أيام قليلة وستشهد البلاد انتخابات تشريعية وجماعية وجهوية، في ظروف صحية استثنائية، ستكون حاسمة في مسار البناء التنموي والاقتصادي والاجتماعي، للخمس سنوات القادمة، ما يتطلب منا كمواطنات ومواطنين تحمل المسؤولية الكاملة في ممارسة اختياراتنا عبر التصويت خلال يوم الاقتراع في هذه الاستحقاقات الوطنية، كحق وطني يكفله لك القانون والدستور.
إنها لحظة المحاسبة والعقاب، والتقييم للفاعلين في الديمقراطية المحلية والتدبير المحلي وممارسة الشأن العام والتدبير الحكومي، فبتصويتك يوم الاقتراع 8 شتنبر القادم، ستمارس حقك في المواطنة من أجل تقييم عمل هؤلاء الفاعلين السياسيين والمنتخبين، فمن كان منتخبا نموذجيا وقام بواجباته التمثيلية، لابد من رفع القبعة له وتزكية أعماله، ومن تقاعس وتهاون وتخلى عن مسؤولياته المنتخبة لابد من نيل عقابه وذلك بشهر ورقة الرحيل في وجهه، وذلك عبر عدم منحه الثقة مجددا باعتباره لا يستحق ذلك.
وهنا التقييم والعقاب وعدم التصويت لا يهم الأفراد لوحدهم بل يهم هيئات سياسية كانت مسؤولة عن تجارب جماعية وتمثيلية في مؤسسات منتخبة، لذلك يجب أن نمارس حقنا في التصويت لأنه هو الوسيلة الوحيدة في الوقوف أمام كل المتلاعبين بالإرادة الشعبية والذين لايحبون الخير والتقدم لهذا الوطن العزيز.
إن مسؤولية الشباب المغربي كبيرة في هذا الإطار، تنطلق أولا من ممارسة حقه في التصويت على الشخص أو اللائحة أو الهيئة السياسية الأفضل والقريبة من همومه وقضاياه وتطلعاته وطموحاته وحاجياته، فشباب اليوم لا يمكن أن تنطلي عليه الحيل السياسية والألاعيب الماكرة التي يختلقها بعض محترفي الانتخابات الذين ألفوا الكراسي النيابية الوتيرة من أجل قضاء مصالحهم الشخصية والعائلية، والتغاضي عن مسؤولياتهم التمثيلية خلال مدة انتخابهم.
إن الشباب المحب للوضوح والرافض للغموض بطبعه، والطامح للعيش حياة كريمة، ينعم فيها بحقوقه كاملة ويمارس حرياته بما يتماشى والابتكار والإبداع، لتحقيق مستقبله المشرق، هو الصخرة التي ستتكسر عليها مؤامرات الكائنات الانتخابية التي تحاول منذ مدة رهن مستقبل البلاد لخمس سنوات من أجل قضاء مآربها الذاتية ومصالح لوبياتها الضيقة.
إن البلاد وروح العصر والتحولات المحلية والجهوية والإقليمية المتسارعة، لم تعد تسمح بأن يبقى أي أحد، سواء أكان فردا أو مؤسسة، في الهامش أو غافلا عن مستقبله أو مسؤولياته، فإما أن تكون أو لا تكون، فالطبيعة لا تحب الفراغ.
فلم يعد مقبولا أو مستساغا، أن الأغلبية الصامتة تنتقد وتعبر عن امتعاضها مما يجري لكن في الهواء، دون أن تتحمل مسؤولياتها في الوقت المناسب، واليوم المناسب، لقد آن الأوان من أجل ترجمة هذا النقد والامتعاض إلى فعل وممارسة يوم الاقتراع عبر التعبير عن الإرادة الحقيقية في التصويت.
الكاتب : عبدالحق الريحاني
تعليقات الزوار ( 0 )