاديات، في التحضير الحر لمؤتمرهم، واختيار مستقبلهم وأفقهم السياسي والتنظيمي، وبناء حزبهم وفق قناعاتهم وتصوراتهم، المبنية على الوفاء للاتحاد وثقافة الاتحاد ورمزية الاتحاد …ومؤسسات الاتحاد.
للأسف، هذه الدينامية الوهمية الهدامة، لا تحمل أي بعد سياسي أوتنظيمي واضح، وكل ما تقوم عليه، هو حرب مواقع في ظاهرها وتوجه صريح نحو فرض منطق الأرض المحروقة في باطنها، خاصة أن هذه الدينامية تدرك جيدا، أنها بدون امتدادات تنظيمية حقيقية داخل الحزب .
والأنكى في هذه الدينامية، أنها باتت تستقطب وتستهوي حتى من لم تعد تربطهم أي صلة تذكر بالاتحاد، بل منهم من أسس حزبا جديدا ومنهم من ترشح باسم ألوان سياسية أخرى، ومنهم من أعلن موت الاتحاد في عدد من المناسبات، ليجدوا أنفسهم اليوم، وبقدرة قادر، مجمعين على ضرب الاتحاد وعلى السطو على إرادة مناضلاته ومناضليه، بل منهم من أصبح يعطي الدروس في معاني الوفاء للاتحاد.
ما يجري اليوم داخل الاتحاد، وبكل بساطة، أن هناك حياة تنظيمية عادية تسير بخطى ثابتة وواثقة في إطار سيرورة طبيعية داخل الحزب لتنظيم المؤتمر الوطني 11، وهناك في المقابل دينامية هلامية مفككة وبدون زخم لا تنظيمي ولا سياسي، تحاول عبثا التشويش على الحزب.
ثقة الاتحاديات والاتحاديين في حزبهم ومؤسساته، هي ثقة غير قابلة للنقاش والمزايدات، وإيمانهم بنجاح مؤتمرهم هو إيمان قطعي لا يساورهم فيه أدنى شك، واختيارهم لأفقهم التنظيمي والسياسي هو اختيار حر، تمليه عليهم وضعية الحزب القوية والمتميزة داخل الساحة السياسية المغربية، وما بذل من أجلها من تضحيات ومجهودات كبيرة.
تعليقات الزوار ( 0 )