عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
استقبل الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الأخ إدريس لشكر، أول أمس الأربعاء 13 شتنبر، فاعلين مدنيين من العالم العربي (فراس جابر / فلسطين، فضل الله حسونة / لبنان، زبير عروس / الجزائر، محمد بوياتي / موريتانيا) مشاركين في “أكاديمية المجتمع المدني” وهي برنامج ينظمه مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية – مدى، تحت إشراف الدكتور المختار بنعبدلاوي.
وقد تطرق هذا اللقاء إلى مجموعة من القضايا التي تهم المنطقتين العربية والمغاربية، حيث أكد الأخ إدريس لشكر على أهمية فتح النقاش والحوار بين المجتمع المدني والفعاليات السياسية والذي تأتي في إطاره هذه المبادرة لمركز مدى، مشيرا إلى أن الواقع العربي يتميز بالتعقيد ويضع كل الآمال والتطلعات والشعارات وحتى المرجعيات الفكرية التي أطرت جزءا كبيرا من أجيال الأمس موضع سؤال كبير، فالواقع العربي اليوم هو خلاف ما كانت تطمح له الأجيال المنصرمة بشكل جذري، وما يزيد الأمر تعقيدا هو غياب المفكرين – وبشكل أكبر السوسيولوجيين- الذين كانوا دائما ينيرون العتمة ونبراسا يعين ويسعف السياسيين في اتخاذ الموقف السياسي السليم، مستحضرا في هذا الإطار أهراما من طينة الراحلين «محمد عابد الجابري» و«محمد جسوس»…
وفي تفاعل مع مداخلات الحاضرين وأسئلتهم التي همت “رؤية الحزب للمرحلة القادمة في المنطقة العربية” و “كيف يرى مستقبل المغرب العربي تحديدا؟” أكد الأخ الكاتب الأول على اختلافه الشديد مع من يرفعون شعارات أكبر بكثير من واقع الشعب العربي، مشيرا إلى تشاؤمه الشديد بخصوص الراهن، ومؤكدا على اعتقاده بأن ما ينتظر عالمنا العربي في المستقبل هو مزيد من التجزيء إذا لم تتوفر لدينا قيادات تتميز بالحصافة والكياسة. أما بخصوص المنطقة المغاربية فقد أكد الأخ إدريس لشكر أن أي توتر يمكن أن تعيشه الجزائر سيكون المغرب أول ضحاياه، وكذلك الشأن بالنسبة لموريتانيا، فنحن في المغرب نضع أيدينا على قلوبنا في ترقبنا لمستقبل الجوار، متمنين ألا تصلنا عدوى المشرق وإلا فإن كل شروط التجزيء متوفرة في المنطقة المغاربية. إن أملنا قائم على خروج الجزائر من عقدة الصحراء المغربية ومهمتنا أيضا في المغرب أن نساعدها على هذا الخروج، أما موريتانيا فإنها في وضع “المحرج” بين المغرب والجزائر.
كما توقفت مداخلات الحاضرين بشكل أكبر عند القضية الفلسطينية، وبهذا الصدد قال الأخ إدريس لشكر إن أحلاما كبيرة كانت تؤطر اتحاد الطلبة العرب وظل الأمل دائما حتى في ظل خذلان الأنظمة العربية، إلا أن الاقتتال الداخلي الفلسطيني عكس خيبات أمل غير متوقعة، وأصبح اليوم «من الصعب الحديث عن إمكانية الانتصار بالبندقية».
تعليقات الزوار ( 0 )