كان لقاء أعضاء المجلس الوطني بأوروبا مع الكاتب الأول للحزب الأستاذ إدريس لشكر، لقاء ميزته الصراحة والحوار حول جميع انشغالات الاتحاديين، سواء الحزبية، الوطنية أوالدولية وكذا أوضاع الجالية المغربية بالخارج. ومكنهم هذا اللقاءات من أخذ وقتهم في التحاور وإبداء الرأي بعيدا عن الإكراه الذي كان يعترضهم في اجتماعات المجلس الوطني السابقة بالرباط، وتمت الدعوة إلى تقوية التواصل داخل الحزب وبين مناضليه من أجل تجنب أي غموض أو مغالطات وإشاعات.
هذا اللقاء، تم مساء يوم الجمعة 5 يونيو، ودام أكثر من خمس ساعات، شارك فيه 27 من أعضاء المجلس الوطني بأوروبا سواء بفرنسا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا، السويد والمملكة المتحدة، وتم عبر تطبيق زوم، تنفيذا لمقرر المكتب السياسي الداعي إلى برمجة اجتماعات تنظيمية جهوية لتفعيل القرارات الحزبية. وتم فيه تناول الأوضاع الحزبية والوضعية بالمغرب في ظل أجواء كورونا.
وتميز هذا اللقاء بالصراحة وبالشجاعة السياسية الكبيرة حول أوضاع الحزب التي تميزت بها إجابات الكاتب الأول عن تساؤلات مناضلي أوروبا، الذين عبروا عن تشبثهم بوحدة الحزب حول قيادته.
وتم التطرق إلى النقاشات التي عرفها الحزب، سواء حول قانون 20/22 أو حول تدبير الأوضاع في المغرب في ظل جائحة كورونا وأوضاع الجالية المغربية بالخارج.
في عرضه بالمناسبة، تحدث الكاتب الأول الأخ ادريس لشكر عن ظروف جائحة كورنا التي قلبت الأوضاع بالعالم، وكيف أن فيروسا صغيرا تسبب في تحولات كبيرة على جميع المستويات: الاقتصادية، السياسية والاجتماعية. وكيف سنكون مجبرين على التعايش مع هذا الوباء في انتظار إيجاد علاج أو لقاح له مع ما يترتب عن ذلك من نتائج على جميع المستويات.
وأشاد الكاتب الأول بعمل المناضلين بأوروبا، وهنأ الذين تمكنوا من النجاح في الانتخابات البلدية الأخيرة التي شهدتها فرنسا سواء الأخ فريد حسني بمدينة بانيوه في ضاحية باريس أو الأخت الزوهرة دراس بمدينة اميان. وكذلك العمل الذي تقوم به الكتابة الإقليمية للحزب بإسبانيا من أجل التنسيق مع الحلفاء الاشتراكيين بهذا البلد الجار، وكذلك العمل الجمعوي والنقابي الذي يقوم به المناضلون الاتحاديون بإيطاليا.
في هذا اللقاء تطرق أيضا الكاتب الأول إلى تطورات القضية الفلسطينية وقرار الضم الذي أقدمت عليه إسرائيل للأراضي الفلسطينية والذي تم التخلي عنه حتى الآن، «وكان الاتحاد هو الحزب المغربي الوحيد الذي عبر عن تضامنه وفتح لائحة توقيعات، وانخرط فهيا جميع الاتحاديين للدفاع عن هذه القضية التي يؤمنون بعدالتها. هذه التحركات فرضت على النظام الصهيوني التراجع عن قراره، وهو مكسب مؤقت يفرض على كل الأحرار بالعالم الدفاع عن مبدأ حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته في حدود 1967.
في ما يخص الوضع بليبيا، فان المغرب كان وراء مبادرة اتفاق الصخيرات، يقول الأخ إدريس لشكر و «الذي يعتبر حتى الآن هو مصدر الشرعية التي تعترف بها الأم المتحدة. والوضع اليوم بليبيا لا يمكن حله إلا سياسيا وجلوس كل أطراف الصراع في ليبيا إلى طاولة الحوار. ونحن مسرورون أن الدولة عبر وزير الخارجية ساندت هذا الطرح بالوصول إلى حل سياسي تساهم فيه كل الأطراف، ونحن معنيون بالأمر في ليبيا التي توجد بها دول أجنبية على أهبة المواجهة.»
وفي ما يتعلق بتدبير جائحة كورونا قال الكاتب الأول» إن المغرب كان نموذجيا في تدبير هذه الأزمة من خلال سياسة الاحتراز التي نهجها بشكل مبكر، والتي كانت فعالة، خاصة أننا كنا في أوضاع الخوف جراء الوضعية في دول كبرى مثل فرنسا، إيطاليا وإسبانيا التي كانت فيها نسبة الموت مرتفعة والتي مست حتى بعض أبناء الجالية المقيمين بهذه البلدان». وقدم باسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، العزاء في الذين وفاتهم المنية في هذه الظروف التي كانت فيها الحدود مغلقة وظروف الدفن كانت جد خاصة بغياب أفراد العائلة وكل المقربين.
«هذا التدبير للجائحة في المغرب، مكن من الصمود، خاصة أن بنيتنا الصحية لا يمكنها أن تتحمل ما شهدته بلدان الإقامة بأوروبا، واليوم الوضع معقد على المستوى الاقتصادي، ويصعب الاستمرار في الصمود في ظل هذه الأوضاع».
وأضاف أن «البلد سوف يواجه تحديات لمعالجة آثار وباء كورونا في السنوات المقبلة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وفي هذا الإطار كان اقتراح الحزب فرض ضريبة على الثروة من أجل تقوية التضامن الاجتماعي».
والأرضية الحزبية التي طرحناها، يقول الكاتب الأول، كان حزبنا هو الوحيد الذي عالج هذه القضايا المرتبطة بتداعيات وباء كورونا، وكيف سوف نتعايش معها،» وفي ظل أوضاع الحجر الصحي كنت أستغرب أن بعض الإخوان يطالبون بعقد المجلس الوطني في ظل الأوضاع الراهنة والتي تتميز باستمرار الوباء وبضرورة التعايش معه.»
«ورغم هذه الظروف الاستثنائية، قمت بعقد اجتماعات مع مختلف الأقاليم من أجل معرفة المشاكل وتدبير الأوضاع في ظل هذه الجائحة في أقاليم متعددة، وتقنيات التواصل عن بعد والتي أتاحت لنا الاجتماع اليوم في ما بيننا، هي التي مكنت بعقد لقاءات مع عدة أقاليم بالبلاد لتتبع الأوضاع في الأقاليم. ويجب ان نستغل هذه التقنيات من أجل أن نوصل مواقف ووثائق الحزب إلى كل المناضلين. وعن طريق إعلامنا الحزبي، هذا الإعلام الذي لعب دورا متميزا في ظل هذه الجائحة واحتلت مواقعه مراتب مهمة سواء الاتحاد الاشتراكي، ليبيراسيون وأنوار بريس، موقعا جيدا.
تعليقات الزوار ( 0 )