الكاتب الأول: معركة الدفاع عن حقوق النساء مازالت متواصلة لأنها معركة فكر وممارسة ثقافية واجتماعية وتشريعية

الكاتبة الوطنية: النضال مستمر لربح رهانات التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي

التأم المجلس الوطني للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات في دورة عادية حضورية وعن بعد، أول أمس السبت بالمقر المركزي للحزب بالرباط، تحت إشراف المكتب السياسي ورئاسة خدوج السلاسي، عضو المكتب السياسي ورئيسة المنظمة.
وما ميز الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني كلمة إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، التي ألقتها بالنيابة عنه فتيحة سداس، عضو المكتب السياسي، وهي الكلمة التي هنأ فيها كافة النساء المنتخبات بمختلف المؤسسات الوطنية الجهوية والمحلية، وبكل تأكيد سيكون لمساهماتهن التأثير الإيجابي على العمل الجماعي والبرلماني والحكومي، وعلى المساهمة الفعالة لإنجاح المشروع المجتمعي، الذي تطمح إليه البلاد والأجيال الصاعدة.


كما رحب الكاتب الأول بالمنخرطات الجديدات، اللواتي عززن صفوف الحزب في إطار مبادرة الانفتاح، مسجلا في نفس الوقت اعتزاز وفخر الإسهام الفعال لمناضلات الحزب، سواء كمرشحات أو مساهمات في التعبئة والمشاركة في مختلف الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، واللواتي برهن على قدرات وكفاءات عالية.
ووجه الكاتب الأول للحزب التحية إلى كافة النساء الاتحاديات ومن خلالهن إلى الحركة النسائية المغربية، معبرا عن سروره بما تحقق لهن من حقوق ومكتسبات، بفضل نضالاتهن ووعيهن وصمودهن، وكذا بفضل جهود كافة المنتصرين لقيم الحداثة والديمقراطية والعقلانية والتحرر، وخص بالذكر، الرفع من تمثيلية النساء في مختلف المؤسسات المنتخبة، محليا ووطنيا ومهنيا، واعتماد اللوائح الجهوية للنساء، وغيرها من المكتسبات، مما يطرح مواصلة النضال السياسي والتشريعي ليصبح مكسب قاعدة الثلث في أفق المناصفة قاعدة قانونية تهم كل الهيئات المنتخبة، وكافة الهيئات والتنظيمات السياسية والمدنية والنقابية وغيرها من المنظمات والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.


وذكر لشكر بأن الاتحاد الاشتراكي بفضل هويته الاشتراكية وتوجهاته الحداثية، كان سباقا منذ المؤتمر الاستثنائي 1975 إلى طرح قضية المرأة، وإعطاء المكانة اللائقة للنساء في بنيات الحزب وهياكله، ووفر الآليات الضرورية لإدماج الطاقات النسائية في مواقع المسؤولية والقرارات وتقديم الأجوبة الأولية عن إشكالية تحررها واندماجها، وعن الصيغ الملائمة لتعبئة ولتأطير الجماهير النسائية، مبرزا في هذا الصدد أن الحزب، خلال مسيرته النضالية، أعطى إشارات قوية على انخراط حقيقي جدي وموضوعي، في المعركة من أجل إنصاف النساء المغربيات، وتحقيق المساواة بين الجنسين، والمضي قدما في تجويد الترسانة التشريعية، وإيلاء الاعتبار للنساء المغربيات، وتحسين مكانتهن في المجتمع والدولة معا .


وأكد الكاتب الأول للحزب أن المعركة من أجل حقوق النساء ما زالت متواصلة لأنها معركة فكر وممارسة ثقافية واجتماعية وتشريعية متواصلة في مواجهة قوى المحافظة والانغلاق، معتبرا أن ربح رهان الحداثة والتقدم والتحرر يقتضي قراءة نقدية موضوعية لتجربتنا النسائية، وللممارسة التنظيمية منذ المؤتمر الوطني النسائي في يناير 2014 .
وشدد الكاتب الأول على أن البلاد تواجه تحديات صعبة، بدءا من التربية والتعليم والصحة والتشغيل إلى المطالب الاقتصادية والتحولات الثقافية والاجتماعية، ولا يكفي إيجاد حلول لبعض القضايا التي تعوق التطور، بل ينبغي للشعور برهانات مرحلة الدمقرطة العميقة للمجتمع القيام بقفزة نوعية نحو ذلك المجتمع الجديد الذي نريده، مجتمع الحداثة والمساواة والتقدم والازدهار.
وفي الأخير، أشار الكاتب الأول إلى أن ما يزيد من أهمية هاته الدورة، كونها تتزامن مع أجواء التحضير للمؤتمر الوطني، وأن أشغال المجلس والمواضيع التي سيتناولها والتحليلات والتأملات التي سيقوم بها، ستشكل مساهمة قوية في توفير شروط إنجاح المؤتمر الوطني للحزب، داعيا النساء الاتحاديات إلى ضرورة الانخراط الواعي والمسؤول في الأشغال التحضيرية للمؤتمر الوطني المقبل، بكامل الجرأة والنجاعة، «فذلك لوعينا التام بأن القناعة المشتركة لجميع الاتحاديين والاتحاديات اليوم هي أننا في حاجة إلى مقاربة جديدة لتأهيل الحزب بمختلف تنظيماته المجالية والقطاعية، وجعله في مستوى المهام والتحديات المطروحة علينا، ولتمكين المغرب من مؤسسات حزبية حديثة تليق بتطلعاته وانتظاراته»، يقول الكاتب الأول.


ومن جهتها ذكرت خدوج السلاسي، رئيسة المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات بالظروف الاستثنائية والسباقات الدقيقة على المستوى الوطني والدولي وعلى المستوى الحزبي والسياسي في البلاد.
واستعرضت السلاسي، بنفس المناسبة، أهم محطات حصيلة المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، خاصة أن هذا الجهاز تجاوز مدته القانونية وأصبح من الضروري تجديد الحياة الحزبية والجامعية والتفكير في عقد المؤتمر النسائي الثامن في أقرب موعد ممكن.
ومن جهة أخرى شددت السلاسي على أن هذا الجهاز ظل واقفا متواجدا متماسكا في جزئه الأكبر، حريصا على مصلحة الحزب، معتبرة أن ما يحسب لهذه الكتابة الوطنية هو هذا الصمود والالتزام العميق بروح المسؤولية والانضباط لمصلحة الحزب والبعد عن الاصطفاف إلى جانب أي صراع خارجي التزاما بوحدة الحزب وتوجهاته.


وأشارت السلاسي إلى أن المنظمة لم تغب عن القضية الوطنية، فبالإضافة إلى الترافع من أجلها في التنمية الاشتراكية للنساء، راسلت المنظمة، المنظمات الحزبية النسائية المنضوية تحت لواء الأممية الاشتراكية للنساء، من أجل رفع اللبس والتشويش الذي طال القضية الوطنية بعد إحداث المؤامرات وبعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على كل أراضيه.
ولم يفت السلاسي التأكيد على رهانات اليوم والتحديات الأكبر من أجل العزم والمضي في النضال قصد حماية حقوق النساء وتفعيل القوانين وفرض احترام المقتضيات الدستورية، وذلك على واجهات متعددة، على مستوى التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي والقانوني.


وساد في هذه الدورة نقاش مفيد ومستفيض تناول بالدراسة والتحليل عددا من القضايا السياسية والتنظيمية المرتبطة بالحقوق والحريات والمساواة والمناصفة والتمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي والقانوني للنساء.
وفي الأخير صادق المجلس الوطني للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات على مشروع بيانه الختامي.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية