يونس مجاهد
مازالت لغة التصعيد ضد إمارة قطرتحتدّ، من طرف حليفها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث هدد الرئيس، دونالد ترامب، باللجوء إلى عقوبات قاسية، إذا لم تتوقف عن تمويل الإرهاب، على «أعلى مستوى»، موجها اتهامات بالجملة، لهذا البلد الصغير الحجم، الكبير الثروة.
فبالإضافة إلى قطع العلاقات مع قطر، من طرف السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ودوّل عربية أخرى، والحصار البري والجوي الذي ضُرِبٓ عليها، تدخلت الإدارة الأمريكية، في الموضوع، ليتأكد أن الأمر كان مخططاً له، من قِبٓلِ هذه الإدارة، التي كانت تحمي قطر، ومنحتها مكانة إقليمية ودولية، وكلفتها بمهمة دعم الجماعات المتطرفة وكل مايسمى بالإسلام السياسي.
لم يكن من الممكن أن تتولى كل هذه المهام الخطيرة، والتي قلبت المنطقة رأساً على عقب، وخلقت موازين قوى جديدة، وغيرت الوضع الجيوستراتيجي، خاصة في منطقة الخليج والشرق الأوسط وليبيا، لولا مباركة الإدارة الأمريكية، التي كانت تشرف على غرفة العمليات.
لماذا حصل هذا الانقلاب على قطر، من طرف إدارة ترامب؟ ليس لأنها كانت ومازالت تمول الإرهاب، لأن هذه المهمة تمت باتفاق بين الطرفين، بل هناك ما هو أهم من كل هذا، ويتعلق بإعادة رسم الأدوار، من طرف الإدارة الأمريكية الجديدة، التي تسعى إلى أمرين اثنين،: الأول، هو ألا تتحرك أية دولة في المنطقة، إلا بتبعية مطلقة لها، ودون أن تخرج قيد أنملة، عن التعليمات. الثاني، هو الاستفادة المباشرة من ثروات الخليج، في إطار عملية ابتزاز واضحة.
لقد حاولت إمارة قطر، التي اعتبرت أن ثروتثها الهائلة، يمكن أن تسمح لها ببعض الاستقلالية، للاستمرار في سياستها الموالية للإرهاب ولدعم حركات الإسلام السياسي، في العالم العربي، دون التقيد كلية، بالخطة المرسومة من طرف أمريكا، لكن تبّينَ أن هذا التصرف مرفوض، خاصة لما فتحت قنوات مع إيران، نكاية في خصومها الإقليميين، السعودية والإمارات والبحرين.
من الواضح أن إمارة قطر، تواجه اليوم، أعتى أزمة عاشتها، حيث وقعت في الفخ الذي نصبته لنفسها، فانقلب السحر على الساحر، لأن المهمة التي كُلفت بها من طرف أمريكا، أصبحت اليوم هي التهمة الموجهة لها، تمويل ودعم الإرهاب على أعلى مستوى، وهي سيف ديموقليس المسلط فوق رقبتها، وسيظل كذلك، إلى أن تحقق الولايات المتحدة، مبتغاها.
تعليقات الزوار ( 0 )