رسالة الاتحاد


قطاع المحاماة قاطرة النضال الحقوقي

كسر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الروتينَ الذي يكاد يُهيمن على الحياة الحزبية ببلادنا: حيث يعقبُ الحملات الانتخابية فتور حزبي، يتخلله انتعاش في لحظات محددة فقط. ثم فتور أو سُبات لغاية الاستحقاقات الانتخابية الموالية. يتخلل ذلك مؤتمر وطني يعقد بقوة القانون، وإلا ما تم عقده، بل هناك أحزاب عاجزة حتى عند عقد هذه المؤتمرات!….
ويشهد الواقع والوقائع أن  الاتحاد الاشتراكي لم يسترح عقب المؤتمر الوطني الحادي عشر ،ومباشرة بعد ذلك، بدأ يعمل على تجسيد نتائجه على أرض الواقع.. بأشكال عديدة، ومن خلال ديناميات متنوعة:
ـ دينامية سياسية من خلال الحضور المستمر في كل اللحظات التي تتطلب اتخاذ الموقف السياسي في حينه، وبشكل واضح وصريح..
ـ ودينامية تنظيمية من خلال ربح رهان هيكلة الكتابات الجهوية، وما يتطلبه ذلك من انخراط في تجديد الكتابات الإقليمية وفروعها، ومن خلال فتح ورش تجديد الهياكل الحزبية: المرأة، الشبيبة، النقابة، مؤتمرات قطاعية والباقي آتٍ…
ـ دينامية ديبوماسية من خلال تنشيط كامل بنيات الوصل والتواصل الدولية والقارية والإقليمية لخدمة الثقافة المشتركة والمصالح الوطنية العليا..
إن دينامية حزب الاتحاد الاشتراكي  تتضمن وعيا تنظيميا جديدا ومؤشرات لرؤية سياسية جديدة تتسم بالجرأة العالية في اعتماد التفكير العقلاني الواقعي والبراغماتي، والمنهجية الواضحة في رسم معالم الطريق لامتلاك  الأفق المستقبلي. إنه خلاصة لتجربة واستشراف لوعي ؛ ومن ملامح هذا الوعي الجديد ،  اعتماد مقاربة جديدة في بناء الحزب، توسيع دائرة الانخراط النوعي، تجديد العلاقة مع المجتمع، إبداع أساليب جديدة للتواصل مع المواطنين …
إنها دينامية  صادرة عن حزب الاتحاد الاشتراكي، تمثل وعيا طليعيا في التجربة السياسية المغربية وتحمل وعيا استباقيا للتاريخ ؛  تاريخ الحزب وتاريخ المغرب. وفي فلسفتها يندرج المؤتمر الوطني لقطاع المحامين الاتحاديين المنعقد تحت شعار «من أجل محاماة بكامل أبعادها المهنية ، الحقوقية والسياسية «؛
يومي الجمعة والسبت 17 – 18 نونبر 2023 ، بنادي المحامين بمراكش…
إذا كان رجال السياسة رجال ممارسة لا رجال فكرفقط ، فالتاريخ يشهد أن المحامين، كانوا ومازالوا، حركة تفكر وفكرا يتحرك، كانوا ومازالوا، وهم مناضلون. أصحاب قضية، ناضلوا، رافعوا ودافعوا لتبقى الراية مرفوعة، مكتوب عليها أن كرامة المواطن هي العنوان والعدالة سيدة الميدان….
لا أحد يجادل، الآن وغدا، أن قطاع المحاماة لعب دورا رياديا وتاريخيا في المحطات المفصلية والحاسمة من تاريخ بلادنا ؛ انخرط بقوة، بوعي وإرادة، في الحركة الوطنية ودافع باستماتة لتحرير البلاد وتحرير الإنسان.
وفي قمة الزمن الأسود والقمع الهمجي الأعمى يفتك بالبلاد، والديموقراطيون يعيشون المحن، والمؤسسات والوحدة الترابية قد أصبحت في خطر، كان قطاع المحاماة قاطرة استراتيجية للنضال الديموقراطي، وراهن على أن انتصار الديموقراطية والتقدم الاجتماعي، انتصار العدالة القانونية والاجتماعية، يقتضي الانخراط الواعي ضمن دينامية مجتمعية وتاريخية يتفاعل فيها الموضوعي والذاتي، بما يعنيه ذلك من قطع مع أساليب القمع والظلم، الاستلاب والاستغلال…
ويسجل التاريخ، تاريخ النضال الوطني والديموقراطي، أن المحاميات والمحامين،في الاتحاد، لعبوا دورا طلائعيا وقياديا في التوعية والنضال من أجل الحرية والعدالة وامن أجل إرساء دعائم وأسس دولة الحق والقانون…
المحامية والمحامي؛ رمز للنضال والتضحية، هم الطليعة ، هم القيادة ويسجل التاريخ أن زعماء الاتحاد الاشتراكي، زعماء اليسار،  منتوج جيد لقطاع المحاماة ؛ من القائد الكاريزمي ذ عبد الرحيم بوعبيد إلى الكاتب الأول ذ ادريس لشكر ، مرورا بالمجاهد عبد الرحمان اليوسفي والشهيد عمر بنجلون وذ محمد اليازغي ….أطال الله عمره. ومازال قطاع المحاماة ولودا….
ومؤتمر المحاميات والمحامين الاتحاديين بمراكش ، مناسبة لاسترجاع قطاع المحاماة الاتحادي لدوره الطلائعي في الدفاع عن قضايا الحقوق والحريات التي أقرها الدستور والمواثيق الدولية، وفي الإسهام الفعال في إقرار الديموقراطية ودولة الحق والقانون والمؤسسات، وفي بناء حزب الاتحاد الاشتراكي وتأهيله لاستعادة وهج المشروع الاتحادي الاشتراكي الحداثي…
قلناها مرارا ولا نمل من تكرارها، الاتحاد الاشتراكي أنعش وينعش المشهد السياسي ببلادنا، ويخرجه من الجمود والرتابة ..يعطي للسياسة معنى ، حيث ينتفض على السبات والاتكالية وعلى العبث الذي يتهدد مستقبل الديموقراطية ببلادنا…
أكد الاتحاد الاشتراكي، مرة أخرى، أنه ليس حزبا مناسباتيا ، يبعث في موسم الانتخابات. إنه حزب حي في التاريخ بل التاريخ حي به… حزب النضال المستمر ..حضور قوي في كل زمان ومكان…
حزب استثنائي آمن واختار في مؤتمر استثنائي؛ الاختيار الصعب والصحيح…حزب استثنائي ، كان ولا يزال وسيبقى… يمارس السياسة بأخلاق …بشكل مختلف عن كل الأحزاب : الديموقراطية منهج وهدف وليست مجرد انتخابات…
مسار الاتحاد الاشتراكي مسار بلد بأكمله… مسار المغرب…
الاتحاد الاشتراكي  يمارس ..يبادر ، ويبدع ويطرح الأسئلة ويدعو إلى التفكير فيها… وخلاصة القول والتجربة أن  الاتحاد الاشتراكي ورش سياسي وتنظيمي مفتوح …

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

بيان منظمة النساء الاتحاديات

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني