اهتزت القاعة المغطاة بسيدي يوسف بن علي ، التي امتلأت عن آخرها بحشود بشرية ، بالشعارات الاتحادية لحظة دخول الكاتب الأول للحزب الأستاذ ادريس لشكر، الذي استقبل بالحليب والتمر خلال التجمع الجماهيري الذي عُقد مساء الثلاثاء 1 شتنبر 2015 في إطار الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات الجماعية والجهوية . و رددت الجموع، التي أبانت بحضورها اللافت، عن مساندة كبيرة لمرشحي الوردة ، شعارات مؤيدة لحزب القوات الشعبية و قيادته .

إدريس لشكر الذي ذكّر في مفتتح كلمته بالأمجاد النضالية لأبناء حي سيدي يوسف بن علي منذ المعركة الوطنية من أجل الاستقلال ، و النضال من أجل الديمقراطية بعد الحصول على الاستقلال ، استحضر أيضا أحداث 1984 و ما قيل في سياقها في حق حي سيدي يوسف و أبنائه من المناضلين . فبفضل تضحيات أجيال متعاقبة و كفاحهم ينعم اليوم المغاربة بأجواء الديمقراطية ، و تمكنوا من تجنب الفتن التي تعانيها شعوب أخرى ببلدان كليبيا و سوريا و العراق .

و توجه للحضور قائلا :» لا تبخسوا بلادكم ، و لا تبخسوا ما وصلنا إليه من سلم و استقرار بسبب تضحيات أجيال من الشهيدات و الشهداء و المناضلات و المناضلين « .

و بخصوص أجواء الحملة الانتخابية ، قال إدريس لشكر «إن المفسدين لا يريدون أن يتركوا واجب التصويت واجبا مقدسا» . متسائلا « أية مصداقية سيتركها هؤلاء للعمل السياسي لدى الجيل الجديد ، عندما نشاهدهم يتبادلون الشتائم و السباب ، ويتهم هذا ذاك بأنه يتاجر في المخدرات ؟» .

و قال أيضا « أخشى على وطني ، عندما أشاهد رئيس الحكومة ، الذي من المفروض فيه أن يزرع الطمأنينة في نفوس المواطنين ، يعمل على إضعاف ثقتهم و طمأنينتهم بتصريحاته . «

و تساءل « كيف يمكن أن أكون مطمئنا أنا الذي أصطف في المعارضة ، و رئيس الحكومة ، يعرف جيدا أن الانتخابات سخرت فيها أموال المخدرات ؟ فها أنتم تشاهدون رئيس الحكومة و وزراءه يتجولون بسيارات الدولة و أجهزتها تحرسهم ، و عندما يصلون إلى وجهتهم يزرعون اليأس و الإحباط في المواطنين ، بقولهم إن الانتخابات أُغرقت بأموال المخدرات «.

و لاحظ لشكر أن الحكومة عاجزة عن ضبط الفساد . متوجها في هذا الصدد إلى رئيس الحكومة « نقول لرئيس الحكومة كفا بكاء ، و تحمل مسؤوليتك التي منحك إياها الدستور بالاختصاصات القوية و الواسعة التي خولك إياها «.

و أوضح الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ،»أن خلفيات محاولات التيئيس هذه غير خفية ، إذ أن هدف هؤلاء منها هو إحباط المواطنين لكي لا يشاركوا بكثافة . و حتى التوقيت الذي اختاروه كموعد لإجراء هذه الانتخابات يخدم هذا المسعى . فليس هناك من بلد عاقل ينظم الحملة الانتخابية في شهر غشت المعروف بكونه شهر عطلة . لكن السبب واضح لدى هؤلاء و هو الرغبة في الهروب من المحاسبة و المساءلة عن فشل سياساتهم الحكومية ، لذلك يرغبون في إضعاف المشاركة»

و شدد في ذات السياق ، «على ألا يفلت المواطنون هذه المحطة الهامة ، بدعوتهم إلى حث معارفهم و أفراد أسرهم و عائلاتهم على المشاركة المكثفة في التصويت يوم الجمعة المقبل».

و قال لشكر» إن الشعب يدفع ثمن فشل سياسة هذه الحكومة التي أضعفت القدرة الشرائية من خلال الزيادات الصاروخية ، رغم انهيار سعر المحروقات في السوق الدولية ، و توالي سنوات فلاحية جيدة ، إلا أن كل ذلك لم ينعكس إيجابا على حياة المواطنين بسبب الفشل الذريع للحكومة الحالية و سياساتها» .

و وصف التصويت بالأمانة الملقاة على أعناق المواطنين ، و ينبغي أن يكونوا أهلا لها . مؤكدا أن يوم الحساب قد حل ، داعيا الناخب إلى تحكيم ضميره ، و الاختيار بوعي و مسؤولية . حيث قال في هذا الصدد « ما أطلبه منكم ، هو عندما تدخلوا إلى مخدع التصويت حيث ستواجهون كثرة الرموز ، لا تعيروا أهمية إلى الرمز في حد ذاته ، و لكن انتبهوا إلى ما وراء الرمز ؛ تساءلوا من هم شهداء هذا الحزب و مناضلوه الذين ضحوا من أجل كرامة هذا الشعب ؛ تساءلوا ما هو تاريخه في هذا الكفاح ..» و اعتبر أن ذلك سيضمن لهم حسن الاختيار و صوابه.

هذا وقد تم تقديم وكيلات ووكلاء اللوائح والمرشحات والمرشحين في مختلف مقاطعات إقليم مراكش..
ادريس لشكر قام بجولة مع المناضلين في بعض أحياء دائرة جليز، حيث تواصل مع الساكنة والمارة والباعة في محلاتهم واستوقفه الكثير من المواطنين لالتقاط صور تذكارية ..

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية