رسالة من إدريس لشكرإلى أميناتا ندياي، الكاتبة العامة للحزب الاشتراكي السينغالي، والرئيس ماكي سال يستقبل الأحزاب المشاركة

على مدى يومين، عقدت لجنة إفريقيا بالأممية الاشتراكية بدكار، بحضور لويس أيالا رئيس الأممية الاشتراكية، وبوخاري طريطا رئيس لجنة إفريقيا بالأممية الاشتراكية ووفد من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اجتماعا تم خلاله تقديم تقاريرالأحزاب الاشتراكية عن الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل بلدانهم والتحديات من أجل تجويد الديمقراطية والمؤسسات وتفادي الأزمات ودعم السلام في إفريقيا، ودعم المشروع الديمقراطي الاشتراكي في المنطقة ومؤتمر الأممية الاشتراكية الذي سينعقد في نهاية السنة بمدريد .
وحضر وفد الاتحاد الاشتراكي المكون من خولة لشكر ومشيج القرقري وعائشة الكورجي، أعضاء المكتب السياسي، بلجنة إفريقيا بالأممية الاشتراكية بالسينغال بالعاصمة دكارأيام 28 – 29 أكتوبر 2022 إلى جانب لويس أيالا رئيس الأممية الاشتراكية، وبوخاري طريطا رئيس لجنة إفريقيا بالأممية الاشتراكية.
وقدم وفد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عرضا تطرق فيه إلى التحولات الديمقراطية داخل المغرب وحرصه على تجويد مؤسساته وإنجاح مساره الديمقراطي، كما تطرق الوفد للوضعية التنظيمية لحزب القوات الشعبية، مذكرا بعقد مؤتمرات الشبيبة الاتحادية ومنظمة النساء الاتحاديات وترسيخ مبدأ المناصفة ودعم التحولات المجتمعية.
ونوهت خولة لشكر، عضو المكتب السياسي للحزب، في كلمة الوفد، بالإجماع الحاصل بمجلس الأمن من خلال قراره الأخير حول مغربية الصحراء وأهمية المقترح المغربي حول الحكم الذاتي.
كما تطرقت إلى التحديات الجديدة من اقتصاد أخضر وطاقات متجددة، وديموقراطية تشاركية، وكذا التحديات الجديدة أمام الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية واحترام الشرعيه الدولية، ومواجهة الإرهاب في الساحل والصحراء فضلا عن العواقب الوخيمة للحركات الانفصالية على أمن المنطقة واستقرارها.
وسجلت خولة لشكر على أن المغرب قام ويقوم بعمل كبير لدعم استقرار المنطقة وحق الشعوب في وحدة أراضيها وسلامتها.
وقالت في هذا الصدد : « نحن نعيش سنوات غير نمطية ومضطربة، بسبب جائحة مدمرة أصابت الكوكب بأسره، وحرب أوروبية تطيل الأزمة وربما تقلل من أوراق التوازن الجيوسياسي العالمي لبعض الوقت، وبالطبع القارة الإفريقية هي ضحية لهذه الأزمات المتكررة.
لكن يجب أن يتغير ذلك، اليوم أكثر من أي وقت آخر في التاريخ الحديث، يجب على إفريقيا أن تحرر نفسها من الوصاية الخارجية وأن نعمل معًا لانتشال شعوبنا من الفقر لتعيش حرة بكرامة وأمن».
وبخصوص الوضع الداخلي المغربي سجلت خولة لشكر على أنه « منذ أزمة كوفيد وخاصة منذ ظهور حكومة ليبرالية، أصبح المغاربة أكثر حساسية تجاه قضايا دولة الرفاهية. وأن التوجه الملكي، يدعم رسميًا بناء الدولة الاجتماعية من خلال تعميم التغطية الصحية، وهو في طليعة الدفاع عن المساواة بين المرأة والرجل على وجه الخصوص من خلال مراجعة قانون الأسرة لتحديثه، ورفعه نحو قانون أكثر عدلاً يراعي مصالح النساء والرجال وخاصة الأطفال. كل هذا يعزز مكانتنا كديمقراطيين اجتماعيين في المشهد السياسي المغربي ويجعلنا بديلاً حقيقياً في الانتخابات المقبلة عام 2026. مسلحين بكل هذه الأمتعة وهذه التجارب، ندرك أنه لا يمكن لدولة بمفردها أن تنجح في تحقيق التنمية والازدهار الضروريين لتنمية شعبها، ونعتقد اعتقادًا راسخًا أنه في إطار الهيئات الدولية، متعددة الأطراف وليس الحكومات مثل حكومتنا، يمكننا تغيير الأمور في اتجاه تعزيز السلام، واستدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، واحترام البيئة، وتحقيق عالم عادل ومتكافئ الذي نطمح إليه والذي نطلبه من أجل تحقيق رغباتنا».
وختمت خولة لشكر كلمة الاتحاد الاشتراكي قائلة: « في ما يتعلق بمسألة إدارة الأزمات وحفظ السلام نود أولاً أن نضع الإطار الذي يعمل فيه بلدنا. يجب أن نتذكر أن المغرب بلد يقع في الطرف الشمالي الغربي من إفريقيا، وهو بلد أطلسي ومتوسطي وساحل صحراوي.
شخصيًا، كنت أعتقد دائمًا أن هذا الوضع هو نعمة عظيمة من الله، الذي وضعنا على مفترق طرق عدة ثقافات وحضارات. في الواقع، تم تشكيل هويتنا من خلال تقارب مكوناتنا الإفريقية والأمازيغية والمتوسطية والعربية الإسلامية وأخيراً الأوروبية.
إن هذا الإطار المرجعي الوطني يسير جنباً إلى جنب مع ارتباط الشعب المغربي بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار من أجل التفاهم».
وبالموازاة مع اجتماع لجنة إفريقيا بالأممية الاشتراكية بدكار،عقد وفد الاتحاد الاشتراكي المكون من خولة لشكر وعائشة الكرجي ومشيج القرقري بالمقر التاريخي للحزب الاشتراكي السنغالي، لقاء مع غورغي سيس، الكاتب الوطني المكلف بالعلاقات الخارجية، تبادلا خلاله وجهات النظر حول الأوضاع بإفريقيا ومستقبل العلاقات الثنائية.
وفي هذا اللقاء سلم وفد المكتب السياسي رسالة من إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب موجهة للكاتبة العامة للحزب الاشتراكي السينغالي، أميناتا ندياي، تضمنت الأوضاع في الساحل والصحراء وسبل الدفع بالقارة الإفريقية نحو التعايش والتقدم.
واقترح الكاتب الأول ضمن الرسالة تطوير العلاقات الثنائية بين الحزبين تماشيا مع التاريخ المشترك للبلدين وحرصهما على احترام الشرعية الدولية والعمل على مأسسة العمل المشترك.
ومن المنتظرأن توقع اتفاقية إطار تحدد آليات الاشتغال والتعاون بين الحزبين المغربي والسنغالي.
واستقبل الرئيس السنغالي ماكي سال الأحزاب المشاركة في اجتماع الأممية الاشتراكية بالقصر الرئاسي، وفي كلمته الترحيبية عبر عن أهمية اللقاء معتبرا أن الأحزاب الاشتراكية بإفريقيا لن تتراجع عن حق القارة في موقع جديد يتماشى مع أهميتها وعدد سكانها وناتجها القومي .
كما اعتبر أن على إفريقيا أن تصنع أجندتها الخاصة بعيدا عن قوى ساهمت في عدم تطورها وعليها حماية الديمقراطية وحقها في استغلال مواردها الطبيعية وأن لا تخضع للخارج خصوصا في مجال الطاقة.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية