انعقد، مساء الأحد الماضي، عن طريق تقنية التناظر الرقمي لقاء إقليمي من تنظيم الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمراكش لعرض ومناقشة مشروعي الورقة السياسية والورقة التنظيمية للمؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب بتأطير من محمد بنعبد القادر، عضو المكتب السياسي وعبد الحق عندليب، عضو سكرتارية اللجنة التحضيرية للاستحقاق الحزبي المذكور.
وعرف اللقاء نقاشا مستفيضا من قبل المشاركين لمضامين الورقتين سواء في ما يتعلق بالشق التنظيمي أو السياسي، مشفوعة بتشخيص لوضعية الحزب الداخلية ولتموقعه في الخارطة السياسية ورهانات المرحلة والمسؤوليات التي يضطلع بها في ظل خصوصيات الوضع العام للبلاد من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
مناقشات هذا اللقاء الإقليمي أكدت أن مبادرة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومواقفه جعلت منه رقما ثابتا في المعادلة السياسية للمغرب، لأن مكانته داخل المشهد الحزبي قائمة، بناءً على تميزه الذي يجعل منه مشروعا سياسيا ومجتمعيا واضحا، جوهره الدفاع عن الجماهير الشعبية وعن الديمقراطية والعدالة والمساواة وقيم الحداثة.
التحليلات، التي قدمت خلال هذا اللقاء بينت أيضا أن المواقف والمبادرات السياسية للحزب مَكنَته كذلك من استرجاع ثقة الاتحاديات والاتحاديين، ومن ورائهم ثقة جزء هام من المجتمع في حزب القوات الشعبية، وهو ما تكلل بما تحقق من نتائج إيجابية على أرض الواقع في مختلف استحقاقات 2021 رغم كل ما شابها من تجاوزات.
واستحضر المشاركون في اللقاء في مناقشاتهم ما تستدعيه المرحلة السياسية الجديدة التي تشكل عتبتها ما بعد انتخابات 2021 من تجديد من أجل فعالية ميدانية، مؤكدين على ضرورة التمييز في مطالب الحزب ومواقفه بين ما هو بنيوي وما هو ظرفي .
وشدد المشاركون في نقاشاتهم للورقتين السياسية والتنظيمية على الربط بين أولوية المغرب كوطن، بسياسات عمومية ناجعة في الصحة والتعليم والتربية والثقافة والبيئة والجماعات الترابية وحماية المستهلكين واحترام حقوق الإنسان الجماعية والفردية وغيرها من مقومات المواطنة الديمقراطية والحديثة.
واستحضرت نقاشات هذا اللقاء ما يتطلبه التحديث المؤسساتي والتنظيمي للحزب من توفره على خصائص مؤسساتية تمنحه القدرة على الوصول إلى قطاعات واسعة من المجتمع، وبناء قاعدة شعبية صلبة في عدة مواقع مجالية، كما تمكنه من أداء وظيفي فعال يمكنه من التعبيرعن مصالح المواطنين وتأطيرهم.
ووصف المشاركون في اللقاء بأنه مر في أجواء تطبعها الشفافية والوضوح وبانخراط جماعي في بلورة الأسئلة الملحة التي يطرحها راهن الحزب، مع مساهمة بناءة في إغناء الورقتين باقتراحات وملاحظات لتمكين المؤتمر المقبل من استكمال أهدافه.
تعليقات الزوار ( 0 )