كانت فرصة جميلة أن احضر اجتماعا لمؤسسة كتاب الجهات والاقاليم للاتحاد الاشتراكي. نقاش جعلني أكثر اقتناعا بأن قطار الاتحاد يسير على الطريق الصحيح رغم كل العقبات الموضوعية والذاتية، الفعلية والمفتعلقة. رحم الله استاذنا في النضال والسوسيولوجيا، ملهمنا سي محمد جسوس، الذي قال مرة:” هناك الصيرورة وهناك الضجيج”، ولا بد لقطارنامن ضجيج، عند كل محطة، حين الانطلاق وأثناء المسير.
اجتماع المؤسسة كان هذه المرة ذو نكهة خاصة جوهرها الصدق والوضوح والأمل وروح المسؤوليةوالإصرار على صنع مستقبل أفضل.
كلمة الكاتب الأول التي استعرض فيها أطوار المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة، وأسباب البلوكاج، ودواعي اختيار الحزب المشاركة في الحكومة، وردود الفعل التي أعقبت الإعلان عن أسماء الفريق الاتحادي، ومحاولات التشويش على هذا الانجاز جعلتني اكتشف في الرجل بعدا وجدانيا عميقا وحساإنسانيا رهيفا، فضلا عن حنكة سياسية عالية وقدرة هائلة على التفاوض. في عينيه كنت أقرأ ثقل الشعور بالمسؤولية والمعاناة من ظلم ذوي القربى والقدرة على التحمل والإصرار على المقاومة والمضي قدما لاستكمال إعادة البناء.
تدخلات كتاب الجهات والاقاليم طبعتها روح المسؤولية وعمق التحليل وشموليته،بعيدا عن خطاب التزلف للقيادة، مع الالتزام بقواعد الحوار الأخوي والنقد البناء والعبارة الراقية والأنصات للآخر.
الإسهام البناء لأطر حزبية رفيعة المستوى، كانت مرشحة للاستوزار ولم تستوزر، دليل على دماثة أخلاقهم وأصالة انتمائهم وجلال وعيهم (هن). ما غابوا، وما غضبوا، وما بدلوا تبديلا، ولهم مني كل التقدير والاجلال .
حضور وزرائنا الثلاث، وحرصهم على أن نناديهم بالاخت والأخ، بدل السيد الوزير (ة) ولو من باب الهزل، ووضع أنفسهم رهن إشارة الحزب قيادة وقواعد، مؤشر قوي على أننا أمام جيل جديد من وزراء الاتحاد: شباب،كفاءة، تواضع. أتمنى ألا يخيب ظني.
تعليقات الزوار ( 0 )