استقالة الكاتب الأول
بداية من التاريخ نستفيد، فالاتحاد الاشتراكي بعد عمليات التزوير والغش التي وقعت في سنة 1976 والذي تعرضت له كذلك قيادة الاتحاد آنذاك عبد الرحيم بوعبيد، الذي كان قد قال «المقاعد لا تهمنا»، فلا تنسوا أيضا أن اختيارنا في الحزب كان حاسما حين اخترنا استراتيجية النضال الديمقراطي في المؤتمر الاستثنائي للحزب سنة 1975، لذلك فنضالنا سيبقى دائما من داخل المؤسسات ولو كانت مزورة، لذلك استبعد أي قرار سياسي نهائي على انه ما يترتب على الحكم على هذه الانتخابات والموقف السياسي منها سيفضي إلى الانسحاب من هذه المؤسسات، باعتبار اننا اخترنا منذ 1976 العمل والنضال من داخل هذه المؤسسات ولو كانت مزورة أو مغشوشة.
وعطفا على سؤالكم حول الاستقالة من عدمها، أريد أن أقول أن مدرسة عبد الرحيم بوعبيد تعلمنا فيها أن لا نقدم استقالتنا ونحن في أوج المعركة، وتعلمنا كذلك من التجربة التاريخية أن كل المحطات سواء في 2003 حين كانت استقالة أخينا عبد الرحمان اليوسفي أو في سنة 2007 وما حدث مع القيادة التي كانت وقتها، فكل تلك الاستقالات لم تكن إلا أعطابا ولم تطور الحزب ولم تقدمه.
تقييم الانتخابات من طرف الاتحاد
فيما يتعلق بالتقييم ، ألتزم أمامكم، أنه عمل بدأه الاتحاديات والاتحاديون، وعلى ان هذا التقييم هذه المرة سوف لن يكون بالكلام على عواهنه، بحيث نحن نجمع ما يكفي من المعطيات، ولربما سنفاجئكم بالأرقام ، فنحن نتائجنا ظلت تراوح مكانها، وبالنسبة للإخوان الغاضبين، مثلا محمد لخصاصي الذي انتقد النتائج عبر نداء له، نذكر هذا الأخ أن الحزب خرج من مراكش وهو برلماني فيها آنذاك، ولم نعد لهذه المدينة منذ ذلك التاريخ، واليوم لنا رغبة أكيدة في البناء.
أما محمد الأشعري، لابد أن تذهبوا إلى مولاي إدريس زرهون ومكناس، كما اطلب منه هو الآخر الذهاب إلى هناك ليقف على الأطلال التي تركها لنا في تلك الدائرة، واليوم نحن نحاول كيف نعيد بناء ما تم تدميره، وارجعوا إلى التاريخ الذي خرج فيه الحزب من مكناس ومن كان مسؤول عنه، والذي يتحدث على حزبه بمثل هذه النعوت كان عليه أن يتذكر كوزير أو كوزراء رشحناهم في تلك المناطق ولم يحصلوا حتى على العتبة.
ونفس الشيء ينسحب على جمال أغماني في مدينة سلا، فهؤلاء الذين يريدون أن يقيموا تجربة الاتحاد، كلهم خرجوا منه، بالرغم من أن الحزب لم يطرد أي احد من هؤلاء، فان يعلن العضو انه خرج من الاتحاد الاشتراكي وفي محطة معينة يخرج من القمقم بناء على توجيها لأجهزة التحكم فهذا غير منطقي ولا يتقبله العقل. فجمال أغماني لم يحصل يفز في دائرته الانتخابية بسلا، فلهؤلاء كما يقول الاتحاديات والاتحاديون، نحن واعون بضريبة التناوب.
ترشيحات الحزب منطقية في مجلس المستشارين مع النتائج
هل تعرفون لماذا رشح الاتحاد الاشتراكي فقط 10 مرشحين لمجلس المستشارين وحصل على 5 مقاعد، يعني 50 في المائة لأن إذا ما حصلنا على مقعد في جهة معينة وليس لدينا إمكانية الحد الأدنى، كنا سنشكك لذلك لم نرشح إلا في المنطقة التي تعطينا الإحصائيات فيها إمكانية الحصول على المقعد بدون متاجرة، فلم يكن ممكننا المشاركة في الفساد وان ندينه فيما بعد، فمبادءنا وقيمنا وتاريخنا الحزبي لا يسمح بنا بذلك.
هل هو تنسيق أم تحالف مع المعارضة
نحن لم نكن في تحالف مع المعارضة، نحن كنا في تنسيقات وأكدنا ذلك أكثر من مرة ، دفاعا على قواعد اللعبة وأي واحد يتفق معي على تحسين العملية الديمقراطية، بدون غش، سأمد له يدي.
فيوم أصدرنا البيان كمعارضة لقد كنا مجتمعين في بيتي، فهو نفس اليوم الذي اتفقنا فيه بنفس الحساب، الذي سيتقدم في جهة كلميم واد نون هو حزب الاتحاد الاشتراكي لرئاسة الجهة طبعا، كان معنا بنفس المقاعد حزب الصالة والمعاصرة، لكن أكدوا أن لهم إمكانية الترشح في جهات أخرى، فمع كامل الأسف هذه الجهة الوحيدة في المغرب التي فاز فيها الاتحاد الاشتراكي في الأقاليم الأربعة بأكثر من نصف المقاعد، يعني عمليا رئاسة الاتحاد لهذه الجهة كان محسوما لولا تكالب البعض، تعرفون الإنزال الذي قام به حزب التجمع الوطني للأحرار بهذه الجهة وسمعتم كصحافة عن الصوت الذي وصل إلى مليار سنتيم والصوت الذي بلغ أيضا ل 50 مليون، لقد كان في هذه الأقاليم.
ورغم ذلك فما حدث وما سميته بالحلفاء في سؤالكم، وكان معهم التنسيق هم الذين خان بعضهم في هذه الجهة، يعني حزب الأصالة والمعاصرة مسؤول أمامنا إلى حين اتخاذ القرار المناسب على ضياع جهة كلميم واد نون، وحزب الاستقلال بالنسبة لعضو داخله مسؤول أمامنا، لأن الأغلبية التي كانت لنا ليست أغلبية صوت واحد، والتي لم تكن تتوفر لأي حزب آخر في المنطقة.
أما بالنسبة لجهة بني ملال خنيفرة، فوجئنا بمنطق غريب الذي أصبح سائدا، حيث أكد لنا هؤلاء الذي ننسق معهم على أنهم تنازلوا لنا، لكن هل لدينا المرشح «اللي قاد» وانتم تعرفون ما معنى المرشح «اللي قاد»، (يعني قادر على شراء الصوات)، فقلنا آنذاك نحن لدينا عمليات سياسية ومع كامل الأسف لا يمكن أن نكون ضد أخلاقنا ومبادئنا وقيمنا.
اللجنة الادارية للحزب
ستقيم هذه الانتخابات
كل هذا الزلزال الذي وقع في البلاد يستدعي أن تجتمع اللجنة الادارية لتتدارس كل هذا، وتقيم الوضعية، ولتدقيق الخط السياسي وتتعرض لكل ماجرى في الحياة السياسية، والذي لا شك أن له الأثر ليس فقط على الحزب، بل حتى على البلاد، لذلك فاللجنة الادارية ستدقق في الخط السياسي وفي موقفنا سواء من الحكومة ومن المعارضة ومن الاستحقاقات القادمة ومن فهمنا للعمليات الانتخابية، واليوم أدعوكم لقراءة للنتائج وما وقع في البلاد، حيث مطروح تساؤل كبير هل ستقبل بلادنا أن تسير بمؤسسات هشة من هذا القبيل؟ ستقول لي ما العمل ؟ سأرد عليك لكل حادث حديث.
كما انه مع هذه التراكمات مطروح علينا مراجعة تحالفنا مع اليسار ومطروح كذلك مراجعة العمل الذي بدأناه مع النقابات مباشرة بعد انتخابنا، والذي لم يتيسر له النجاح وعرف بعض المقاومات. فدفاعا عن استقرار بلادنا وحماية لمؤسساتها حتى يتم تطوير العملية الديمقراطية، اعتقد أنه من الضروري أن نقف هذه الوقفة وأن نتساءل هذه التساؤلات المشروعة.
للاتحاد مشاكل تنظيمية
أن تكون للاتحاد مشاكل تنظيمية فهذا من الدلالات على أنه حزب حي، وأنت أعرف وكمتتبع لحياة حزبنا منذ 1959 والعديد من المحطات التي عاشها الحزب كانت فيها مشاكل تنظيمية، الفرق فقط أنه كنا البديل لوضع شاذ، قبل أن نتحمل المسؤولية، واليوم ها نحن نتحمل مسؤولية التناوب بما لها وما عليها.
فحاليا تتساوى كل العروض السياسية المعروضة أمام الرأي العام، باستثناء المصداقية والمرجعية التاريخية التي تختلف بين هذا العرض السياسي وذاك.
سأفاجئك حسب لغة الأرقام والإحصائيات، ولكن هل نبدأ الحساب من 1997 أم بعدها، ولأذكر أن الحزب في سنة 2003 إلى 2009 فقد أكثر من 300 ألف صوت ومن 2009 إلى اليوم رغم كل المخططات الإعلامية والسياسية … لم يفقد سوى 100 ألف صوت وفي أخر انتخابات سنة 2011 واليوم في هذه الانتخابات حصلنا على 566 ألف صوت، فاليوم التقييم الحقيقي الذي سنقوم به سيظهر أن ذلك «البوعو» الذي حولنا من نمط الاقتراع الفردي الى نمط الاقتراع اللائحي، كان ضربة كبيرة للاتحاد الاشتراكي ولليسار في العمل بالأحياء وهذا هو التقييم الحقيقي.
حقيقة خروج الاتحاد من المدن
الاتحاد لم يكن في وجدة، ولا في فاس ولا في الرباط ولا في طنجة أو حتى الرباط التي ترأسناها بخمسة منتخبين من أصل 85 منتخب، فخروج الاتحاد من المدن الكبرى كان منذ انتهاء تجربة التناوب التي كانت فيها الآمال والحاجيات كبرى والإمكانيات كانت محدودة في الإصلاحات التي قادها أخونا عبد الرحمان اليوسفي فكان من الطبيعي هذا الخسران.
لكن هذا الخسران يريد البعض أن يستغله في ريع سياسي وظهر ذلك من الذين يأخدون تقاعد وزاري وتقاعد برلماني ولا علاقة لهم مع حزبهم سوى السب والقذف فيه.
فنحن لاننفي أن لنا مشاكلنا التنظيمية، فالاتحاديات والاتحاديون هم من موكول لهم معالجة هذه المشاكل التنظيمية وليس للمواقع الالكترونية أو التوجهات الاعلامية، فسنذهب في مبادرة في هذا الاتجاه فيما سميته بتدقيق الخط السياسي، سنشرك كل الاتحاديات والاتحاديين الغاضبين لكن الذين لم يغدرو ا بحزبهم.
الذكرى الخمسين لاختطاف المهدي بنبركة
وأخبرك أن الذكرى الخمسين لاختطاف المهدي بنبركة، والتي احتفلنا بها في شكل يوم الوفاء في السنة الأولى بمدينة الدار البيضاء، والذكرى الثانية بمدينة مكناس، فهذه السنة ونظرا لتزامنها مع الذكرى الخمسينية، قررنا أن تأخذ مبادرات أقوى لكي تضم كل الاتحاديات والاتحاديين، أولا قمنا بزيارة لأخينا عبد الرحمان اليوسفي وأخرى مماثلة لأخوينا محمد اليازغي وعبد الواحد الراضي، في الأسبوع المنصرم، وسنسعى أن نجمع في هذه الذكرى كل الكتاب الأولون السابقون لحزب الاتحاد الاشتراكي، وسنسعى كذلك لجمع كل الفعاليات الاتحادية في ملتقى للمشاركة في تدقيق الخط السياسي والمفاهيم التي نشتغل عليها مثل المعارضة والمشاركة وتدقيق البرنامج والمحور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
نرشح النساء في إطار مقاربة
النوع الاجتماعي
نحن في الاتحاد الاشتراكي رشحنا أخت اتحادية كانت في عضوة في الغرفة الثانية، حيث تم وضع ترشيحها في غرفة الصناعة التقليدية بإقليم أسفي وجهة مراكش تانسيفت، واليوم تعرفون نمط الاقتراع جعلها تنتخب في أربعة جهات، ويمكن أن أقول لك أنه أبشع صنف كان فيه البيع والشراء، ولا يمكن التحكم في ذلك من حيث النوع سواء كان ذكر أو أنثى.
ثم لم يكن منطقيا أن نرشح من أجل الترشيح، لان ليست لنا إمكانية النجاح ونحن حزب ضد البيع والشراء، خاصة أذا ماعرفنا أنه يكفي 15 صوت ليجعلك عضوا في مجلس المستشارين. ومن هنا تظهر الهشاشة للمؤسسات فاليوم هناك من لهم أحكام نهائية في مجلس المستشارين وهؤلاء يساهمون في التشريع.
مؤتمر استثنائي للحزب
هذا غير صحيح، لأكون واضحا معكم، الاتحاد الاشتراكي رغم كل شيء له من القوة أن يستدعي لمؤتمر استثنائي إن كان هذا المؤتمر سيحل المشكل، فالاتحاد اليوم له من القوة ولازال في كامل قوته ليتدبر موقفا يضمن للحزب قيادة قادرة أن تدبره.
تعلمون أنه كان الرهان لدى الخصوم في الداخل والخارج، أن الحزب لن يصل حتى للعتبة من التمويل العمومي، فلابد أن يتذكر البعض أن هذه القيادة الحزبية ضمن على الأقل للاتحاديين والاتحاديات أن تستمر مؤسسات الحزب لخمسة سنوات القادمة.

وأذكركم أن ذلك الوهم الذي يراد أن يقدم به الاتحاد من خلال نتائج الانتخابات، سيتقدم فيه بكتاب أبيض يضم الأرقام والنسب و الإحصائيات والتفاصيل لكل جماعة ودائرة.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية