شهدت إسبانيا صرخة قوية لمغاربة العالم بهذا البلد، داعمة لمغربية الصحراء، ولعبت الأطر والفعاليات الاتحادية دورا كبيرا في مواجهة أطروحة الانفصال وهزمها، وكشف المغالطات التي تروجها «البوليساريو»، صنيعة المخابرات الجزائرية، تمثلت في تنظيم عدد من الوقفات والمسيرات المساندة لمغربية الصحراء وتأطيرها، والتصدي لكل المحاولات اليائسة للمرتزقة، لذلك التقى مكتب الجريدة بالرباط، عائشة الكرجي، الكاتبة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإسبانيا، ورئيسة التحالف الدولي بلا حدود للحقوق والحريات، ومنسقة الحزب بإسبانيا مع الحزب الاشتراكي الإسباني، من أجل تسليط الضوء على هذا الإطار المدني الذي يقوده مناضلون اتحاديون وما قام به من أنشطة لفائدة الجالية المغربية والقضية الوطنية كقضية ذات أولوية مقدسة، يتم الاشتغال عليها في الميدان والساحة الدولية والمنتظمات الدولية بالعمل وبالفعل وليس بتأسيس هياكل وتنظيمات صورية ميتة منذ إنشائها.
– هل يمكن أن تعطينا فكرة عن هذا الإطار المدني «التحالف الدولي بلا حدود للحقوق والحريات».
– التحالف الدولي بلا حدود للحقوق والحريات، أطار مدني حقوقي، تأسس بإسبانيا ومقره المركزي في تاراغوتا، جاء تأسيسه بمبادرة من فعاليات حقوقية وأكاديمية ومحامين، التحالف يجمع بين الأطراف المنخرطة فيه التي لها قناعات الدفاع عن حقوق الإنسان، وعن القضايا الوطنية المغربية بإسبانيا بشكل جماعي، وفي مقدمة هذه القضايا، القضية الوطنية ذات الأولوية لدى المغاربة قاطبة والتصدي لكل المغالطات والمحاولات اليائسة لتحريف الحقيقة وتكريس الانفصال والضرب في الوحدة الترابية من قبل المرتزقة والمسخرين من قبل جهات أصبحت مكشوفة لدى الخاص والعام لتنفيذ مخططاتها الإجرامية ضدا عن مغربية الصحراء.
– ماهي أهم الأنشطة التي قام بها التحالف الدولي في هذا الإطار.
– سوف أقتصر على أهم الأنشطة الكبرى التي قام بها التحالف الدولي، والتي كان لها وقع إيجابي وأثر ملموس في الميدان، فتزامنا مع تفشي وباء كورونا المستجد كان التحالف سباقا للقيام بحملات تحسيسية وتوعوية، حيث كانت هذه الحملات تطوعية تم التنسيق فيها مع أكثر من 90 امرأة من أجل خياطة الكمامات، وبفضل تظافر الجهود استطعنا أن نوزع أكثر من 200 كمامة في اليوم في الشوارع والأسواق الكبرى، فضلا عن تقديم المساعدات الاجتماعية لفائدة السياح المغاربة العالقين بتراغوتا وبعض العائلات بإسبانيا حين تم غلق الحدود بين المغرب وإسبانيا بسبب الجائحة، اذ وصل العدد إلى 1000 عائلة، وهي مساعدات للعائلات في وضعية اجتماعية صعبة وذات احتياجات اجتماعية كالماء والكهرباء وذلك بالتنسيق مع المصالح البلدية بتاراغوتا .
– وماذا عن الظروف الصعبة لنقل الموتى ودفنهم التي عانى منها المغاربة والمسلمين في ظل تفشي الجائحة في إسبانيا وكثرة الوفيات؟
– استطعنا، بفضل اتصالاتنا وعلاقاتنا المتينة مع المسؤولين الإسبان، أن نعلن عن أول مقبرة إسلامية بتاراغوتا لدفن المغاربة وجميع المسلمين في ظل الظروف الصعبة التي عانت فيها عائلات المغاربة وجميع المسلمين الذين توفي لهم أحد الأقارب، وبرزت في وجههم صعوبات نقل الجثامين إلى البلد الأصلي، فبفضل التنسيق المثمر بين التحالف الدولي وبلدية تاراغوتا وعمدة المدينة تمكنا من الحصول على بقعة أرضية داخل مقبرة تاراغوتا وتم دفن المغاربة على الطريقة الإسلامية وما تنص عليه الشريعة الإسلامية، وللإشارة فقد كانت وسائل الإعلام تخصص لكل حملات وأنشطة التحالف الدولي حيزا هاما لهذه المبادرات نظرا لأهميتها الاجتماعية في هذه الظروف الاستثنائية.
– لاشك أن التحالف بعد فترة الحجر الصحي قد ضاعف من مجهوداته من أجل القيام بأنشطة إضافية أخرى بفضل أطره والفعاليات الساهرة عليه…
– نعم، بعد فترة الحجر الصحي بإسبانيا أتيح للتحالف الدولي هامش ضئيل من أجل مضاعفة الجهود والتحرك في الميدان، وعلى سبيل المثال، كنا وجها لوجه مع ظاهرة الأطفال المتخلى عنهم، ومعلوم أن هؤلاء الأطفال ليسوا معرضين لمخاطر تفشي الوباء فقط بل إلى الانحراف وتعاطي المخدرات وليكونوا ضحايا شبكات الاتجار في البشر والاعتداءات الجنسية، لذا قررنا الاشتغال على هذا الملف الخطير وذي الأهمية، أولا احتضنا هؤلاء اليافعين الموجودين في تاراغوتا بعدة مناطق وتم التعاون مع الجهات المسؤولة في كاطالونيا من أجل العمل على تسوية وضعيتهم الصحية والاجتماعية والقانونية، فكانت لنا عدة لقاءات كتحالف مع وزيرة الهجرة الإسبانية حول هذا الموضوع وقدمت لنا وعود للنظر في وضعية هؤلاء الأطفال واليافعين، خاصة الذين لا يوجدون في مراكز الإيواء، والعمل على حل كل مشاكلهم خاصة في ما يتعلق بمراكز الإيواء وعقدة العمل، وللإشارة فإن التحالف يشتغل على برنامج مع الوزارة في ما يتعلق بالمرأة والطفل الشيء الذي سهل علينا المفاوضات في هذا الملف الاجتماعي المتعلق بالأطفال المتخلى عنهم.
-وماذا عن الوقفات الداعمة للقضية الوطنية التي أطرها التحالف الدولي بإسبانيا من أجل كشف الحقيقة وهزم أطروحة «البوليساريو»؟
– أولا، يجب الإشارة إلى أن التحالف الدولي منذ 2017 وهو يقوم بعدد من الحملات التحسيسية لفائدة الجالية المغربية والمجتمع الإسباني حول القضية الوطنية، وذلك عبر ملصقات إشهارية تؤكد مغربية الصحراء والمسار التاريخي لهذه القضية، وتوزيع هذه الملصقات والمطويات أمام المساجد والساحات العمومية والأسواق… أما في ما يتعلق بوقفة برشلونة الأخيرة التي نظمها التحالف الدولي لمواجهة طغمة المرتزقة الموالية «للبوليساريو»، فهي جاءت في ظرف وجيز تمكنا خلاله من الحصول على الترخيص القانوني للقيام بالوقفة، وعملنا على أن تكون في المكان الذي كانت تنوي فيه مجموعة من المرتزقة تنظيم وقفة مساندة» للبوليساريو» من أجل هزمها وتعرية نواياها الانفصالية ومغالطاتها المهترئة. وكانت الوقفة تحت شعار « نداء للوطن ومتقيش رايتي»، كما شكلت صرخة لمغاربة إسبانيا والجالية المغربية ككل، حيث كانت وقفة قوية من حيث المشاركة ونوعية الحضور من مجتمع مدني ومحامين وحقوقيين وسياسيين، واعتبرت السلطات الإسبانية وقفتنا، وقفة حضارية وسلمية ووجهت لنا الشكر والتحية على ذلك، وبالفعل كانت الوقفة رسالة دالة وعميقة في كل الاتجاهات من خلال ملصق رقمي يصل طوله إلى 8 أمتار،»الصحراء مغربية وستبقى مغربية أحب من أحب وكره من كره» باللغتين العربية والإسبانية، وتابعت الصحافة الوطنية والإسبانية والدولية أطوار هذه الوقفة، ولاشك أن صيتها وإشعاعها قد وصل إليكم هنا بالمغرب، كما أصدرنا بيانا بنفس المناسبة للتحالف تناقلت القنوات التلفزية الإسبانية مضامينه، المتمثلة في التأكيد على مغربية الصحراء والرفض القاطع للفعل الإجرامي للمرتزقة المتعلق بالعلم المغربي بقنصلية فالنسيا، والاستعداد الدائم للمغاربة أينما كانوا للدفاع عن الوحدة الترابية والقضية الوطنية بالغالي والنفيس.
إلى جانب هذا كانت المسيرة الداعمة للقضية الوطنية بتاراغوتا حاشدة، انطلقت من أمام مقر التحالف الدولي في اتجاه ساحة مقر الحكومة المحلية، ردد المشاركون خلالها شعارات وأغان وطنية تتعلق بمغربية الصحراء، كما كانت هناك سيارة تحمل شاشة كبيرة نشرح فيها تاريخ القضية الوطنية ومسارها ونفضح خروقات ومغالطات أصحاب أطروحة الانفصال المقيتة، ثم كيف استطاع المغرب، بفضل القرار السامي لجلالة الملك، تطهير معبر الكركرات من ميليشيات «البوليساريو» دون إراقة ولو قطرة دم واحدة بشكل سلمي، بعدما أخبر منظمة الأمم المتحدة وبعثة المينورسو، وذلك من أجل تخليص المعبر وضمان انسياب حركة المرور والمبادلات التجارية بين المغرب وعمقه الإفريقي.
وقد شارك في هذه المسيرة أكثر من 40 جمعية مغربية متواجدة في برشلونة وتاراغوتا وليبيريدا … ووصل عدد المشاركين إلى 1200، واعتبرها البعض أكبر مسيرة تقام من أجل القضية الوطنية على أرض إسبانيا، كما تميزت أيضا بمشاركة برلمانيين ومستشارين إسبانيين داعمين للقضية الوطنية وممثلين عن الحزب الاشتراكي الإسباني، وفور انتهاء المسيرة اتصل بنا عمدة المدينة وعبر عن تأسفه لهذا الفعل الذي استفز المغاربة ودعانا للتعاون والعمل سويا لما فيه صالح المواطنين المغاربة والإسبان.
كما شاركنا في وقفة ناجحة بمدينة فالنسيا الإسبانية التي شارك فيها أكثر من 450 مغربيا ومغربية عبروا عن تشبثهم بالقضية الوطنية المقدسة والاستعداد للدفاع عن الوطن المنغرس في قلوبهم.
-ستقومين كرئيسة للتحالف الدولي بزيارة إلى معبر الكركرات، تحدثي لنا عن معنى هذه الزيارة ودلالاتها.
– تأتي الزيارة لمعبر الكركارات كتتويج لكل هذه الوقفات التي نظمها وأطرها التحالف الدولي بإسبانيا، فهي زيارة معبرة عن ارتباطنا القوي بالصحراء المغربية، والتشبث بكل شبر من أرضها وحبة رمل فيها، ولنوجه رسائل دالة وعميقة على أن مغاربة إسبانيا ومغاربة العالم كلهم مع مغربية الصحراء، وكلهم مع القرار السامي الرشيد الذي أمر بتطهير معبر الكركرات من ميليشيات البوليساريو التي أعاقت السير العادي لحركة المرور في هذا المعبر لمدة أزيد من شهر. فالزيارة لمعبر الكركرات مرتبطة بالفعل الإجرامي الذي أقدم عليه مرتزقة «البوليساريو» لنقول للجميع إننا متشبثون بالصحراء وشعارنا الخالد الله الوطن الملك.
10 ديسمبر 2020
تعليقات الزوار ( 0 )