استطاعت الشبيبة الاتحادية بأكَادير، أن تخلق الحدث، مرة أخرى، بتنظيمها للقاء استثنائي بمقر الحزب، زوال يوم الأحد 16فبراير2025، لكن بطعم الأخوة والمحبة والاعتزاز بالماضي المشترك بين أبناء الأسرة الاتحادية،على امتداد أربعة أجيال، أي منذ مرحلة تأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لسنة 1975 إلى يومنا هذا.
وكان الهدف من هذا اللقاء التواصلي بين أبناء الأسرة الاتحادية والذي بصم على حضور وازن للأجيال الاتحادية،هو استمرار التواصل وبشكل مكثف وأخوي بين هذه الأجيال ، والبرهنة للجميع على أن رسالة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مبدأ وفكرة ومذهبا هي رسالة لا تموت،بل مشعلها ينتقل من جيل إلى جيل.
ولهذه الاعتبارات أصر جيل الشبيبة الاتحادية الحالي بمدينة أكَادير،على حمل هذه الرسالة والحفاظ على أسسها من خلال إصراره على التواصل بين أبناء الأسرة الاتحادية والإنصات للنصائح والإرشادات من الأجيال السابقة ممن ساهموا في بناء صرح هذا الحزب العتيد بأكَادير والجنوب، وبناء الصرح النقابي في سنوات كان الاشتغال الحزبي والنقابي آنذاك صعبا وقاهرا، وكانت طريقهما أيضا مليئة بالأشواك والمثبطات، والإنصات أيضا إلى من ساهموا في تنمية مدينة أكادير، من بوابة تسيير الشأن المحلي منذ الانتخابات الجماعية لسنة1976، بعدما أصر الاتحاديون على حمل جمرة تسيير جماعة أكَادير،في وقت تعاظمت فيه التحديات المختلفة وتعددت فيه الإكراهات العديدة من كل جانب، حيث أصروا على تنزيل ما آمنوا به سياسيا، والتضحية من أجل النهوض بمدينة الانبعاث على كل الواجهات، ولاسيما وأن الجيل الاتحادي السابق واجه ظروفا قاسية فرضت عليه قسرا،وكانت للأسف قاسية،ومع ذلك قدم الاتحاديون تضحيات جسيمة من أجل مواصلة بناء وتشييد مدينة الانبعاث تنمويا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا واقتصاديا،ولولا تلك المجهودات المبذولة سابقا ما كانت مدينة أكادير اليوم لتكون ضمن المدن السياحية وطنيا وعالميا.
وكان لقاء التواصل الذي أرادته الشبيبة الاتحادية مبادرة طموحة وفرصة مميزة للحوار بين الأجيال الاتحادية والتفاعل معها إيجابيا من أجل تقاسم تلك التجارب الناجحة، وكذا الأفكار النيرة التي يمكن، من خلالها، استلهام واستشراف مستقبل مشرف للعمل السياسي والتنظيمي بأكَادير،بغاية استعادة ذاك التوهج الذي طبع عمل الجيل الاتحادي السابق على الواجهتين السياسية والتنظيمية.
وعبرت الوجوه النيرة التي حضرت هذا اللقاء عن سعادتها بالاستماع لكلمة ألقاها أحد قيدومي الحركة الاتحادية محمد الوثيق عبر فيها عن انشراحه وفرحه بهذا اللقاء الذي أنعش ذاكرته من جهة وفتح آفاق النقاش الهادئ من جهة ثانية بالرغم من تقدم عمره، الذي أشرف على الثمانين سنة، لكن مع ذلك مكنّه اللقاء من أن يروي للحضور كيف كان حرص القيادات الاتحادية مثل عبد الرحيم بوعبيد وعمر بن جلون وقبلهما المهدي بنبركة يراهنون على الشباب في كل المعارك النضالية من أجل تثبيت أسس الديمقراطية.
وفي الأخير،أجمع المتدخلون على أن غياب الحزب مؤقتا لا يعني نهاية الفكرة الاتحادية وموت الأجيال الاتحادية،خاصة أن علاقتها باقية لأنها تربطها بالحزب علاقة عاطفية وحميمية وعلاقة انتماء ومازالت تكن لهذا التاريخ المشترك والذكريات الجميلة والمبادئ السامية والعلاقات الإنسانية المثلى فخرا واعتزازا.
وأصر الجميع في هذا اللقاء، الذي حضرته وجوه وغابت عنه وجوه أخرى معتذرة لظروف صحية، على العمل جنبا إلى جنب من أجل مستقبل مشرق ورسم ابتسامة الأمل من أجل استعادة المكانة التي كان يحتلها الحزب ومواصلة صلة الرحم مع كافة الاتحاديين والاتحاديات.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

خلال اللقاء المفتوح الذي نظمته الشبيبة الاتحادية بتطوان حول « الوضع الاقتصادي والسياسي بالمغرب» ..

خلال المؤتمر الإقليمي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بشفشاون

النائبة البرلمانية النزهة أباكريم تسائل وزير الداخلية حول ظاهرة الاعتداءات باستعمال السلاح الأبيض 

في  ندوة حول «مدونة الأسرة بين المقترحات والإشاعة» بالرباط