عقد المكتب السياسي‮ ‬للاتحاد الاشتراكي‮ ‬للقوات الشعبية،‮ ‬برئاسة الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر،‮ ‬اجتماعا عاديا‮ ‬يوم الجمعة‮ ‬10‮ ‬نونبر‮ ‬2023،‮ ‬تمحورت أشغالة ومناقشاته حول المرحلة السياسية الراهنة،‮ ‬وتحديات الأجندة الوطنية التي‮ ‬تشغل بال المغرب والمغاربة،‮ ‬إن على مستوى الشأن الداخلي‮ ‬البحت أو على مستوى القضايا ذات الامتدادات الإقليمية والقارية،‮ ‬كما وردت في‮ ‬العرض التقديمي‮ ‬التوجيهي‮ ‬للكاتب الأول‮.‬
‮ ‬وبناء على‮ ‬المداولات العميقة والثرية التي‮ ‬أعقبت العرض،‮ ‬وبعد تبادل وجهات‮ ‬النظر والتحليلات المعهودة في‮ ‬القيادة الاتحادية عند كل منعطف هام من تاريخ المغرب المعاصر،‮ ‬استقر تقدير الموقف على ما‮ ‬يلي‮ :‬
‮- ‬اعتبار‮ ‬الخطاب الملكي‮ ‬بمناسبة الذكرى‮ ‬48‮ ‬للمسيرة الخضراء،‮ ‬خطابا تاريخيا بكل مقايييس التحليل الرزين والعميق لمستجدات قضية وحدتنا الترابية،‮ ‬ولموقع بلادنا في‮ ‬خارطة صناعة القرار الإفريقي،‮ ‬دشن فيه ملك البلاد توجها جديدا وتحولا عميقا‮ ‬يبني‮ ‬هوية جيوستراتيجية للمغرب الأطلسي،‮ ‬لا شك أنها ستغير من نظرة المغاربة إلى أنفسهم ونظرة المغرب إلى هويته،‮ ‬كما سَتُمَنِّعُ‮ ‬المغرب من مخططات الخصوم الرامية إلى جعله جزيرة أريد له أن‮ ‬يكون محاصرا بين بحار‮ ‬شاسعة وحدود مغلقة وجوار‮ ‬حذر حينا ومعادٍ‮ ‬أحيانا أخرى‭.‬
إن التوجه الجديد‮ ‬يسعى الى هيكلة هذا الفضاء،‮ ‬بما‮ ‬يخدم القارة الإفريقية،‮ ‬باعتماد مقاربة جريئة وغير مسبوقة،‮ ‬لكنها في‮ ‬الوقت نفسه مقاربة مفكر فيها بعمق واقتناع وتم إنضاجها بهدوء استراتيجي‮ ‬يضع كل إمكانيات المغرب رهن إشارة‮ «‬أسرته المؤسساتية‮» ‬الإفريقية‮. ‬وذلك
‮- ‬عبر استكمال التأهيل التنموي‮ ‬في‮ ‬أقاليمنا الصحراوية،‮ ‬بمستوى‮ ‬يجعلها منصة قارية،‮ ‬ونموذجا‮ ‬يحتذى به في‮ ‬تنمية السياحة الأطلسية وتطوير الأسطول البحري‮ ‬التجاري،‮ ‬وتنويع الموارد الطاقية،‮ ‬والرفع من مردودية مقومات‮ ‬الاقتصاد الأزرق،‮ ‬نموذجا‮ ‬قادرا على أن‮ ‬يكون قاطرة لاندماج قاري‮ ‬موسع‮ ‬للاستفادة من الواجهة الأفرو أطلسية
‮- ‬وضع آليات ديبلوماسية مبتكرة،‮ ‬من خلال انصهار سياسات‮ ‬23‮ ‬دولة إفريقية في‮ ‬توجه مؤسساتي‮ ‬موحد،‮ ‬يمتلك أدوات الفعل والتأثير‮ ‬وفرص الاستفادة من الفضاء الأطلسي‮ ‬الذي‮ ‬يعد اليوم أحد أكبر الفضاءات الجيو‮ – ‬اقتصادية والجيو‮ – ‬سياسية في‮ ‬العالم،‮ ‬يتمتع،إلى ذلك بقسط وافر من الاستقرار وعناصر النماء المشترك،‮ ‬بدءًا من الشواطىء الإفريقية ووصولا الى الفضاءات الأمريكو-لاتينية مرورا بالفضاءات‮ ‬الأمريكو‮ – ‬شمالية والغرب أوروبية‮ ..‬
‮-‬التحفيز دوليا على مبادرة شاملة لفائدة دول الساحل التي‮ ‬تعيش أوضاعا خاصة،‮ ‬تجعلها موضوع تقاطبات دولية تنجم عنها شروط اللااستقرار والحروب الأهلية والتنافس الدولي‮ ‬الهادف إلى سحب قرارات السيادة من دولها‮.‬
ولا‮ ‬يسع الاتحاد الاشتراكي‮ ‬للقوات الشعبية إلا أن‮ ‬يثمن ويحيي‮ ‬عاليا هذا التوجه الملكي‮ ‬في‮ ‬تقوية البعد الأفرو أطلسي‮ ‬للمغرب،‮ ‬لا سيما وأن الاتحاد شاهد‮ ‬وشريك في‮ ‬الدعوة الى تأهيل واجهاتنا البحرية،‮ ‬كما بينت ذلك مشاركته من خلال حكومة التناوب في‮ ‬صناعة الممرات‮ ‬الطرقية الكبرى والبنيات الاستراتيجية في‮ ‬شمال المغرب،‮ ‬والعمل على تأهيل الفضاء الأورومتوسطي،‮ ‬تنفيذا للإرادة الملكية وبما امتلك‮ ‬من خبرة وكفاءة أطره وإرادة وطنية صادقة تحذوهم‮..‬
ومن باب الوطنية الصادقة،‮ ‬نستشعر الأهمية القصوى للانخراط في‮ ‬هذا التوجه الملكي‮ ‬المتبصر والمستقبلي‮ ‬لمن هم في‮ ‬مركز القرار التنفيذي‮. ‬ونستشعر الحاجة الى تذكيرهم بضرورة اعتماد الجدية الملكية التي‮ ‬ركز عليها جلالته في‮ ‬خطبه الأخيرة بدون استثناء‮ ‬في‮ ‬تسريع هذا الورش الجيو-ستراتيجي‮ . ‬علما أن الاتحاد،‮ ‬يجد في‮ ‬سلوك الحكومة،‮ ‬حتى عشية الخطاب الملكي،‮ ‬ما‮ ‬يشعره بالقلق من درجة الانخراط الواجبة،‮ ‬وقد تبين له أن الحكومة كانت بعيدة كل البعد عن الاستجابة لتدخلات‮ ‬فريقه‮ ‬البرلماني‮ ‬بخصوص الحاجة الماسة إلى أسطول بحري‮ ‬تجاري‮ ‬تنافسي،‮ ‬يشكل جسرا بحريا دائما للمغرب في‮ ‬علاقاته الدولية الجديدة‮.‬
ووقف المكتب السياسي‮ ‬عند‮ ‬حادثة اسمارة الإرهابية،‮ ‬وبهذا الخصوص‮ ‬يثمن الاتحاد الاشتراكي‮ ‬للقوات الشعبية باسم قيادته وقواعده،‮ ‬الأسلوب المعتمد من طرف بلادنا في‮ ‬التعامل مع هذا الاستفزاز الإرهابي،‮ ‬الذي‮ ‬أدَّى إلى سقوط شهيد مغربي‮ ‬والعديد من الجرحى‭.‬‮ ‬ويذكر الاتحاد في‮ ‬هذا المنحى‮ ‬بالسلوك العاقل والمتبصر نفسه الذي‮ ‬تعامل به المغرب مع حادثة مقتل شبان مغاربة بالسعيدية في‮ ‬الصيف الماضي،‮ ‬محتكما في‮ ‬ذلك إلى القانون،‮ ‬عبر تكليف الوكيل العام بالملف قبل اتخاذ أي‮ ‬موقف أو التعبير عنه‮.‬
ولا تفوت الفرصة هنا للتذكير‭ ‬بأن حادثة اسمارة ليست معزولة عن استفزازات طوال السنة أوردها تقرير الأمين العام للأمم المتحدة‮ ‬،‮ ‬بناء على معلومات المينورسو،‮ ‬مصدره الوحيد والرئيسي‮ ‬المعتمد رسميا،‮ ‬والتي‮ ‬توصلت ببلاغات القوات المسلحة الملكية،‮ ‬عن حوادث إطلاق نار تعدت‮ ‬500‮ ‬حالة،‮ ‬إضافة إلى‮ ‬18‮ ‬حالة تحليق آليات مسيرة فوق مواقع وجوده،‮ ‬وهو ما‮ ‬يجعل الأمم المتحدة شاهدة على السلوك الاستفزازي‮ ‬والعدواني‮ ‬المتمادي‮ ‬من طرف خصوم المغرب ومن‮ ‬يساندهم في‮ ‬السر والعلن‮..‬
والاتحاد‮ ‬يجد نفسه،‮ ‬جملة وتفصيلا،‮ ‬مع‭ ‬‮ ‬تغليب منطق‮ ‬الحكمة‮ ‬والتعقل الذي‮ ‬تبنته الدولة المغربية في‮ ‬تتبع تطورات الوضع،‮ ‬مع الوعي‮ ‬بأن الأهداف المعلنة لهذا العدوان تكمن في‮ ‬خلق جو من التوتر‮ ‬يصرف المغرب عن المُضي‮ ‬في‮ ‬طريق النجاح والتطور والريادة الإقليمية‮..‬وهو ما لن‮ ‬يتأتى للراغبين في‮ ‬ذلك بفضل الحكمة والتبصر والمناعة الوطنية لبلادنا‮.‬
‮ ‬وعلى المستوى الاجتماعي،‮ ‬يجدد الاتحاد اعتزازه الكبير وتحياته العالية للمشاريع الملكية الكبرى،‮ ‬ومنها على سبيل المثال لا الحصر تأهيل مناطق الاطلس الكبير وما وضع له‮ ‬من إمكانيات تمويلية،‮ ‬وخطط ذات أبعاد اجتماعية وثقافية وروحية،‮ ‬والدعم المباشر للأسر المعوزة،‮ ‬وتوسيع دائرة الفئات الجديدة المستفيدة منه،‮ ‬ودعم السكن لمن لا‮ ‬يملكه،‮ ‬ويعتبر أن مرتكزات الدولة الاجتماعية التي‮ ‬شكلت على الدوام ثابتا فكريا وسياسيا وأخلاقيا ومجتمعيا في‮ ‬مشروعنا الاشتراكي،‮ ‬قد حظيت بما‮ ‬يجب من العناية الملكية والحرص على تأسيسها وتركيز مقوماتها،‮ ‬معتبرا في‮ ‬الوقت نفسه أن‭:‬‮ ‬
‮- ‬الدولة الاجتماعية ليس شعارا مجزأ،‮ ‬بل هي‮ ‬كيان موحد متكامل وتلتقي‮ ‬حوله منجزات التغطية الاجتماعية،‮ ‬والدعم المباشر،‮ ‬والتغطية الصحية والتشغيل والتعويض عن فقدانه والتفاوض الاجتماعي،‮ ‬وهو ما‮ ‬يفرض على الحكومة تأهيل كل هذه المقومات وتنشيط كل هاته الأدوات بالقرارات العملية،‮ ‬بالتنفيذ والتجويد،‮ ‬بما‮ ‬يتدارك التعثر في‮ ‬بعضها كما هو حال التفاوض الاجتماعي،‮ ‬أو النظر في‮ ‬منظومة المرتكزات التي‮ ‬تستوجب ذلك كما هو حال المدرسة العمومية التي‮ ‬تعتبر أهم سلم‮ ‬للارتقاء الاجتماعي‮ ‬وبناء الدولة الاجتماعية‮..‬ويعلن الاتحاد‮ ‬عن بالغ‮ ‬إصراره وشديد حرصه على الدفاع عن مكتسبات بلادنا في‮ ‬هذا الباب،‮ ‬وتخصيب آثارها الاقتصادية والاجتماعية الشاملة لفائدة عموم الشعب المغربي،‮ ‬وحمايتها من التلاعب الذي‮ ‬يطبع سلوكات الفاسدين أو الانتهازيين‮ ‬الذين‮ ‬يسعون إلى تأزيم الأوضاع‮.‬
‮ ‬وبهذا الخصوص،‮ ‬يتوجه الاتحاد إلى عموم الفاعلين في‮ ‬الحقل التربوي‮ ‬ببلادنا لتغليب‮ ‬المصلحة العامة لفائدة كل مكونات المدرسة الوطنية،‮ ‬بما‮ ‬يضمن الأمن التربوي‮ ‬ويحقق شرط السلم الاجتماعي‮ ‬العادل المفروض تحققه لإنجاح‭ ‬ورش التربية والتكوين وتوفير شروط التأهيل‮ ‬الذي‮ ‬يسمح بإنجاح إصلاح شمولي‮ ‬يتوفر على كل أسباب النجاح،‮ ‬تربويا وبشريا وماديا‮ . ‬وفي‮ ‬هذا السياق‮ ‬يعتبر أن التفاوض المؤسساتي‮ ‬الناجع هو الكفيل بتحرير المدرسة الوطنية من كل إكراهات أو‭ ‬اشتراطات التعامل المالي‮ ‬الضيق مع الملف،‮ ‬وهو الكفيل بالحوار الهادئ‭ ‬‮ ‬والعقلاني‮ ‬الذي‮ ‬يستحضر المصلحة العليا للتلميذ،‮ ‬باعتباره الهدف الرئيسي‮ ‬من العملية التربوية‮..‬
‮ ‬وينوه المكتب السياسي‮ ‬بالتدبير الرزين والمسؤول للقيادات النقابية الحزبية،‮ ‬كما‮ ‬ينوه بالتدخلات المسؤولة والنضالية للفريق الاتحادي‮ ‬في‮ ‬مجلسي‮ ‬البرلمان ويدعو إلى تعميم المعالجة الوطنية الصادقة لملف ظل‮ ‬‭?‬يشكل امتحانا مركزيا ومتكررا لكل السياسات العمومية ولا‮ ‬يزال‮. ‬إلى ذلك وقف المكتب السياسي‮ ‬عند الوضع الاجتماعي‮ ‬المتأزم بالرغم من كل المبادرات الملكية الذاهبة نحو انفراجه وتحقيق شروط العيش المشترك الهادئ والعادل،‮ ‬وينبه الي‮ ‬ارتفاع الكلفة المعيشية،‮ ‬بسبب السلوكات الاحتكارية والاستفراد بالمواطنين المستهلكين بدون رادع قوي،‮ ‬كما‮ ‬يعتبر بأن الترقيعات التي‮ ‬تمت في‮ ‬التعديلات المقدمة من طرف الأغلبية لا ترٍمي‮ ‬إلى سياسة عمومية للحد من الارتفاع المهول للأسعار مع ما‮ ‬يرافق ذلك من تضخم‮ ‬يحرم الكثير من المواطنين من الأمن الغذائي،‮ ‬ناهيك عن السيادة الغذائية‮ ‬التي‮ ‬وضعها ملك البلاد كاستراتيجية مستعجلة للتعامل مع تقلبات الداخل والخارج‮…‬
ـ وعليه‮ ‬يدعو الاتحاد الى الحماية الشاملة والناجعة للقدرة الشرائية للفئات الفقيرة والمتوسطة ببلادنا،‭ ‬ومحاربة كل أسباب التضخم وخصوصا الارتفاعات المهولة للمواد الغذائية الأساسية‮. ‬
وعلى هذا الصعيد،‮ ‬لم‮ ‬يعد مقبولا أن تدعم الدولة،‮ ‬بسخاء،‮ ‬مستثمرين ومنتجين فلاحيين‮ ‬يتحولون إلى لوبيات تصدير منتوجاتنا الفلاحية،‮ ‬مع العزوف عن تزويد السوق الوطني،‮ ‬بالأولوية،‮ ‬بمنتوجات فلاحية كافية وذات جودة‮. ‬
إن هذا الوضع السياسي‮ ‬الذي‮ ‬طبعه التغول في‮ ‬بداية تشكل الحكومة،‮ ‬ويطبعه الغموض والهشاشة في‮ ‬تدبير الملفات الكبرى،‮ ‬كما تسمه الإرادة المضمرة حينا والمعلنة أحيانا كثيرة في‮ ‬إضعاف العمل المؤسساتي،‮ ‬وتفاقم الوضع الاجتماعي،‮ ‬بات‮ ‬يشي‮ ‬باستهداف المسار الديموقراطي،‮ ‬مدعوما‮ ‬بالكثير من الكيانات‮ ‬الانتهازية المتغولة مما‮ ‬يفرض بلورة الجواب الجدير بأن‮ ‬يعيد التوازن إلى العمل المؤسساتي‮ ‬بين البرلمان وبين الحكومة ومؤسسات الحكامة من جهة أخرى‮. ‬وبين الأغلبية والمعارضة من جهة أخرى،‮ ‬وهو وضع نستشعر في‮ ‬الاتحاد أنه‮ ‬ملازم عادة لثقافة التردد والارتعاش،‮ ‬قد‮ ‬يزيد من تقويض المؤسسات الدستورية وفي‮ ‬تعميق الفجوة وعدم الثقة بينها وبين المواطن،‮ ‬ويعطل الأداء المؤسساتي‮ ‬الدستوري‮ ‬من قبيل العمل بأدوات المراقبة‮ ‬من قبيل ملتمس الرقابة ولجن تقصي‮ ‬الحقائق،‮ ‬كآليات اشتغال لدى البرلمان والمعارضة خصوصا‮. ‬
