رسالة الاتحاد

انطلقت الدينامية التنظيمية، التي وعدت بها قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في المؤتمر الوطني الحادي عشر، على كل المستويات التنظيمية، وبعد استكمال انتخاب المكتب السياسي ورئاسة المجلس الوطني، واللجن الوظيفية في الأخلاقيات والمالية، بدأت هيكلة الجهات الحزبية والأقاليم في الداخل والخارج.
لم يفت الرأي العام الحزبي منه والوطني، أن يسجل بتقدير واهتمام أن بوادر مرحلة تنظيمية غير مسبوقة قد بدأت في تاريخ حزب القوات الشعبية، وذاكرة المناضلات والمناضلين تسجل في هذا الباب أنها المرة الأولى، التي تجد فيها قيادة الحزب على المستوى الوطني وعموم المناضلات والمناضلين أمام أجهزة جهوية، قد تم انتخابها ضمن نفس الجهد الجماعي لإنجاح المؤتمر الوطني، وتم تجديد أعضاء هذه الكتابات الجهوية، في نفس الفترة التي تم فيها اختيار الكاتب الأول والتصويت عليه من طرف المؤتمرين.
وهو ما سمح للقيادة الحالية أن تضمن انطلاقة تنظيمية ودينامية نضالية مباشرة بعد المؤتمر، والحال أن هذه الخطوات ذات الصلة بالهياكل كانت تتطلب في تاريخ سابق من عمر الاتحاد شهورا، بل أعواما حتى يستكمل الحزب هياكله وإطاراته التنظيمية المنصوص عليها في القانون، بخصوص الجهات والأقاليم.
ويسجل الرأي العام الاتحادي، والوطني عموما، بارتياح، أن مناطقنا الجنوبية كانت من بين المناطق المبادرة إلى تفعيل قرارات الحزب في هذا السياق، وتفعيل محتويات المقررات التنظيمية التي تتعلق بها.
وإذ يتقدم المناضلات والمناضلون بتحية تقدير خاصة إلى الاتحاديات والاتحاديين في الجنوب، يحيون عاليا المجهود المبذول في الخارج، كذلك، ولاسيما الخطوات التنظيمية في إسبانيا، حيث رسم التواجد الاتحادي طريقه وبصم تاريخه في كل مراحل النضال الاشتراكي الديموقراطي.
ويعتز الاتحاديون والاتحاديات بالتواجد المكثف للحزب فوق التراب الإسباني وقدرته على ضمان تواجد نضالي سياسي مسؤول، له ارتباط بالقضايا الوطنية، والدفاع عنها من جهة وعلى صلة بواقع المعيش اليومي للمهاجرين المغاربة فوق التراب الإسباني من جهة ثانية.
وهي مناسبة شرط لكي يهيب الاتحاد بأبنائه وبناته لأجل ترصيد ما تحقق لحد الساعة والحرص على مواصلة المجهود الذي خدم قضايا الوطن والمواطنين.
ولا شك أنهم سينطلقون، في ذلك، من قاعدة قوية وتراكم جيد، في هذا الباب، كان الكاتب الأول قد بادر إلى إطلاق ديناميته على مستويات عديدة وفي محافل مختلفة.
فقد كان حزبهم المبادر إلى التواصل مع الرفاق الاشتراكيين، للدفاع عن مشروعية المطالب المغربية ومصداقية المقاربة المغربية لطبيعة العلاقة بين البلدين، عندما توترت الأجواء، كما كان الحزب مبادرا إلى الدفع بالتقارب والتفاهم وتغليب المصالح العليا للبلدين عند حصول الانفراج في الأزمة، ويسجل الرأي العام المغربي والإسباني، على حد سواء، أن حزب القوات الشعبية كان الأكثر حضورا، سواء في العلاقات الرفاقية مع الاشتراكيين الإسبان، الذين يتموقعون منهم في التسيير أو الذين يحظون بالاحترام من لدن رفاقهم في الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني، أو في التواصل الإعلامي للكاتب الأول للاتحاد من خلال الدفاع عن مواقف المغرب، وعن روح التفاهم مع جارته الشمالية وخدمة تعاونهما الاستراتيجي في كبريات الصحف والمواقع الإسبانية ومخاطبة الرأي العام والفاعلين في سياستها…أو من خلال العمل على خلق جسور التعاون النيابي في مجلسي النواب المغربي والإسباني، من خلال تحركات الفريق النيابي الاتحادي، علاوة على المجهود المثابر والمتواصل لشبيبة الحزب، وذراعه الديموقراطي والحداثي، «الشبيبة الاتحادية»، كما قد امتد التواجد الاتحادي الشبيبي والحزبي، إلى مناطق التأثير التقليدية للإشعاع الإسباني، في أمريكا اللاتينية، عبر منظمة »»مينا لاتينا»» الاشتراكية…
إن التذكير بهذه الثوابت والتراكمات التي قدمها الاتحاديات والاتحاديون، باعتزاز كبير، وبكل طواعية وإخلاص، خدمة لبلادهم وقضاياها تجعلهم في مقدمة المدافعين عن مصلحة وطنهم وتجعل انشغالهم الأكبر واهتمامهم الأعلى منصبا على القضايا التي تنفع الوطن والمواطنين، وهم في ذلك لن يدخروا جهدا ولن تلهيهم حملات ولا معارك وهمية ولا تفاهات يخجل منها كل ذي عقل رصين وكل ذي وطنية صادقة…

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

بيان منظمة النساء الاتحاديات

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني