بقلم ابكير عمر

بعد طول انتظار ، وبعد تراجع الإعصار .. وبعد تجباد الاذان ووقوف التلاميذ أمام الاستاذ ، فقهوا الخطاب واستفاقوا من الغيبوبة وأصدروا بلاغا ، كان من الاحرى أن يصدروه بعد النتيجة بدل التحريض على الحقد والضغينة ودفع الناس الى الشوارع للخروج ضدا على القانون ، فحسب العبارة القانونية المشهورة التي عادة ما تختم بها بعض المواد : وعلى المتضرر اللجوء للقضاء ، فهموا جيدا أن النظام العام ليس لعبة بيد الاطفال ، وليس الدعوة للعصيان إلا لعبا بالنار ، فالصناديق قالت كلمتها وأفرزت ما افرزت ، والقانون وإرادته فوق الجميع ، نحن لسنا في دولة الغاب .

وللأسف رأينا مثقفين ومسؤولين سياسيين لجهلهم وغرورهم تأبطوا الشر وانجروا وراء العوام أمام وجهة تساءل العديدون لماذا وقفوا أمامها ، ومن بينهم أحزابا منيت بهزيمة نكراء ولم تتجاوز حتى نسبة الواحد بالمئة من الاصوات المعبر عنها ، اما بقية المنهزمين فلم يستطيعوا الحضوة حتى بالعتبة الانتخابية، السياسيون يتقبلون الهزيمة بروح رياضية ولاعب الشطرنج حينما ينهزم لا يرمي بقطعها ، لكن في كلميم منهزمون دخلوا منازلهم وخلوا إلى ذواتهم وفجأة خرجوا الى الشوارع يهتفون ويصفقون ويدندون من وجع السقوط ويقولون القيل والقال في الناجحون الحاصلون على أكبر المقاعد والذين حسموا في نتيجة بلدية كلميم والذين سيشكلون المكتب بأريحية كاملة ، هل الحاصل على أكثر من 7000 سبعة آلاف صوت يتساوى مع الحاصل على 270 ؟ أو 1000 أو 2000 أو حتى 4000 صوت ، فكر مليا لتجد أن بعض السياسيين في كلميم سامحهم الله حمقى يمارسون مفهوم الديمقراطية بلغة القبيلة ولغة الجنون الكروي الذي اصبحت تضج منه ملاعب كرة القدم .

كنت انتظر بلاغا اخر من المنهزمين يقفون فيه على مكامن ضعفهم وأسباب هزيمتهم نقدا ذاتيا عاريا من الزيف وتعليق الهزيمة على شماعة الاخر ، نقدا يفهمون من خلاله لما لفظهم الشارع وتخلى عنهم بدل خروجهم للفوضى العارمة والبحث عن مياه راكدة عكرة للاصطياد فيها .

حقيقة النصر وحفله البهيج نبشر به مناصرينا أينما تواجدوا وليهيئوا أنفسهم لمواسم قادمة من الانجازات في نسخة اخرى كما وعدناهم في برنامجنا الانتخابي الذي يعد قاعدة التعاقد معهم ، وليعلموا أن حزبنا سيكون في مواعيده ، أياما قليلة وسننصب رئيسنا على بلدية كلميم وسنكون مكتبنا بمساعدة حلفائنا ، وليسجل التاريخ بمداد من ذهب خلالها أن حزب الاتحاد الاشتراكي هو عمود التنمية في كلميم كما الصلاة عماد الدين .

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

أوجار بين الحكامة و السندان

الملك يريد عملية إحصائية للسكان بمناهج خلاقة

الحكومة المغربية تهرب التشريع المالي

المستقبل يبدأ من … الآن من أجل نَفَس ديموقراطي جديد