الأخوات والاخوة

يسعدني أن أفتتح مؤتمركم الوطني الثالث، مؤتمر مهندسي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
إنه مؤتمر طالما انتظرناه في خضم ظروف أثرت فيها بشدة جائحة كورونا التي حالت لمدة طويلة دون الاجتماعات والتجمعات المباشرة القطاعية والإقليمية والجهوية. وإذ اكتملت اليوم الشروط الموضوعية لعقده، فإنني أنوه بالمجهودات التي قامت بها اللجنة التحضيرية. وسيكون هذا المؤتمر محطة أساسية لتتويج هذه المجهودات، التي ستتيح لنا إمكانية التداول في المسيرة التنظيمية للقطاع من أجل استخلاص العبر والدروس والانطلاقة من جديد.
لقد واكبتم كقطاع حزبي مسيرة الحزب عبر مختلف مراحلها بروح عالية من الانضباط واحترام التعاقد الأخلاقي والمعنوي مع حزبكم، رافضين لكل سلوك أوعمل يرمي إلى الاحتراق الذاتي أو الانزلاق لأوضاع أو مواقف منافية لتوجهات الحزب وقراراته .
ورغم التواجد النشيط لقطاع المهندسين ومواكبتكم المتواصلة لمسيرة الحزب فإن القطاع لم يرتق بالقدر المرضي إلى مواقع متقدمة في ممارسة المسؤوليات الحزبية والاضطلاع بمهمات ذات الطابع الوطني المؤسساتي أو الحكماتي إلا فى السنوات الأخيرة، الشيء الذي أبقى المهندسين الاتحاديين سياسيا على هامش القرار الحزبي وإدارة الشأن العام محليا ووطنيا، وهو ما اعتبرناه دوماً تقصيراً في تثمين الطاقات الهندسية وعدم استیعابها في رسم تصورات واختيارات المشروع التنموي ووضع مشاريع وبرامج حزبية ومجتمعية في هذا الميدان، وإني لواثق بأن مؤتمركم هذا يمثل محطة هامة في توجيه مسار الهندسة الوطنية نحو أداء وتفاعل مواطناتي، لرفع تحديات التنمية الشاملة ببلادنا والمساهمة في إرساء مقومات السيادة الغذائية والأمن المائي والطافي واحتلال مواقع الصدارة بين الدول المتمكنة من التكنولوجيات الحديثة واستعمالاتها من أجل منفعة الإنسانية.
ولا ريب في ذلك حيث أن هذه التوجهات من صميم مبادئنا واختياراتنا وممارساتنا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. كما أنها اختبرت لدى نخبة من إخوانكم المهندسين الاتحاديين الذين أطروا المسيرة الهندسية على رأس الاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة لأكثر من خمسة عقود، وتمكنوا من مراكمة عدة مكتسبات هندسية على الصعيدين المادي والمهني لكافة المهندسين، ووفروا مقرا للاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة بالرباط مسجلا ومحفظا باسم هذه المنظمة العتيدة، التي أعطى إخوانكم من خلالها إشعاعا منقطع النظير للمهندس المغربي على المستويات العربية والدولية والإفريقية والمغاربية، وحافظوا عليها كمنظمة جامعة ديمقراطية موحدة ومواطنة، منظمة كانت قيادتها دائما، نموذجا للدفاع عن ثوابت الأمة ومقدساتها والدفاع عن المصالح الحقيقية لأبناء المهنة.
كما أن قطاع المهندسين الاتحاديين كان السباق للدفاع عن استقلالية المنظمة، وأن هذه الاستقلالية لا تعني الحياد السلبي، بل الاستقلالية التي دعمت كل نضالات الشعب المغربي من أجل الكرامة والعدالة والحرية والمساواة، ومساندة للقضايا العادلة عبر العالم العربي ومحيطه الدولي وخصوصا منها القضية الفلسطينية.
إن ما اكتسبتموه من تكوين وما تكتسبونه من خبرة وتجارب ودراية بتدبير الشأن الوطني والمحلي، والمنشآت الاقتصادية عامة والصناعية والهندسية والتكنولوجية خاصة، يخول لكم احتلال مواقع متقدمة في مسلسل التصور واتخاذ القرار والتنفيذ والتقييم والتثمين على صعيد كل حلقات التنمية الشاملة والمندمجة ببلادنا وتعزيز إشعاعها على مستوى المحيط الجهوي والقاري الإفريقي والدولي.

الأخوات والإخوة

إن لقاءكم اليوم يمثل العبور المنظم إلى مثل هذه المرحلة من التفكير/والتأطير والعمل الجماعي، وذلك من خلال هيكلة وتنظيم أجهزتكم على المستويات الوطنية والإقليمية، وعلى المستويات الوطنية والإقليمية وعلى مستوى مجموعات العمل الموضوعاتية وتنظيم ندوات وورشات تدارس قضايا المهنة الهندسية والتكنولوجية ومشاريع وبرامج التجهيز والتنمية عبر التراب الوطني، ولن تَألُو قيادة الحزب جهدا في مواكبة مبادراتكم وأعمالكم ومساندتها ودعمها على مستوى كل هذه الأصعدة.
إننا ندرك مدى اهتمامكم بالانخراط في العمل السياسي النافع، وتطلعكم إلى المشاركة الفعالة في الفعل الإنمائي والديمقراطي والحكامة الجيدة الفعلية والملموسة ومحاربة كل أشكال الفساد أينما وجدت. وندرك مدى حرصكم على تنظيم وتقنين وتثمين المهنة الهندسية ببلادنا كما هو معمول به في كثير من بلدان العالم. ولذلك، نحثكم من جهة على توسيع وتقوية قطاع المهندسين بالحزب والانفتاح على كافة المهندسين الاتحاديين الذين لم يستطيعوا اللحاق بنا اليوم، وعلى كافة الكفاءات الهندسية التي تزخر بها بلادنا بالتواصل والعمل الدائمين على الصعيدين القطاعي والمجالي مع الانصهار ضمن تنظيماتكم الخاصة وضمن تنظيمات الحزب.
كما نحثكم من جهة أخرى على احتلال الصدارة في دينامية خلاقة ومتنورة لإحداث الهيئة الوطنية للمهندسين المغاربة بتعاون مع كل الفعاليات القطاعية الوطنية المتحمسة لهذا المشروع الواعد بالنسبة لتطوير آفاق ومضامين وآثار المهنة الهندسية ببلادنا.
وبناء على هذه الغايات، فإنه من الواضح أن تنصب مداولاتكم خلال هذا المؤتمر على المهام المطلوب برمجتها وإنجازها من حيث هيكلة القطاع الهندسي الحزبي وتحديد مهامه وعلاقاته بالتنظيمات الحزبية بإنسجام مع القانون الأساسي والنظام الداخلي، وسبل التعبئة الشاملة لكافة الطاقات الهندسية الحزبية والمتعاطفة مع الحزب، قطاعيا ومجاليا، ووضع برنامج مع آليات تنفيذه وتقييمه.
في السنوات الأخيرة أصبح المهندس الاتحادي يرشح للمسؤولية انطلاقا من انتمائه الحزبي، للأسف ابتعد المهندس عن سلطة القرار وحان الوقت لإعادة النظر في هذا الوضع، نحن كقيادة قمنا بمجهود من أجل تدارك هذا التقصير باعتبار أن اليوم، المهندس هو مركز المشروع التنموي ومهنة المهندس في العالم هي مركز التنمية بحيث له علاقة بالطب والبورصة والإحصائيات والتقدم والتنمية وغيرها من المجالات، إن عصب الحياة الحقيقية لا يمكن أن يكون إلا بالهندسة، واليوم مع الذكاء الاصطناعي لابد من خطاب وتصورات أخرى والانفتاح على الطاقات من شابات وشباب مهندسين، في كافة القطاعات، ولهذا يجب أن نهتم بقطاع الهندسة، وأن نعتني به، لقد ضيعنا للأسف رد الاعتبار له ولم نثمن الكفاءات الحقيقية.
مؤتمركم يمثل محطة هامة، ليس للحزب فقط بل للوطن ، لا يمكنني إلا أن أنوه بالشعار الذي اختارته اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر.
كما ندعوكم لتمثيلية المرأة المهندسة في المجلس الوطني للقطاع، باعتبار أن حزب الاتحاد الاشتراكي، جعل من قضية المرأة قضية مركزية، بالنظر لمرجعيته الاشتراكية والديمقراطية.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية