محمد بنعبد القادر وزير إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ضيف هسبريس
هسبريس – محمد الراجي
كشف محمد بنعبد القادر، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، عن اشتغال وزارته على مشروع لتعزيز ثقة المواطنين في الإدارة العمومية وتغيير النظرة السلبية السائدة إزاء الإدارة.
وأوضح بنعبد القادر، ضيف برنامج “ضيف خاص” الذي تبثه هسبريس، أنّ وزارته بصدد الاشتغال على مشروع بارومتر لمعرفة مدى جودة الخدمة العمومية المقدمة إلى المواطنين في الإدارات العمومية، بناء على رضاهم، كما هو معمول به في تجارب دول متقدمة، حيث يوجد في كل مرفق يلجه المواطن داخل الإدارة العمومية آلية للتعبير عن الرضا أو عن عدم الرضا من الخدمة المقدمة إليه.
واعتبر الوزير الوصي على قطاع إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية أنّ النظرة السلبية السائدة لدى المواطنين المغاربة إزاء الإدارة “نتجت عن سيادة ثقافة إدارية معينة تراكمت منذ الاستقلال”، قبل أن يشير إلى “أنّ الصورة التي كانت سائدة في الماضي تغيرت الآن بشكل كبير جدا، ونحن نتوجه إلى إقامة مصالحة بين المواطن والإدارة”.
بنعبد القادر اعترف بأن القانون لم يكن منصفا المواطن المغربي في علاقته بالإدارة العمومية، بتنصيصه على معاقبة كل مَن أهان موظفا عموميا بعقوبة تصل إلى السجن، وفق مقتضيات القانون الجنائي، قائلا “شيء جيد أن تَحمي الدولة موظفيها، لكنْ تم إغفال حماية المواطن من التعسف الذي قد يطاله داخل الإدارة”.
الوزير المنتمي إلى حزب الاتحاد الاشتراكي أبرز أنّ ثغرة إغفال حماية المواطن من التعسف الذي قد يطاله داخل الإدارة العمومية تم تداركها سنة 1999، بعد الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى اجتماع كبار مسؤولي الإدارة الترابية بالبيضاء، عرض فيها المفهوم الجديد للسلطة وأوصى بجعل الإدارة يجب في خدمة المواطن وخدمة المصلحة العامة.
فلسلفة الإصلاح التي ينهجها بنعبد القادر، كما جاء على لسانه في حواره مع جريدة هسبريس الإلكترونية، تستند إلى توجيهات الملك والمَرجعية الدستورية، “وتَعتبر أن المبتدأ والمنتهى في الإدارة العمومية هو المواطن، وأن يكون رضا المواطن هو المعيار للنجاعة الإدارية، وليس أن يكون الموظف راضيا عن نفسه أو أن يتحدث عن الجهود التي يبذلها”.
علاقة بذلك، دافع بنعبد القادر عن موظفي الإدارة العمومية، ونوّه بالجهود التي يبذلونها من أجل خدمة المواطنين، وقال إن “هناك آلاف الموظفات والموظفين يُضحُّون من أجل إرضاء المواطنين، ويتفانون في عملهم، على الرغم من ظروف العمل الصعبة ومحدودية الدخل”.
وفي الوقت الذي لا تزال انتقادات الإدارة العمومية مستمرة، عبّر بنعبد القادر عن تفاؤله بشأن النجاح في تحقيق الإصلاح المنشود، بقوله: “اليوم هناك رؤية واضحة للإصلاح، وأنا متفائل بشأن نجاح مسار تحديث الإدارة العمومية. صحيح أن هناك بعض البؤر؛ ولكنّ الرؤية واضحة والإرادة السياسية موجودة، من طرفنا ومن طرف الحكومة، وسنتوجه نحو المصالحة بين المواطن والإدارة”.
تعليقات الزوار ( 0 )