أكد الاخ عبد الحميد جماهري، أن جلالة الملك محمد السادس اقترح، في خطاب العرش الذي وجهه، السبت، للأمة بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش، تأطيرا جديدا للعلاقات بين المغرب والجزائر على قاعدة الحكمة والمصالح المشتركة.
وأوضح جماهري، الذي حل ضيفا على نشرة الظهيرة للقناة الثانية، أول أمس الأحد، أن جلالة الملك شدد في خطابه على أن العديد من الأوضاع «تغيرت في المنطقة المغاربية والمتوسطية، وكذا الرهانات التي كانت سائدة إبان مرحلة إغلاق الحدود بين البلدين».
وتابع أن جلالة الملك أعاد التذكير بالسرديات المغاربية المشتركة والإيجابية، وفكك الأساطير التي تغذي خطاب التقوقع والأزمة والمواجهات القائم على «أطروحات مغلوطة» قوامها أن «المغاربة يعانون من الفقر، ويعيشون على التهريب والمخدرات».
وبحسب مدير تحرير يومية (الاتحاد الاشتراكي)، فإن جلالة الملك لم يقف عند الوصف فحسب، «بل قدم مقترحات تخص التنسيق الأمني حول القضايا المتعلقة بمشاكل الهجرة والتهريب والمخدرات، والاتجار في البشر».
وبعد أن أبرز أن هناك «من يلعب باستراتيجيات النزاع ويريد من الدول أن تدخل في منطق المنافسة والتحدي والمواجهة»، أشار إلى أن مقترح جلالة الملك يؤكد على إمكانية «النجاح معا في خلق فضاء مغاربي جديد».
وفي معرض حديثه عن الأزمة الصحية العالمية، أوضح جماهري أن المغرب يقتسم مع العالم تداعيات الأزمة الصحية الراهنة، غير أنه لايقتسم معه درجات النجاح والتميز في التدبير، حيث اتسمت استجابة المملكة بالاستباقية وإدراك أن الأمر يتعلق بمسألة وبائية جدية، وذلك بفضل حكمة جلالة الملك.
وأضاف أن هذه المبادرة منحت المغرب، منذ البداية، مسافة السبق سواء في ما يتصل باتخاذ الإجراءات الصحية الأساسية أو الحجر الصحي، مبرزا أنه «ما كان هذا ليتأتى لولا التعبئة الواسعة التي أعلنها جلالة الملك».
وبخصوص عملية التلقيح، شدد جماهري على أن جلالة الملك تحدث عن «معركة للقاح دارت بين عواصم دولية وبين القارات ومراكز القرار الصحي الدولي»، منبها إلى أن ربح هذه المعركة «دليل على أن المغرب لاعب أساسي كبير حو ل هذا التحدي إلى فرصة لتفجير طاقاته».
وسجل أنه بالنظر إلى الأعداد الكبيرة من الأشخاص الملقحين في المغرب، «فإننا نمضي نحو المناعة الجماعية التي قد تسمح لنا في القريب العاجل بالعودة إلى الوضع الطبيعي».
وعلاقة بمحور النموذج التنموي الجديد، أكد جماهري أن الأمر يتعلق بمشروع مغربي محض شاركت في بلورته كافة القوى الحية بالمغرب، مشيرا إلى أنه ارتكز على عنصرين أساسيين يتمثلان في آلية التتبع، والميثاق الوطني من أجل التنمية، الذي يريد جلالته أن يكون «إطارا مرجعيا تتفق على أولوياته جميع مكونات الأمة».
وسجل جماهري أن المغرب يتوفر الآن على خارطة طريق أساسية وعملية وقابلة للتنزيل، منوها إلى أن الخطوط العريضة لهذا المخطط، وكذا الأهداف المتوخاة منه، «واضحان».
3 أغسطس 2021
تعليقات الزوار ( 0 )