لم يكن أمام رئيس الحكومة من خيار في الجلسة الشهرية المنعقدة أول أمس بالغرفة الأولى، سوى الاعتراف بفشله في العديد من القطاعات التي تساءل النواب عن خلفيات سوء تدبيرها، مما اضطره إلى الاستنجاد بقاموسه، خارج الإطار المحدد لنوعية القضايا المطروحة من المعارضة والأغلبية، ليرفع شعار “ارحل” ضد نفسه، قائلا أنه لا يملك إلا حقيبة ملابسه، تلك التي يمكن الاستغناء عنها للتعجيل بالرحيل.
وهو الأسلوب الذي يعكس عدم قدرة الرجل على حل ملفات مصيرية للشعب المغربي، بعدما رهن البلاد بأزمة ستحتاج فيها إلى محطات متعددة من تاريخ التدبير المستقبلي الجاد، لتجاوز المحنة التي وشمت على جبين كافة القطاعات، ورسمت ملامح الغموض حول الأفق، الذي قطع المغرب أشواطا ليصل إلى إشراقاته في دستور 2011، ذلك الذي تحول على لسان بنكيران إلى وثيقة دون معنى في التحول، لأن الذي حقق الاستقرار ،حسب فهم رئيس الحكومة، هو و حزبه وجماعته التي قال عنها أنها ثبتت المغرب في مكانه بعدما حل الربيع الدموي في المحيط. وهي الجملة التي لا داعي أن نذكر فيها بتاريخ المغرب ومحطاته الانتقالية ونضالات القوى الحية والديمقراطية في المسار الذي وضع بنكيران نفسه في مقعد، بصلاحيات كبرى.
تعليقات الزوار ( 0 )