وبهذا الخصوص،‮ ‬استمع‮ ‬المكتب السياسي‮ ‬لعرض موجز عن مضامين الإصلاحات المقدمة من طرف الفريق البرلماني‮ ‬،‮ ‬وإذ‮ ‬ينوه بالعمل البرلماني‮ ‬المثمر والعقلاني‮ ‬للمعارضة الاتحادية بالغرفتين،‮ ‬طوال ما انصرم من حياتنا التشريعية،‮ ‬يحيي‮ ‬المنسوب المرتفع لمساهماتها‮ ‬كقوة اقتراحية مسؤولة،‮ ‬في‮ ‬ما سبق أو في‮ ‬الدورة الحالية حيث تنوعت واتسعت مقترحات تعديلاته بخصوص قانون المالية لهذه السنة والبالغة‭ ‬ما‭ ‬يفوق‮ ‬160‮ ‬تعديلا شملت الجوانب الاجتماعية والمقاولاتية‮ ‬والمدنية والضريبية‮.‬
ويود بهذا الخصوص الإلحاح على العدالة الضريبية،‮ ‬وعلى الكشف عن كل السلوكات الهدامة‮ ‬والعراقيل المقصودة في‮ ‬مجال الاستثمارات،‮ ‬والتي‮ ‬سبق لملك البلاد أن نبه إلى خطورتها في‮ ‬العديد من خطبه السامية‮..‬
مما‮ ‬يستوجب،‮ ‬في‮ ‬نهاية التحليل‮ ‬ضرورة بناء جبهة للمعارضة من أجل حماية التوازن المؤسساتي،‮ ‬والمناعة الديموقراطية،‮ ‬جبهة منفتحة على كل القوى الحية في‮ ‬البناء السياسي‮ ‬الوطني،‮ ‬من قوى اليسار والديموقراطيين وممثلي‮ ‬العمال،‮ ‬ورجال الأعمال‮ ‬وكل من له مصلحة في‮ ‬تعزيز البناء الديموقراطي‮ ‬وتقوية الجبهة الداخلية التي‮ ‬تفرضها التحديات التي‮ ‬تواجهها البلاد،‮ ‬داخليا وخارجيا،‮ ‬أكثر من أي‮ ‬وقت مضى‮ . ‬
كما حظيت قضيةإصلاح مدونة الأسرة بحظ وافر من النقاش العميق والمسؤول؛‮ ‬
ـ وبعد استعراض‮ ‬مضامين الاجتماع الذي‮ ‬جمع الكاتب الأول بالمنظمة الاشتراكية للنساءالاتحاديات ومناضلات من واجهات قيادية؛‮ ‬
‮ ‬ـ و‭ ‬بعد‭ ‬استحضار‮ ‬المجهود الفكري‮ ‬والترافعي‮ ‬الذي‮ ‬قامت به المرأة الاتحادية من خلال‮ ‬منظمتها،‭ ‬واجتهاد كل مناضلاتها على كل الجبهات،‮ ‬ومن خلال التعبئة المجتمعية حول مطلب التعديل المتقدم والعادل،‮ ‬بما‮ ‬يخدم الأسرة المغربية وتقدم المجتمع برمته،‮ ‬كما أراد جلالة الملك‮.‬
توقف المكتب السياسي‮ ‬عند انطلاق عمل اللجنة المكلفة بوضع مشروع التعديلات على مدونة الأسرة،‮ ‬
ـ وبعد التنويه بالتراكم‮ ‬التاريخي‮ ‬الذي‮ ‬سجله الاتحاد في‮ ‬مجال الدفاع عن كل حقوق المرأة المغربية،‮ ‬ومن خلالها الأسرة،‮ ‬وتسجيل مبادراته‮ ‬المادية والمعنوية في‮ ‬هذا السياق،‮ ‬يعلن الاتحاد‮:‬
‮= ‬إن التقدم الحاصل‮ ‬في‮ ‬المجتمع حاليا،‮ ‬والتراكم الذي‮ ‬تحقق طوال ما‮ ‬يزيد عن نصف قرن من مساهمات النساء المغربيات،‮ ‬بات‮ ‬يتطلب سقفا مرتفعا‮ ‬يجعل من المدونة تعاقدا‮ ‬يليق بالألفية الثالثة،‮ ‬ويفتح باب التطور‮ ‬نحو التجاوب مع استحقاقات المستقبل الكريم والعادل لكل مكونات المجتمع وفي‮ ‬قلبه المرأة المغربية‮.‬
‮= ‬وإذ‮ ‬يجدد تثمينه للمنهجية التشاركية التي‮ ‬وضع أسسها جلالة الملك من أجل إعادة النظر في‮ ‬مدونة الأسرة،‭ ‬‮ ‬وربطه لهذه الدينامية بأفق‮ ‬بناء الدولة الاجتماعية،‭ ‬بما‮ ‬يعني‮ ‬ذلك أن القضية النسائية ليست قضية فئوية،‮ ‬بل هي‮ ‬قضية مجتمعية،‮ ‬تجد جوابها في‮ ‬استكمال بناء أساسات هذه الدولة الاجتماعية نفسها‮. ‬بما فيها المشاريع الحالية للحماية الاجتماعية ؛
‮= ‬وإذ‮ ‬يشدد على ضرورة معالجة القضية بما‮ ‬يضمن‮ ‬تشييد تجربة مغربية للحداثة،‮ ‬لا تتنكر لعناصر القوة في‮ ‬منظوماتها الثقافية والقيمية‮.‬،‮ ‬بما‮ ‬يعني‮ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬‮ ‬حماية هذا المسار‮ ‬بمصفوفة من القيم التي‮ ‬تحميه من أي‮ ‬انزلاقات،‮ ‬أو مزايدات،‮ ‬أو تقاطبات‮ ‬غير مرغوبة،‮ ‬وهي‮ ‬القيم نفسها التي‮ ‬أشارت إليها الخطب الملكية الأخيرة،‮ ‬التي‮ ‬توالف بين القيم الدينية الوسطية المؤطرة بالاجتهاد المتفاعل مع العصر،‮ ‬والقيم الوطنية التي‮ ‬صانت الخصوصية والنبوغ‮ ‬المغربيين،‮ ‬والقيم الكونية لحقوق الإنسان باعتبارها مشتركا إنسانيا‮.‬
فإن‮ ‬‭ ‬الاتحاد الاشتراكي‮ ‬للقوات الشعبية لا‮ ‬يعتبر‮ ‬‭ ‬تعديل مقتضيات في‮ ‬مدونة الأسرة،‮ ‬‭ ‬إجراء تقنيا،‮ ‬يقتصر فقط على تجويد النص الحالي،‮ ‬بل إنه‮ ‬يعتبر أن المدونة لا‮ ‬يجب أن تنفصل عن طموح الدولة الاجتماعية،‮ ‬وعن تفعيل المتن الدستوري‮ ‬في‮ ‬قضايا المساواة والإنصاف والمناصفة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬يجب أن تساهم في‮ ‬التمكين للنساء على كل المستويات،‮ ‬وفي‮ ‬رفع كل أشكال التمييز ضدهن،‮ ‬وبالتالي‮ ‬يجب إلغاء وتجنب كل المقتضيات التي‮ ‬قد تشكل عرقلة أمام تمتع النساء بكافة حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والسياسية،‮ ‬ويتحتم تنقيتها من كل ما‮ ‬يتعارض مع حقوق الطفل،‮ ‬والتزامات المغرب بهذا الخصوص‮. ‬
‮ ‬وفي‮ ‬سياق استحضار البعد الكوني‮ ‬لنضاله‮ ‬من أجل حقوق المرأة المغربية،‮ ‬في‮ ‬انتماء إلى‮ ‬حركية النضال العالمي،‮ ‬يعلن الاتحاد الاشتراكي‮ ‬للقوات الشعبية عن استضافته لاجتماع الأممية الاشتراكية للنساء،‮ ‬مشيدا بهذا الخصوص بالمجهودات المثمرة‮ ‬في‮ ‬هذا المحفل الأممي‮. ‬
كما قرر توفير شروط عقد اجتماعات المجلس الوطني‮ ‬ومؤسسة كتاب الجهات الحزبية،‮ ‬تبعا للأجندة‭ ‬‮ ‬التي‮ ‬تنص عليها قوانين الحزب‮.‬

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية