التأم المجلس الوطني للشبيبة الاتحادية يوم السبت الماضي بالمقر المركزي بالرباط تحت شعار «من أجل انطلاقة حقيقية للشبيبة الاتحادية».
وألقى إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان مرفوقا بعدد من أعضاء المكتب السياسي، كلمة بمناسبة افتتاح هذا اللقاء التنظيمي للمنظمة الشبابية الموازية للحزب التي شكلت على مر التاريخ مشتلا لإنتاج النخب والكفاءات السياسية التي تجدد دماء الحزب.
وبهذه المناسبة، أكد الكاتب الأول للحزب أن الشباب المغربي هو الرافعة الأساسية الكبرى التي ينبني عليها مستقبل المغرب السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مبرزا في نفس الوقت الدور الطلائعي الذي لعبه الشباب الاتحادي، سواء في الحركة الوطنية لمقاومة الاستعمار أو في معركة بناء مؤسسات الدولة بعد الاستقلال، وخوض الصراع الديمقراطي من أجل ترسيخ مبادئ الديمقراطية والحرية والكرامة ودولة الحق والقانون والمؤسسات بالبلاد.
وذكر لشكر بالأدوار المتميزة التي لعبها الشباب الاتحادي في تأسيس الجمعيات الوطنية، سواء الثقافية والتربوية والحقوقية أوجمعيات التنمية في البوادي والقرى، من أجل مغرب تنموي مستقل ينتج النخب المتعددة والمتنوعة والواعية والمسؤولة المتشبعة بخدمة الوطن وقضاياه الحيوية.
وبالموازاة، نبه الكاتب الأول إلى أن الشباب المغربي اليوم يعاني من واقع بئيس بسبب البطالة المتفشية في أوساطه، والنقص في جودة التعليم والتكوين، والتضييق على حرياته الفردية والجماعية، وتسلط قوى محافظة تسعى للرجوع به إلى القرون الوسطى في عصر التطورات المتسارعة للتكنولوجيات ووسائل الاتصال الحديثة في العالم، ما يضاعف مسؤولية الشباب الاتحادي اليوم في التأطير والتكوين والدفاع عن القضايا الحيوية للشباب المغربي.
وساق لشكر مثالا راسخا في الذاكرة والتاريخ بنموذج الشباب الاتحادي، الذي كان يتميز بالابتكار والإبداع والحس الوطني العالي وكيفية تحويل الحلم إلى حقيقة وواقع ملموس، وعلى رأسه الشهيد المهدي بنبركة الذي اشتغل على كل الواجهات من أجل بناء مغرب حديث ومستقل ينعم بالحرية والديمقراطية والنماء.
وأشار لشكر بنفس المناسبة، إلى أن هذا اللقاء، يكتسي أهمية بالغة ليس بالنظر للقرارات التنظيمية التي ستتمخض عنه لكن لتزامنه مع الدخول السياسي والاجتماعي والجامعي، وانطلاق الموسم الدراسي في ربوع المملكة، داعيا الشباب الاتحادي لإقرار مصالحة تاريخية داخل أوساط الشباب والانفتاح على طاقات جديدة، والتجاوز الإيجابي والتوجه نحو المستقبل من أجل التحضير للمؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية الذي من المفروض أن يكون مؤتمرا وطنيا نوعيا يعيد للمنظمة مجدها ووهجها الإشعاعي والتأطيري والتكويني لفائدة الشباب المغربي.
ومن جانبه، أكد عبد الله الصيباري، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية في كلمة له بالمناسبة، على الدور الأساسي الذي لعبته الشبيبة الاتحادية في المجتمع المغربي منذ تأسيسها، وذلك عبر التأطير والتكوين والدفاع عن القضايا الأساسية للشبيبة المغربية، وقيادتها للمعارك السياسية والاجتماعية والنضالات، سواء داخل المجتمع بصفة عامة أو داخل الجامعة المغربية، من أجل الانتصار لمصالح الشباب المغربي وقضاياه.
وشدد الصيباري على أن الشبيبة الاتحادية، كانت وستظل رافدا من الروافد الحزبية الأساسية التي تغذي حزب القوات الشعبية بالدماء الجديدة والكفاءات السياسية المتميزة، كما ستبقى دائما منظمة شبابية مدافعة عن الشباب المغربي كي ينعم بحياة أفضل في عزة وكرامة، يستفيد من تعليم وتكوين جيدين، ويعيش في حرية واستقلالية كي يتأتى له الجو الملائم في الفكر الخلاق والإبداع والتطور ليخدم بلده على جميع الأصعدة.
كما قدم عبد الله الصيباري التقرير الأدبي والتنظيمي للشبيبة الاتحادية، الذي استعرض فيه المجهودات التنظيمية والأنشطة التكوينية والتأطيرية والإشعاعية والديبلوماسية لتي قامت بها الشبيبة الاتحادية خلال المرحلة السابقة، مستعرضا خارطة الطريق للتحضير لمؤتمر وطني للمنظمة.
وخلال هذا المجلس الوطني للشبيبة الاتحادية الذي حضره الشباب الاتحادي من مختلف أقاليم وجهات المملكة، تداول الشباب عبر مداخلات لهم (60 مداخلة ) في جلسة ثانية، مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية والطلابية والتنظيمية التي تخص القضية الوطنية، ومشاركة الحزب في الحكومة، ثم المؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية، حيث تم تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر من أجل الشروع في التحضير المادي والأدبي له، وشكلت اللجان الوظيفية للجنة التحضيرية للمؤتمر.
كما دعا الشباب الاتحادي إلى الانخراط في المصالحة والانفتاح من أجل تجديد الأفق الاتحادي، وإقرار صيغ وأنشطة للمساهمة في ذلك، مطالبين بتكريم كل الكتاب العامين للشبيبة الاتحادية ودعوة كل أعضاء مكاتبها الوطنية في لقاء تكريمي واحتفالي يربط الحاضر بالماضي المشرق.
عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
تعليقات الزوار ( 0 )