جماهري: اليوسفي رمز جامع لكل قيم المواطنة والوطنية والانفتاح على العالم
بعزيز: ودعنا رمزا من رموز النضال العالمي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان
قال عبد الحميد جماهري : « منذ أسبوع فارقنا إلى دار الخلد والبقاء، إلى جوار ربه القائد المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، رمز الوطنية الصادقة، والنضال الأخلاقي، ورمز النظافة. هرم مغربي كبير، رحل بعد عمر طويل، قرابة سبعة عقود من النضال السياسي، لم يفصل أبدا بين النضال وبين السياسة، ترك بالفعل بصمات في الوطنية والعمل المسلح، ترك بصمات لا تحد، في العمل السياسي والنضال السياسي والنضال النقابي والنضال الإعلامي «.
وأضاف جماهري عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في وقفة الإخلاص والوفاء ، يوم الجمعة الماضي : « سي عبد الرحمان اليوسفي، كان ثمرة مسار وطني فريد، وعصامية لا تضاهى. سي عبد الرحمان لم يكن فقط اسما وقياديا، ووطنيا، بل كان أيضا، رمزا جامعا لكل قيم المواطنة والوطنية والانفتاح على العالم «.
وذكرمدير التحرير والنشر لجريدة الاتحاد الاشتراكي خصال المجاهد عبد الرحمان اليوسفي حيث قال : « ما يعزينا فيه، هو هذا الأثر الطيب، نعم، ولكن ما يعزينا فيه، هو أيضا هذا الاحتضان الشعبي الكبير، والاحتضان الرسمي الكبير، مغربيا ومغاربيا ودوليا، الكل أجمع على صفاته وعلى خصاله وعلى تراثه النضالي الكبير، الذي نعاهده أننا سنواصله . قد لا نخلفه، هذا مؤكد، وقد لا نعوضه وهذا مؤكد، لكن سيظل بالفعل نموذجا راسخا، وثابتا ثبات جبال الأطلس الشامخة، وهرما لم يرحل ليرحل، بل ذهب ممتلئا بوطنه وبأبناء وطنه، وبقيم وطنه، ذهب ممتلئا بما لا يرحل. «
وحث جماهري في وقفة الوفاء والإخلاص ، المناضلات والمناضلين على تحمل مواصلة الرسالة بصدق وثبات.
واختتم عضو المكتب السياسي كلمته أمام أعضاء لجنة التنسيق الجهوية بجهة الشرق : « سي عبد الرحمان حتى بالنسبة للجيل الذي لم يعاشره ولم يقرأ صفحات كتابه، حيا كان وممارسا، رأى فيه التجسيد النموذجي لكل الجيل الوطني الكبير، ورأى فيه النموذج الحي لكل رفاقه العظماء، رفاق النضال، الشهيد المهدي، والفقيد عبد الرحيم، ومحمد لفقيه البصري، وعبد الله ابراهيم، والنماذج الكبيرة من قادة الوطنية والنضال السياسي، وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة.
لقد احتضنتم هذه الذكرى العطرة، وأنا كلي يقين، بأنكن وأنكم، ستستمرون على هذا الدرب، وستقبضون على الجمر وتعضون على النواجذ بأعلى قيمه وأخلاقه، ومثله السامية وتعففه وطهارة نفسه، ونظافة يده، وحبه لوطنه، وعدم مقايضته ولا تفاوضه مع الوطن، وتجرده وسموه وتعاليه على كل الحسابات الصغيرة والضيقة وعلى التموقعات.
عبد الرحمان، يعطينا الدرس الخالد بأن الإخلاص للبلد والإخلاص لقيم الاتحاد يصنع العظماء، ويصنع القادة التاريخيين، ولا يحتاجون إلى فتات الدنيا، ولا إلى موائد السلطة، ولا إلى ما تجنيه الأنفس الضعيفة من مواقع المواقف المتذبذبة.
رحم الله سي عبد الرحمان، وأدامكن وأدامكم، امتدادا له، وذخرا لرصيده الكبير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين».
من جهته، قال سعيد بعزيز المنسق الجهوي بجهة الشرق في وقفة الإخلاص والوفاء : « نقف اليوم، وقفة إخلاص ووفاء، لروح أخينا وأستاذنا عبد الرحمان اليوسفي، الذي فقده الوطن والشعب المغربي قاطبة، وكل الحركات التقدمية والحقوقية على المستوى العالمي، المقاوم والمناضل النقابي والسياسي والحقوقي الذي وهب حياته خدمة للوطن والإنسانية جمعاء، بإخلاص تام لمبادئ الاشتراكية الديمقراطية، التي تستند عليها مرجعيتنا في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. «
وأضاف بعزيز: « نعم، لقد حالت حالة الطوارئ الصحية، وما ترتب عنها من ظروف استثنائية، دون توديع قائدنا الملهم، ومنعتنا من التنقل والتجمع والسير في موكب جنائزي مهيب وإلقاء آخر نظرة على جثمانه الطاهر، هي ظروف جهاد المغاربة من أجل الحد من تفشي جائحة فيروس كورنا ـ كوفيد 19، ظروف شكلت محطة هامة في تاريخ المغرب، عمادها التلاحم الوثيق بين الملك والشعب، بعدما جسدت الدولة دورها الاجتماعي بقيادة جلالة الملك، وتحولت التطلعات الشعبية إلى قوة تعبوية كشفت عن استمرارية الالتفاف الشعبي في كل المحطات والمنعطفات التاريخية الحاسمة في البلاد».
وأضاف : « لقد ودعنا رمزا من رموز النضال العالمي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ناصرا للقضية الفلسطينية، ولكل القضايا الدولية العادلة، مؤمنا بالسلم والتحرر. لقد ودعنا رمزا من رموز الوحدة المغاربية، والذي يشهد التاريخ على مساهمته الفعالة والمستمرة من أجل التحرير، وبقي وفيا لمساره المغاربي، إلى أن سجل التاريخ مرة أخرى، بمداد الفخر والاعتزاز لجهة الشرق وساكنتها، نداء الوحدة المغربية الجزائرية، الذي أطلقه المجاهد والمقاوم عبد الرحمان اليوسفي من مدينة وجدة يوم الجمعة 07 دجنبر 2018 تحت شعار «المغرب والجزائر، قاطرة مستقبل البناء المغاربي».
لقد ودعنا رمزا من رموز المقاومة والوطنية الحقة، ناضل وقاوم من أجل الحرية والاستقلال، وبقى على عهده زعيما وطنيا ومغاربيا وعالميا، يناصر قيم الحرية والعدالة أينما حل وارتحل، ومناضلا مستميتا من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان رغم المحن التي عاشها جراء الاعتقال والاغتراب.
ودعنا مناضلا وطنيا، تحمل مسؤوليته بكل شجاعة، وقاد حكومة التناوب التوافقي بكل حنكة وتبصر، مجنبا بلادنا السكتة القلبية.
لابد، وفي هذه الوقفة التاريخية، أن نقول لأستاذنا وقائدنا الراحل عبد الرحمان اليوسفي، إننا نستحضر اليوم، ما جاء على لسانكم في كلمتكم التأبينية للقائد التاريخي عبد الرحيم بوعبيد، لما قلتم وأوفيتم «قسما يا أخي عبد الرحيم، إننا لجهادك لمواصلون، وبما ضحيت من أجله لمتشبثون، ولتراثك النضالي لحافظون»، ولنؤكد لكم أننا على نهجكم لسائرون.
فإخلاصا ووفاء لروح أخينا عبد الرحمان اليوسفي، القائد التاريخي والإنسان الصادق والمخلص، أدعوكم جميعا للوقوف، وقراءة الفاتحة، بشكل جماعي».
رحم الله أخانا عبد الرحمان اليوسفي وأسكنه فسيح جناته.
الكاتب : مراسلة خاصة
تعليقات الزوار ( 0 )