لعل الزمن الانتخابي و هو يثبت عقاربه على استحقاقات 7 أكتوبر في آسفي، لن يعرف كبير تغيير انتخابي ..، خاصة و أن المؤشرات الدالة تكاد تكون ثابتة ، مما يستثني ويستبعد عنصر المفاجأة السياسية داخل هذه الدائرة الشاسعة و المترامية الأطراف على سهل عبدة .. المعطيات أيضا.. التي يستبينها الباحث و الملاحظ و كذا الفاعل الحزبي الرصين و النزيه ، تكاد تكون مستقرة بحكم ما نحن بصدد تفكيكه و تحليله في هذه الورقة ..
الريع في آسفي معطى بنيوي رعته و فرخته و دعمته السلطة على مدى عقود من الزمن .. لقد تم صناعة نخبة طيعة لا تهتم سوى بمصالحها و تُقادُ بالتعليمات .. تباشر تنمية ثرواتها بشكل غير مشروع و بمداخيل قادمة من مقالع الرمال و «كريانات» الأحجار و كراء الأسواق في الجماعات القروية .. و بالعلاقة تلكم العائدات الريعية تصب في الصناديق السوداء غير الرسمية التي تتدخل في صناعة الخرائط الانتخابية . برلمانيون عمروا لأكثر من ولاية ، و وصل بعضهم إلى تحفيظ دائرته الانتخابية و هم أيضا رؤساء جماعات، يشترون كل شيء في طريقهم .. لا يهمهم تاريخ و مستقبل المنطقة.. في النهاية الطريق معبدة للمؤسسات التمثيلية و بأقل مجهود و بلا كلفة تقريبا ..
اليوم في آسفي لاشيء تغير .. الفساد تسلطن و تعملق حتى على صناعه ، لم يعد يأبه بأي كان سواء دولة أو مواطن .. بات لدينا «أمراء الرمال» الذي لا ناهي لهم ، طوروا شبكاتهم الفاسدة ، استولوا على كل شيء انطلاقا من البحر إلى البر .. التهموا أراضي الجموع ، تحكموا في جل الجماعات القروية و المجالس الإقليمية و الحضرية .. حتى خلنا ، أن سبت جزولة و الصويرية القديمة و حد احرارة و جمعة سحيم و أربعاء لولاد و البدوزة و ثلاثاء بوكدرة .. باتت تصدر الأطر السياسية و الحزبية و لم تبق آسفي بعمقها التاريخي و النضالي ولادة للسياسيين و المنتخبين ذوي الذمة النظيفة و أولاد الأصول ..
هذا التوصيف للحالة السياسية و الحزبية في إقليم آسفي هو ما سيواجهه الاتحاد الاشتراكي ومرشحه في دورة أكتوبر النيابية.. لكن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تعود على قول الحقيقة في مواجهة أي كان ، واعتاد على مصارعة الفساد .
امبارك الفارسي المحامي الذي اختاره الاتحاديون و دفعت به القيادة السياسية لتمثيل الحزب في استحقاقات 7 أكتوبر التشريعية .. في الأصل قبل أن يكون مرشحا هو كاتب إقليمي لحزب القوات الشعبية بآسفي .. و معقود عليه الأمل التنظيمي في جلب المقعد البرلماني.. لكن الأمر ليس بالسهل أو كما يتوهم الكثيرون .. الاتحاديون سيكونون في مواجهة الريع و الشبكات المنظمة التي تشتغل تحت إمرته.. سيصارعون و معهم الفارسي البنيات الفاسدة للعديد من الفاعلين السياسيين و الحزبيين الذين ابتلت بهم هاته المدينة التاريخية.. في هذا الحوار مع المرشح الاتحادي .. نجد أفكارا و أجوبة مرتبطة بالواقع السياسي و الانتخابي المحلي .. نصادف تحليلا موضوعيا للرجل.. وهي رسائل واضحة لكل من يعنيه أمر هذا الكلام ..

p امبارك الفارسي.. أنت مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي في دائرة آسفي، لابد وأنك تملك تصورا مضبوطا عن التحديات الصعبة والرهانات المعقدة التي تخترق المجال الترابي والجغرافي للدائرة الانتخابية..؟
n من الأكيد أن الصراع حول المقاعد البرلمانية سيكون شاقا و لابد من تكاثف جهود الاتحاديين و المتعاطفين .. لأن الأمر في عمقه هو مواجهة مباشرة ضد أباطرة الانتخابات الذين لا يتورعون عن استعمال كل الأساليب للحفاظ على مواقعهم وامتيازاتهم ..
p الجميع يعرف أن هناك برلمانيين عمروا في مقاعدهم ربع قرن، يملكون كل مداخل الثروة المحلية و يترأسون جماعات قروية.. ومن الصعب إزاحتهم ببرنامج انتخابي وسياسي.. السلطة في آسفي أعرف بهذا الواقع..؟
n بطبيعة الحال.. نحن ندخل المعركة الانتخابية و قواعد اللعب غير متساوية، هناك رؤساء جماعات و برلمانيون يستفيدون ويوظفون عائدات مقالع الرمال المرخصة و غير المرخصة.. و في النهاية تجد أن هؤلاء يتربعون على ثروات هائلة يسهل معها.. التأثير في الهيئة الناخبة ..
p مستلزمات الحملة الانتخابية في دائرة ثلاثة أرباع فيها ينتمي للعالم القروي.. تنبني على العار و الذبيحة و العلاقات القبلية و الولاءات المصلحية .. كيف ستتعاملون مع هذا المعطى البنيوي .. ؟
n لابد من المواجهة .. و نحن في الحزب كمسؤولين ، ندرك عمق و صعوبة الوضع الانتخابي الذي لا يستند على الأفكار و البرامج ، و على بروفايل المرشح الذي يتمثل و يستوعب وظيفة البرلماني في الرقابة و التشريع و تقييم السياسات العمومية .. نحن إزاء أناس لا يكترثون لهذا الكلام .. همهم الوحيد تأبيد الوضع القائم .. و الحفاظ على المواقع التي باتت أقرب إلى إرث سياسي ينتقل من شخص إلى شخص داخل نفس العائلات اليمينية و الانتهازية ..
p إذن .. الريع لا يلتقي مع السياسة .. هو عدو البرنامج وخصم تاريخي للأخلاق السياسية والحس الوطني..؟
n يكاد الأمر يكون هكذا .. متفق معك في هذه القراءة.. وأعتقد أن حسم هذا الواقع الفاسد في إقليم آسفي.. يلزمه قرار سياسي مركزي.. لابد للسلطة السياسية أن توقف هذا العبث الذي يفرمل أية تنمية و يغلق الباب على كل إصلاح منتظر يروم احترام قواعد اللعب بشكل ديمقراطي واضح.. من الضروري أيضا.. أن يوضع حد لمنافذ الريع المستحكم في كل الإقليم.. الوضعية الاجتماعية مختنقة، التوترات تبرز بين الفينة والأخرى، انعدام فرص الشغل، سيادة منطق الزبونية والعلاقات المشبوهة، تحول بعض البرلمانيين لدعم نظام الوساطة مع المؤسسات العمومية.. تحت يافطة القرب من المواطنين و حل مشاكلهم العالقة .. هذا يقتل في الصميم الأسئلة الكبرى التي يتجمع حولها الديمقراطيون والنزهاء في هذا البلد..
p مؤكد جدا .. أن المال القذر المتحصل من الصناديق السوداء ، سيفعل فعله كما وقع سابقا في المحطات الانتخابية.. شراء الذمم والأصوات و هناك من تورط في ذلك هو مرشح اليوم..؟
n استعمال الأموال لاستمالة أصوات الناخبين وقع، ولا تنتظرن من محترف انتخابات أن يقارعك بالبرنامج والاستراتيجيات.. الطريق السهل للوصول وحيازة مقعد برلماني.. لدى هؤلاء.. لا يتم ولا يمر بالضرورة من وبالقواعد المتعارف عليها ديمقراطيا و أخلاقيا..
p هل هناك ضمانات حقيقية للحصول على مقعد باسم الاتحاد الاشتراكي ، في آسفي أمام هذه المعطيات الخطيرة .. معطيات الريع و استعمال المال السياسي القذر .. ؟
n لدينا خططنا وآليات اشتغال واضحة انطلاقا من مبادئنا داخل الاتحاد.. نركز على حملة نظيفة و قانونية تنتصر للقيم الكبرى التي تحكم حياتنا السياسية من منطلق تاريخنا ونضالات حزبنا.. وهذا هو الفرق والفارق بيننا وبين هؤلاء.. الاتحاد الاشتراكي في آسفي قادر ومستعد للإبقاء و الحصول على مقعده الذي لم يفقده في هذه المدينة حتى في عز سنوات الصراع و القمع..

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

بحضور الكاتب الأول الاستاذ ادريس لشكر : الجامعة السنوية للتقدم والاشتراكية تناقش «السياسة أولا.. لإنجاح المشروع الديموقراطي التنموي»

ندوة للحزب بالمحمدية على ضوء التطورات الدولية والاقليمية الأخيرة

الكاتب الأول الاستاذ ادريس لشكر في برنامج « نقطة إلى السطر» على القناة الاولى

في  الجلسة الافتتاحية المؤتمر الوطني الثاني عشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي