شيعت جموع غفيرة عصر أول أمس المناضل الفذ الحاج مصطفى القرقري في موكب جنائزي حاشد ومهيب، بمسقط رأسه بالجماعة القروية بوجديان إقليم العرائش ، وتقدم الجنازة إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مرفوقا بوفد من المكتب السياسي والشبيبة الاتحادية وأعضاء اللجنة الإدارية والقطاع النسائي.
وفي كلمة تأبينية جد مؤثرة قال الكاتب الأول للحزب: « نحن نقف أمامك الان أخانا مصطفى ، ولا نعرف ما نقول في هذا المصاب الجلل ، عرفناك حاضرا دائما بيننا ، ولم نكن نتصور يوما أنك ستفارقنا « وأضاف ادريس لشكر أمام حشود جماهيرية جاءت لتوديع ابنها البار في مسقط رأسه ببوجديان ، بحضور كل الطيف السياسي والنقابي والجمعوي وكل من عاشر المرحوم مصطفى القرقري ، «كان يتميز بقيم وأخلاق التسامح وما رحيله في هذا اليوم اللافت للنظر الذي يصادف العيدين :عيد المولد النبوي الشريف خاتم الأنبياء والمرسلين وعيد المسيح عليه السلام إلا دليل على ما تشبع به المرحوم من أفكار ومن شيم ومن تسامح ومن أخلاق» مؤكدا أن اللسان والإنسان يعجزان عن التحدث عن رجل وطني كبير بقامة المناضل الحاج الأستاذ المصطفى القرقري مشددا على أنه يقف عاجزا على قبره اليوم وأمام هذه الحشود الغفيرة التي هبت لوداعه من كل حدب وصوب ،على الرغم من تحملها مشاق السفر والبعد ،وهو المعروف بحضوره البارز في مختلف المحطات النضالية بالمغرب منذ أزيد من خمسين سنة. وأوضح أن المرحوم ومنذ أن عرفه منذ أربعين سنة ،كان معروفا بدفاعه المستميت عن هذه الجماعة القروية التي كان يرأس مجلسها في 2002 والتي جعل منها جماعة نموذجية في التنمية بعد أن كانت في طي النسيان والإهمال وخلق منها صيتا بالتحدث عن حاجياتها وتطلعات أبنائها.
وبتأثر عميق وصدمة قوية قال الكاتب الاول : « تلقيت الخبر اليوم ، وكأنه اختُطفت مني قطعة من جسدي أو قطعة من نفسي ، لأن مصطفى لا يعوض بالنسبة للحزب ولا لأقربائه ولعائلته ، ومصطفى لا تعويض عنه بالنسبة للوطن». وشدد لشكر على دور الفقيد حيث قال « كان مصطفى متواجدا في جميع المحطات الوطنية مدافعا عن وطنه ومدافعا عن وحدته وأمنه واستقراره ، وفي كافة المحطات الحزبية مناضلا صادقا وفيا كل الوفاء لحزبه ولرفاقه .»
وظل شامخا يقول الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية : « مصطفى شامخ في هذه الجبال يتجول بين أقاليمها بين جبالها وسهولها بالصلح بين الاتحاديين بعضهم ببعض ، فتعويضنا عنك مصطفى ، هم رفاقك الذين حجوا بكثرة اليوم . فعزاؤنا جميعا فيما تركته في هؤلاء جميعا من تضحيات وقيم وأخلاق ، وما تركته من بناء تنظيمي في هذه الجهة ، عزاؤنا في أبنائك ، الأخ مشيج، وكافة أخواته والوالدة الفاضلة ، إنك تركت لنا ذرية صالحة وفية مخلصة فليرحمك الله وليسكنك فسيح جناته « .
ويعتبر الفقيد مصطفى القرقري من مواليـــد 1937 ومن مؤسســي النقابة الوطنية للتعليم في 1965 ؛
خاض معارك سياسية في مدينة العرائش في الانتخابات الجماعية منذ 1976 و1983 وظل عضوا في هذه الجماعة المحلية لعدة فترات كما ترأس المجلس القروي لجماعة بوجديان في 2002 والمجلس الاقليمي في الفترة نفسها ؛ انتخب برلمانيا عن اقليم العرائش في ولايتين متفرقتين :من الفترة الممتدة من 1983 الى 1992 ومن 2003 الى 2007 ؛ وانتخب النائب الأول لجهة طنجة ـ تطوان في انتخابات 2002 ومن أهم انجازاته : تبني مشروع الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش رفقة الشركاء السياسيين والسلطات المختصة خاصة العامل الأسبق علي بيوكناش في تلك الفترة عندما كان يترأس المجلس الإقليمي بدعم كبير من الوزراء الاتحاديين آنذاك : الحبيب المالكي وخالد عليوة وزيرا التعليم وفتح الله ولعلو وزير المالية الى جانب عباس الفاسي وزير الدولة آنذاك .تبنى مشروع سد خروفة بجماعة بني جرفط وهو مشروع سيسهم بقدر كبير في تطوير الفلاحة بالإقليم ؛ وبعث الدينامية في المجلس الاقليمي لعمالة العرائش وجعله نموذجا لتبني مشاريع التنمية المستدامة ؛ وتطوير جماعة بوجديان القروية لتصبح نموذجا في التنمية المستدامة من حيث البنية التحية والصحية والخدماتية .
نم مطمئنا أخانا مصطفى القرقري، وعزاؤنا واحد للعائلة الصغيرة والكبيرة.
تعليقات الزوار ( 0 )