احتضن قصر البلدية بمراكش صباح الأحد 14 يونيو 2015، أشغال المجلس الإقليمي الموسع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمدينة الحمراء، بحضور بديعة الراضي عضو المكتب السياسي ومناضلي ومناضلات الحزب بمختلف الفروع والقطاعات. وتميز هذا اللقاء بأجواء يطبعها الحماس النضالي و الإحساس بالمسؤولية، و توجهها الرغبة في تعميق الحضور الاتحادي بين مختلف فئات و شرائح المجتمع .

المجلس الإقليمي الموسع، الذي سيرت أشغاله ، عباسة قراط عضو الكتابة الإقليمية للحزب بمراكش ، شكل مناسبة لمواصلة النفس النضالي الذي ضخه المؤتمر الإقليمي السادس، والنجاح الذي عرفه ، مما سمح بتجاوز الوضع الصعب الذي عانى منه التنظيم سابقا ، و التأسيس لانطلاقة جديدة ، مثلما أتاح للمناضلات والمناضلين التداول في المخطط الذي أعدته الكتابة الإقليمية للحزب استعدادا للاستحقاقات القادمة، و الذي قدم خطوطه العريضة تقرير الكاتب الإقليمي عبد الحق عندليب ، أكد من خلاله على أن المؤتمر الإقليمي السادس المنعقد في 26 أبريل 2015، قد شكل مناسبة لبلورة الحلول والمقترحات الكفيلة بتقوية الأداء التنظيمي والسياسي والإشعاعي للحزب في الإقليم، وبأن روح التوافق والإحساس الجماعي بالمسؤوليات الملقاة على عاتق الاتحاديات والاتحاديين بالإقليم قد ساهمت في نجاح المؤتمر وفي انتخاب جهاز إقليمي حظي بإجماع المؤتمرات والمؤتمرين.

وقدم الكاتب الإقليمي في عرضه أهم الخطوط العريضة لبرنامج الكتابة الإقليمية والذي يسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف لخصها في : العمل على توسيع القاعدة الاجتماعية للحزب، عقلنة وترشيد عمل أجهزته المسيرة ، تحسين موقعه الانتخابي. و أكد الكاتب الإقليمي على أن بلوغ هذه الأهداف لايمكنه أن يتأتى إلا من خلال احترام قوانين الحزب ومؤسساته وقيادته ورموزه وبإعادة الاعتبار للمقاربة الديمقراطية التشاركية والتعاقدية لتدبير الشأن الحزبي، وبالانفتاح الواسع على المواطنات والمواطنين وعلى ما يختزنه الإقليم من أطر وكفاءات.

وخصص الكاتب الإقليمي جزءا هاما من مداخلته لاستعراض أهم التدابير الضرورية للانخراط في معركة الاستحقاقات الانتخابية، سواء المهنية منها أو الجماعية أو الجهوية أو التشريعية، منوها بالتقدم الذي حققه مناضلات ومناضلو الفيدرالية الديمقراطية للشغل والنقابة الوطنية للتعليم العالي والمنظمة الديمقراطية للشغل في الانتخابات المهنية على مستوى إقليم مراكش، وعلى مستوى جهة مراكش- آسفي، مؤكدا على ضرورة انكباب الفروع والقطاعات الحزبية وكافة المناضلات والمناضلين على التحضير الجيد لانتخابات الغرف المهنية وللانتخابات الجماعية والجهوية سواء من حيث إعداد لوائح الترشيحات بترشيح المرشحين الأكفاء أو من حيث توفير الإمكانيات المادية والموارد البشرية الضرورية لخوض الحملة الانتخابية.

بديعة الراضي عضو المكتب السياسي للحزب، أشارت في كلمتها التي ألقتها في افتتاح المجلس الإقليمي الموسع، إلى السياق الذي ينعقد فيه هذا اللقاء، والمندرج في إطار الدينامية التي عرفها التنظيم بعد نجاح المؤتمر الإقليمي السادس للحزب بمراكش، وانخراط المناضلات و المناضلين في الدينامية العامة التي يشهدها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في كل ربوع الوطن، والتي فعل فيها الحزب حضوره وتواصله مع مختلف شرائح المجتمع.

وأكدت بديعة الراضي أن الاتحاد الاشتراكي سيظل حزب القضايا الكبرى للوطن و حزب التوازنات التي أضحت اليوم مختلة ، مستحضرة دقة المرحلة التي تتطلب انخراطا أقوى من أجل التأسيس لمستقبل يطوي صفحة هذا الزمن السيء .

و قالت إن الاتحاديات و الاتحاديين كانوا دائما مع الشرعية الديمقراطية مؤمنين بالاختلاف، وكان أملهم أن يكون مغرب دستور 2011، محزما بالقوانين التنظيمية التي تجسد و تعمق التوجه الديمقراطي لهذا الدستور، و بالعمل المؤسساتي، وبتفعيل الأوراش التي ترسي مشروعا تنمويا قادرا على النهوض بالمغرب و المغاربة.

لكن ، تلاحظ بديعة الراضي ، فما يعيشه المغرب اليوم، هو بمثابة رفع الستار عن هذا الزمن السيء ، حيث يتم تهريب السياسة و كل الملفات لإلهاء المغاربة بقضايا هامشية ، عن تناول القضايا الجوهرية التي ينبغي طرحها بشكل جدي .

وأكدت عضو المكتب السياسي، أن الاتحاد الاشتراكي يقوم بدوره في الاهتمام بالقضايا الجوهرية للمغاربة بمختلف شرائحهم ، في مواجهة الاستراتيجية الحكومية التي تقوم على تهريب هذه القضايا .
واستحضرت بديعة الراضي ، في كلمتها ، الأداء الاتحادي بمجلس النواب، ودوره إلى جانب أحزاب المعارضة ، موضحة أن الاتحاد يعتبر أن الرهان هو بناء مشروع مجتمعي متكامل.

و عرجت على أوضاع مدينة مراكش ، التي أكدت أنها تعاني من غياب أية استراتيجية حكومية للنهوض بها، بصفتها مدينة كبيرة، وذات بعد و إشعاع دوليين.

وأبرزت في كلمتها، الملامح المحددة لدقة المرحلة التي تجتازها البلاد، معتبرة أنها تقتضي التأسيس للفعل المنصت لمتطلبات المستقبل و المستجيب لأحلام و تطلعات جميع الفئات والشرائح الاجتماعية.

هذا وقد شكل التقريران المقدمان من طرف الكتابة الإقليمية والمكتب السياسي أرضية لنقاش عميق ومسؤول من طرف أعضاء المجلس الإقليمي الموسع، خلص إلى جملة من الاتفاقات حول تدبير شؤون الحزب خلال المرحلة المقبلة وحول خوض معركة الانتخابات القادمة.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية