محمد بنعبد القادر
يعتبر الباحثون في محال علم النفس السياسي أن مهارة القيادة هي : الارتفاع ببصيرة الإنسان إلى أعمق الرؤى، والارتقاء بمستوى أدائه إلى أعلى المستويات، وذهبوا الى أن الموهبة القيادة هي القدرة على التأثير في الآخرين عن طريق الاتصال بهم وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف،. لكن يبدو أن العناية الإلهية لم توزع هذه المواهب القيادية بالقسطاس على بني البشر، حيث يمكن أن بجد بعض الناس أنفسهم صدفة في موقع القيادة فيحتارون على أية قدم يرقصون، وتمر عليهم الأيام وهم يعانون من هول عجزهم عن التأثير والمساهمة الفاعلة، إلى أن يقتنعوا بأنهم لم يخلقوا بتاتا للقيادة. لكن هناك دائما من يجد حلا لعجزه و حيرته حينما يتصور أن انسحابه من القيادة يمكن أن يشكل حدثا سياسيا مهما ، و يمكن أن يلفت اليه بعض الأضواء بل ويجعل منه شخصية سياسية “نبيلة” تخشع لها النفوس ، خصوصا إذا شرع في رمي الحجارة على بيته كأي مراهق شقي ، ويمكن أن تزداد قيمته في السوق الإعلامية إذا قدم نفسه كأحد حراس المعبد المزهوين بتفوقهم الاخلاقي والمتمسكين بحبل الهوية ونقاء الأصل، غير أنه بمجرد أن تمل منه الآلة الإعلامية الماكرة وترميه جانبا كأي سياسي خاسر ،فإنه اما يهرع مستسلما إلى حائط المبكى الأزرق، أو ينخرط طواعية في ذلك المحفل الماسوني الذي أصبح يعج هذه الأيام بقدماء القياديين الفاشلين.
تعليقات الزوار ( 0 )