في التقرير السياسي أمام المجلس الوطني 19/12/2020، يقول الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأستاذ إدريس لشكر «…نحيي بإجلال وإكبار المبادرات الملكية لخدمة المصالح الوطنية العليا، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية التي ستعرف تحولا استراتيجيا مهما يكرس وجاهة وحكمة المقترح المغربي…»
وبيان المجلس الوطني «يثمن تثمينا عاليا، النجاح الباهر لبلادنا في تحقيق خطوة تاريخية وتحول استراتيجي في قضيتنا المصيرية الأولى بقيادة حازمة وحكيمة وشجاعة لجلالة الملك، الذي سيسجل له التاريخ والكيان الجماعي للمغاربة، تحقيقه لمنعطف إيجابي تكمن رمزيته وقوته الجيواستراتيجية في نقل القضية الوطنية إلى مستوى يتماشى مع ما يطمح إليه المغاربة، وذلك باعتراف القوة الدولية الأولى بسيادتنا الوطنية على أقاليمنا الجنوبية» نواصل في المغرب الاحتفاء عن حق وعن جدارة بانتصاراتنا الدبلوماسية المتتالية، ونواصل الإيمان بأن للمغرب مكانة حقيقية بين الدول نعيد اكتشافها اليوم بالنسبة لمن نسي، ونعيد الاقتناع بها اليوم بالنسبة لمن كان دوما وأبدا مؤمنا بها، ونقدمها اكتشافا جديدا لمن كان في قلبه بعض من شك أو مرض أو حقد أو شيء من هذا القبيل أو خليط من كل هذا؟
لماذا يحق لنا أن نفرح بانتصارات بلادنا على الأعداء؟ ولماذا يحق لنا ألا نسمي هاته الاحتفالات بأنها مبالغ فيها أو متصابية أو ما شئت من هراء بعض القوم سامحهم الله، الذين يريدون قول بعض الأشياء ويعجزون عن ذلك فيلجؤون للتفذلك والتعالم اللغويين لكي لا يقولوا في نهاية المطاف أي شيء؟
يحق لنا الفخر لأن ما وقع هو نتاج سنوات من العمل الديبلوماسي الحكيم. ويحق لنا الفخر لأن الذي تحقق لم يأت بين يوم وليلة مثلما يريد البعض أن يتخيل، بل هو ثمرة مسار طويل من الحكمة ومن التعقل ومن الخطوات التي وجب الافتخار -بصدق ودون أي مجاملة أو نفاق- وضعت المغرب اليوم على سكة بدء قطف الثمار والنتائج، وجعلته يتميز عمن يعادون مصالحه بأنه بلد العقل والتحكم في الأعصاب وتقديم الدروس السياسية للهواة من المرتجلين الذين تقودهم فقط الرغبة في البقاء في مناصبهم ولو على حساب شعوبهم ومصالح شعوبهم، مثل حال الجارة، ومثل حال بلدان أخرى تعادي المغرب دون أن يعاديها، وتشتغل ليل نهار لأجل ضرب مصالحه، فيما المغرب يشتغل ليل نهار لأجل مصالح أبنائه.
نعم يحق لنا الفخر ويحق لكل ابن أصلي للمغرب ولكل ابنة أصلية للمغرب ألا يعكر علينا أي كان هذا الفخر وهذا الفرح، وألا يشغلنا بالقضايا الأخرى على الأقل الآن، لأننا مشغولون ومنشغلون، بقضيتنا الأولى والأهم والأكثر حيوية بالنسبة لنا، قضية وحدتنا الترابية التي تشغل منا كل المسام، والتي نعيش عيدها الصحراوي الجميل هاته الأيام….
وحد المغاربة صفوفهم في لحظة وطنية جعلتهم يرتقون فوق خلافاتهم ويتجاوزون سوء الفهم في تدبير كورونا والانتخابات…
في كل مرة يثار نزاع الصحراء يجعله المغاربة أوليتهم ولو كانت قضاياهم الأخرى ضاغطة عليهم…
شكرا جلالة الملك… شكرا أمير المؤمنين… شكرا القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية… تحية للشجعان… تحية للقوات المسلحة الملكية… تحية للشعب المغربي الوطني… ثورة الملك والشعب مستمرة ومتجددة وروح المسيرة الخضراء متواصلة… الصحراء مغربية…
شكرا لكل الدول الشقيقة والصديقة التي أنصتت لصوت العقل والحكمة… أنصفتنا بحكم التاريخ والجغرافيا… شكرا لها… اعترفت عن حق بمغربية صحرائنا… فتحت قنصلياتها بأرض صحرائنا الحبيبة… تحية للدول العربية والإفريقية التي وقفت سدا في وجه الانفصاليين والقراصنة… تحية للكبار… تحية للولايات المتحدة الأمريكية…
الوطن أولا وأولا وأولا…
عاش المغرب…
عاشت الصحراء المغربية….