و نحن نتتبع مستجدات حياتنا اليومية و ما تزخر به من أحداث تشي بنكوصية خطيرة على مستوى تراجع الوعي بدعم من الفكر التقليداني الذي يغذي عقلية الحكومة الحالية ، شعرنا بأسى وغضب لما آلت اليه مسألة الحقوق الفردية و الجماعية للنساء في بلدنا ، اذ لم يعد الحق للمرأة حتى في حرية لباسها بذريعة خدش الحياء العام ، والمغرب كبلد موشوم بعشقه للحياة و انفتاحه على العالم و احتضانه و تعايشه السلس مع الاختلاف ، مغرب تتاخم فيه الأجيال و الأذواق في تصالح و تساوق تامين . فمنذ مطلع الستينيات من القرن الماضي جمعت النساء في وطننا بين الجلباب و اللثام كزي مغربي أصيل و بين اللباس العصري بعيدا عن كل مزايدة سياسوية للدين ، و دون أن يكون في ذلك مساس بالأخلاق العامة و بالقيم المجتمعية النبيلة ، حيث كانت وحدتنا دائما في اختلافنا و ثراؤنا في تنوعنا ، وإذ نسجل كنساء اتحاديات حداثيات و متمسكات بمقومات الهوية الثقافية المغربية هذا الإجهاز على الحريات ، نعلن تنديدنا و احتجاجنا الشديدين لما تعرضت له الشابتان من تعسف و مضايقة ، كما نعبر عن غضبنا من موقف السلطة ، اتجاه هده الواقعة ، و نعتبر ذلك مؤشرا خطيرا على تردي أوضاع المواطنين على المستوى الأمني من ناحية ، و على مستوى المس بحقوقه الأساسية من ناحية أخرى ، و خاصة النساء ، و كأنهن آثمات بطبيعتهن . اننا في المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات نعلن للرأي العام غضبنا الشديد من موقف الحكومة الذي يجهز على مكتسبا ت تدخل في صميم الحياة اليومية و تتنكر لثمار ثمينة لنضالات مريرة يعرف الشعب المغربي كلفتها ، مما قد يشكل مساسا بمجهودات الجميع لتهيئ الأرضية للاستحقاقات القادمة ، بعيدا عن أجواء التوتر و الحساسيات التي لم تعد تعبر إلا عن فكر مأزوم و عقلية متخلفة لا تناسب ديناميكية التاريخ و صيرورة الحياة .
وفي هذا الإطار تؤكد المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات ، من منطلق وعيها بالسياق السياسي الحالي، أن المدخل الأسلم لبناء الدولة المدنية ، دولة القانون و المؤسسات ، هو توفير الإرادة السياسية الحقيقية لتفعيل الوثيقة الدستورية . فبدل أن تنصب جهود الحكومة الحالية على القضايا الأساسية للمواطنات و المواطنين و أن تعمل على الاستجابة للمطالب الاجتماعية و الاقتصادية و الحقوقية ، تختلق صراعات وهمية نحن في غنى عنها ، و خاصة أنها لا تناسب القرن الواحد و العشرين الذي يواجهنا بتحديات أهم و أخطر . و إذ نعلن تضامننا مع الشابتين ، و الوقوف إلى جانبهما ، نوجه تداءنا إلى كل القوى الحية الحداثية و الديموقراطية و كذا مختلف مكونات المجتمع المدني و عموم المثقفين و الإعلاميين الغيورين على حاضر هدا الوطن و مستقبله من أجل الوقوف صفا واحدا أمام هدا التراجع الخطير عن المكتسبات ، و إلى القيام بوقفة احتجاجية يوم محاكمة الشابتين . فموعدنا جميعا يوم 16 يوليوز .
عن الكتابة الوطنية
خدوج السلاسي
تعليقات الزوار ( 0 )