ادريس لشكر: الوضوح والصراحة في خِطابَيْ العرش و20 غشت، قاعدة لمخطط استعجالي وبرنامج وقائي يستدعي من الجميع التعبئة والتحسيس

ذكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر بأن الوضوح والصراحة اللذين كانا في خطاب العرش حول الوضعية الحالية، والتتمة التي جاءت في خطاب 20 غشت، يعتبران مخططا استعجاليا وبرنامجا وقائيا يستدعي من الجميع التعبئة والتحسيس بخطورة الوباء، مؤكدا في كلمة افتتاحية للقاءات الحزبية بجهة الشرق والتي انطلقت من جرسيف، يوم الجمعة 20 غشت الجاري، على العمل داخل حزبنا على توعية المواطنين وتقوية الاحتياطات أكثر.
وذكر في اللقاء الذي تم عن طريق تقنية التواصل عن بعد بحضور عضوي المكتب السياسي عبد الحميد جماهري وحميد الفاتحي، إلى جانب أعضاء المجلس الوطني وأعضاء الكتابة الإقليمية لجرسيف وباقي التمثيليات الحزبية بالإقليم، بأن الاتحاد الاشتراكي كان سباقا في المشهد الحزبي إلى الوعي بخطورة هذا الوباء، وعندما كان الغير يتحدث عما يجب عمله بعد كورونا «كنا نلح ونقول فلنفلح أولا في مواجهة هذا الوباء، وقلنا بأن القساوة التي نواجهها لربما ستطرح علينا اختيارات سياسية واقتصادية واجتماعية قوية وصعبة، وقتها هناك من كان يزايد علينا، ولم يطمئنا في البداية إلا الإجراءات القوية والاحترازية التي أعلن عنها قائد البلاد جلالة الملك محمد السادس» يقول لشكر.
وأكد الكاتب الأول أن الشعب المغربي عليه «أن يعي بأن الأيام القادمة ستكون أياما قاسية وصعبة، وأن علينا جميعا أن نتعبأ من أجل أن نجتازها بأقل ما يمكن من كلفة»، مشيرا في هذا الصدد إلى ارتفاع عدد الإصابات يوميا والذي ينعكس بشكل تلقائي على عدد الوفيات «لذلك لا يمكن أن نتوقع إلا الأسوأ في ما هو آت من الأيام، ولمواجهة الأسوأ لابد أن نتعبأ جميعا وأن نعمل من أجل أن نحمي أنفسنا وفي حماية أنفسنا حماية لمحيطنا وحماية لوطننا»، يقول المتحدث، مضيفا «وقد رأيتم الإشارة القوية التي جاءت في خطاب جلالة الملك في العلاقة مع هذا الوباء بين المواطنة والتخوين»…
وتطرق في كلمته إلى الاتفاقية التي تمت بين المغرب والصين في ما يخص التجارب السريرية للقاح «كوفيد 19»، مسجلا إيجابية هذه المبادرة لكون «الصين هي الأولى التي كانت في مواجهة هذا الوباء وهي الأكثر معرفة بأصله، ولكونها حريصة بكل هدوء واتزان على البحث عن اللقاح»، مضيفا بأن جائحة كورونا أكدت حجم الطاقات التي تتوفر عليها بلادنا «وبالتالي فنقطة الضوء هذه في ما يتعلق بالمستقبل ومواجهة الداء باللقاح، تجعلنا نطمئن مرة أخرى بأن الدولة قامت، كما ورد في الخطاب الملكي، بكل الإجراءات المطلوبة لمقاومة هذا الداء ومواجهته».
وفي ما يتعلق بالمسألة الحزبية والتنظيمية، تطرق الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إلى اللقاء الذي جمع أعضاء من المكتب السياسي للحزب مع وزارة الداخلية في إطار المشاورات حول الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مبرزا بأنهم كباقي الأحزاب ناقشوا المذكرة التي تقدم بها الحزب وتم إبلاغهم بالنقاط الخلافية والنقاط التي حصل فيها، تقريبا، توافق بين أغلب الأحزاب، وأخبر الحضور بالجلسة المرتقبة خلال هذا الأسبوع التي ستجمع وزارة الداخلية والأحزاب لطرح خلاصات المناقشة التي كانت ثنائية مع كل حزب.
وإلى جانب ذلك، تطرق إلى موقف الحزب من القانون التعديلي للمالية والمذكرة التوجيهية حول القانون المالي لسنة 2021، مبرزا بأن هذا الأخير لن يكون قانونا سهلا ويسيرا بل سيكون صعبا «لذلك نحن مطالبون جميعا بأن نفكر في الأمر وأن نتداول داخل مؤسستنا الحزبية، فروعا وأقاليم وجهات، لكي نبقى تلك القوة الاقتراحية المتميزة في المشهد الحزبي التي لا تدخل في مزايدات سياسوية، ولا نستهدف من اقتراحاتنا لا طموحا ذاتيا همنا اليوم، كما كان هم الذين تتلمذنا على يدهم ومن علمونا، هو الوطن وإنقاذ الوطن».
هذا، وافتتح إدريس لشكر كلمته بالحديث عن ثورة الملك والشعب في ذكراها 67، مشيرا إلى أن المناسبة تأخذ أبعادا أخرى مطروح علينا فيها تحديات كبرى «أحيينا هذه الذكرى لكن أحييناها بالحنين فقط لـ20 غشت 1953 والتلاحم الكبير الذي عرفته هذه الأمة، والذي أوصلها إلى طرد المستعمر وعودة الملك الشرعي إلى عرشه واستقلال المغرب»، مؤكدا بأن «هذه الأمور تحققت بفضل الوحدة التي كانت دائما بين القيادة والشعب المغربي…»، وأضاف في هذا الصدد بأن ثورة الملك والشعب استمرت مع المغفور له الحسن الثاني من خلال المسيرة الخضراء في 6 نونبر 1975، التي «ساعدت المغرب، في الوقت الذي عرفت فيه بعض الأمم تشتتا وانقسامات وبلقنة، وأوصلته إلى الوحدة التي لاشك أنها مسيرة طويلة، ولايزال العمل مطلوبا من أجل أن نحرر باقي الثغور». كما استمرت هذه الثورة منذ سنة 1999 مع الملك محمد السادس، الذي انطلقت معه مسيرة الإنصاف والمصالحة والديموقراطية وبناء الدولة الحديثة والمفهوم الجديد للسلطة وإنصاف المجالات «ونحن في جهة لعبت فيها مسيرة الإنصاف والمصالحة أدوارا أساسية»…
ومن جهته، أكد عضو المكتب السياسي حميد الفاتحي على الانخراط، المسؤول والوطني، للاتحاديات والاتحاديين، في مواجهة الجائحة وتعبئة المواطنين وخلق دينامية ووعي بخطورة هذا الوباء «لأن الصعوبات التي ستأتي هي صعوبات حقيقية يجب من الآن أن يكون المواطنون على بينة منها»، مشيرا إلى أنه «لا يجب أن تمنعنا المرحلة الصعبة التي نعيشها بفعل جائحة كورونا من القيام بمهامنا على أحسن وجه لمواصلة بناء حزبنا والاستعداد للاستحقاقات القادمة».
وتحدث عن مجلس المستشارين، مبرزا بأنه على الرغم من كون الخطاب السياسي داخل هذا المجلس «لا يرقى إلى طموحات المواطنين»، فقد قدموا 12 مقترح قانون لحد الساعة، (تأميم شركة سامير، المحروقات، الضريبة على الثروة ومجموعة من المقترحات التي تهم المغاربة)، مضيفا بأن هذه المؤسسة مهمة جدا ولديها دورها «لذلك يجب أن نحافظ على موقعنا داخلها، ولا يمكن أن نحافظ على موقعنا إذا لم نستعد من اليوم للاستحقاقات القادمة».
ونوه عضو المكتب السياسي بالعمل الذي يقوم به مناضلات ومناضلو الحزب في جرسيف بكل مسؤولية وجدية، على خلاف بعض أقاليم جهة الشرق «التي تتطلب منا بعض العمل والتعاون معا لنذهب للتحضير للاستحقاقات القادمة التي ستكون حاسمة».
أما المنسق الجهوي للحزب بجهة الشرق سعيد بعزيز، فأكد بدوره على اتباع آليات للتوعية بخطورة الوباء «على اعتبار أننا اليوم كلنا مسؤولون، وأن حزبنا نبه في البداية إلى خطورة الوضع وأعطى تصوره الواضح حول الجائحة»، مبرزا بأن خطاب ثورة الملك والشعب أعطى تصور الاشتغال «وبالتالي يجب علينا كحزب سياسي وطني غيور على بلاده، أن نكون في مستوى المسؤولية وفي مستوى إبداع أشكال التعبئة والتحسيس…».
وفي ما يتعلق بالمنظومة الانتخابية، ذكر سعيد بعزيز بأنهم في إقليم جرسيف سيعملون بشكل متواز «الانخراط في التوجيهات الملكية باعتبارنا قوة وطنية وفي نفس الوقت الاستعداد للاستحقاقات المقبلة»، وقدم معطيات رقمية للانطلاق منها على مستوى الإقليم تحضيرا لهذه الاستحقاقات، وأشار إلى أنهم مطالبون اليوم بالتداول في الإشكالات المتواجدة، والتي كانت محط نقاش مع مكاتب الفروع، وهي الاشتغال وتدارك ما فات في مجموعة من الجماعات، الاشتغال أولا على التغطية وثانيا على تجاوز الصعوبات والرقي بالترشيحات».
وفي كلمة باسم الكتابة الإقليمية لجرسيف، أشار الكاتب الإقليمي عبد الله رضوان إلى الدينامية الجديدة التي تسعى الكتابة الإقليمية لجرسيف إعطاءها للعمل الحزبي داخل جهة الشرق، والصيرورة التي يشتغلون بها من خلال مجموعة من الأهداف والبرامج المسطرة، كما ذكر باللقاءات التي عقدتها الكتابة الإقليمية لجرسيف مع مكاتب الفروع والشبيبة الاتحادية ليكون الإقليم جاهزا للاستحقاقات القادمة.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

بحضور الكاتب الأول الاستاذ ادريس لشكر : الجامعة السنوية للتقدم والاشتراكية تناقش «السياسة أولا.. لإنجاح المشروع الديموقراطي التنموي»

ندوة للحزب بالمحمدية على ضوء التطورات الدولية والاقليمية الأخيرة

الكاتب الأول الاستاذ ادريس لشكر في برنامج « نقطة إلى السطر» على القناة الاولى

في  الجلسة الافتتاحية المؤتمر الوطني الثاني عشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي