لضمان نزاهة الانتخابات وشفافيتها وعدم استغلال النفوذ، يجب وقف كل التدشينات الملغومة التي تقام بالأقاليم والتي تضرب الديمقراطية في الأصل
هناك جهد متواصل وتعبئة مضاعفة قمنا بهما خلال هذه الخمس سنوات من أجل الحفاظ على الذات، وحاليا حان الوقت لتخرج هذه الذات لخدمة الشعب المغربي
تكاثف الشعب المغربي وراء جلالة الملك قدم المغرب كنموذج في صيانة الوحدة الترابية وتدبير أزمة كوفيد 19
قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إن « الحزب بذل مجهودات كبيرة، إلى جانب كل الأحزاب المغربية، من أجل التوافق على إصلاح المنظومة الانتخابية، هذا الإصلاح، وبكل مسؤولية، إذا كان لا يستجيب بالكامل لتطلعات وانتظارت كل حزب سياسي على حدة، فإنه حقق مكاسب كبرى، سواء في محاربة العزوف، بجعل يوم الاقتراع يوما واحدا لجميع الاستحقاقات، أو برفع التمثيلية النسائية بإشراك المرأة وجعلها على الأقل في مناصب المسؤولية بنسبة الثلث، وهو شيء لم يكن ليتحقق في كل المؤسسات المنتخبة…»، وأضاف لشكر، الذي كان يتحدث في ختام الملتقى الجهوي بتطوان، مساء يوم السبت 3أبريل الجاري، أمام أعضاء الكتابة الإقليمية بكل من طنجة تطوان الحسيمة، العرائش، شفشاون، وزان والمضيق -الفنيدق، أن حزب الاتحاد الاشتراكي اعتبر ذلك مكسبا هاما، وإن كان هناك خلاف على نقطة أو نقطتين إلا أن ذلك جعلنا ملزمين بما توافقنا عليه، لأنه لا يمكن الوصول إلى إتفاق بين أطراف متعددة إلا إذا قدم كل طرف تنازلا جزئيا من أجل الوصول إلى التوافق»، لكنه مع الأسف، يقول لشكر «، بعد إعلان التوافق الذي أشرف عليه رئيس الحكومة وفوض بشأنه المداولات والمناقشات إلى السيد وزير الداخلية مع كل الأحزاب، وبعد اتفاق كل الأحزاب خرج الحزب القائد للحكومة لينفض اتفاقه أو الغبار عن موقفه، بأنه متحفظ ومعارض بمنطق حسابي بسيط لا يتجاوز ولا يستحضر المسؤولية الوطنية والغيرة على المغرب من أجل تطوير العملية الانتخابية».
وأشار إدريس لشكر في هذا اللقاء، الذي حضره عضوا المكتب السياسي للحزب مصطفى عجاب، مهدي مزواري ، مشيش القرقري، الكاتب الجهوي محمد المموحي، والنائب البرلماني عن دائرة تطوان محمد الملاحي، والكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية عبد الله الصباري، وفاطمة الزهراء الشيخي نائبة الكاتبة الوطنية للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، أشار إلى أنه هناك جانب العزوف والتمثيلية الذي اقترح الحزب بشأنه سياقات لمحاربته، وجانب آخر يتعلق بالعدالة والإنصاف الذي اقترحنا من أجلها آليات لكي تعود الأمور إلى نصابها، حيث لا يمكن لمليون ونصف صوت أن يفرض على المغاربة، الذين يشكلون 35 مليونا، قرارات بمزاجية معينة، المغرب مغرب قوي بالتعددية المتوازنة وقوي باختلافاته وتوافقاته، هؤلاء أرادوا أن يفرضوا الرأي الواحد عليهم، لذلك لاحظتم كيف كان النقاش داخل البرلمان وكيف كانت مواقفهم، وكانت محطة أبانوا فيها عن سلوكاتهم غير الديمقراطية والاحتكام لمنطق الإنزال في مجلس النواب ضدا عن كل الإجراءات الاحترازية، وهذا طبعهم وطباعهم وعمقهم، واليوم هذه القوانين معروضة على المحكمة الدستورية، وبالأمس رأينا واطلعنا على رأيها حيث اعتبرت أن قانون الأحزاب لايخالف الدستور، وننتظر في الأيام القادمة ما ستقوله هذه المؤسسة في ما عرض عليها من قوانين أخرى.
وفي سياق حديثه عن الانتخابات أوضح ذات المتحدث أن هناك جلسات متعددة جمعته مع العديد من المسؤولين في عدة أقاليم بالمملكة وخرج بخلاصة هامة مفادها أن حزب الاتحاد الاشتراكي يطالب بضرورة السهر على ضمان نزاهة الانتخابات وشفافيتها وعدم استغلال النفوذ، رغم أن الحزب لديه وزير في الحكومة، وذلك عن طريق وقف كل التدشينات الملغومة التي تقام بالأقاليم والتي تضرب الديمقراطية في الأصل، فرئيس الحكومة وكل الوزراء يجب عليهم وقف هذه التدشينات والأنشطة الحكومية ونحن على هذه المسافة، مشددا على أن ذلك لا يقتصر على أعضاء الحكومة المنتمين لحزب رئيس الحكومة، وإنما للجهاز الحكومي بمختلف تلاوينه، وأن تكون القاعدة عامة على كافة أعضائه، وهو تقليد تنهجه كل الديمقراطيات الغربية، وخاصة تلك الأنشطة التي تستتبعها هالة وتغطية إعلامية الكبرى بالمواقع المؤدى عليها وفي الإعلام العمومي، وهذا لا يخدم الديمقراطية.
واستطرد لشكر بالقول « نحن بلد نرفل في الأمن والاستقرار، غير أن هذا البلد يتطلب منا مجهودا، فإذا كنا نسجل أننا في الاتحاد الاشتراكي أسهمنا في مراحل معينة في تحرير هذا الوطن ووحدته ودمقرطته، فإننا أحسسنا بعد الحراك أنه وقعت ردة وتراجع ونكوص، ولأننا ديمقراطيون تعاملنا مع هذا الوضع بكل ديمقراطية، فاليوم نشعر، وبكل مسؤولية، أن المشروع التنموي الذي يريده قائد البلاد لهذا الوطن، والذي عبرنا عنه في الاتحاد الاشتراكي من خلال المذكرة التي رفعناها لجلالة الملك، حول مشروعنا التنموي، الذي جعلنا له شعار «دولة قوية عادلة ومجتمع حداثي متضامن»، وقتها عندما كان الحزب يتحدث قبل كورونا عن الدولة القوية، كان كل أطراف المشهد السياسي المحيط بنا يتحدث عن دولة هشة وضعيفة ومؤسساتها منهارة إلى أن جاء هذا الامتحان وأكد أن المغرب لو لم يكن دولة قوية بمؤسساتها وبشعبها لما استطاع أن يواجه هذه الظروف.»
المسألة الأخرى التي ركز عليها الكاتب الأول للحزب في كلمته الموجهة للكتابات الإقليمية بالجهة تتعلق بالشكايات الكيدية التي برزت وتفشت خلال الأيام الأخيرة معتبرا أن ذلك ترتب عنه متابعات وتحريك الدعاوى العمومية، أو على الأقل استدعاء المعنيين بالأمر، مما ينعكس سلبا على الانتخابات، لاسيما بمناطق الشمال حيث إذا أراد منافس أن يزيح خصمه في الانتخابات فما عليه إلا أن يتقدم بشكاية كيدية ضده حتى يخفيه نهائيا، مضيفا أن هناك عشرات الآلاف من المواطنين بشمال المغرب يعشيون وضعية صعبة، إذ لا حق لهم في البطاقة الوطنية ولاحق لهم في التحرك بكل حرية، ولذلك سيكون مطلبنا لرئيس الحكومة ولهذه الحكومة تجميد كل المتابعات وكل الشكايات الكيدية إلى حين نهاية فترة الانتخابات لكي نطمئن ونثق أن هذه الانتخابات نزيهة وديمقراطية. يؤكد إدريس لشكر .
وعرج الأستاذ لشكر بعد ذلك على سرد بعض السياقات التي تنعقد فيها هذه اللقاءات الحزبية متوقفا عند جائحة كورونا حيث سجل المتحدث ذاته التدبير الجيد والمسؤول للشعب المغربي ولكافة المؤسسات المنتخبة لمواجهة هذه الجائحة، وقال في هذا السياق « لا يسعني إلا أن أتوجه إليكن وإليكم جميعا وأقول نحن على أبواب الشهر الفضيل حذاري من أي تهاون أو ارتخاء، فبلادنا نجحت ليس قياسا على دول الجنوب بل نجحت قياسا على الدول المتقدمة، حيث تقدم نموذجا في التعامل وتدبير الأزمة، إذ أن ما وزع، يقول الكاتب الأول لحزب القوات الشعبية، من لقاحات في إفريقيا لا يشكل حتى 10 في المائة مما وزع بالمغرب، يكفي أن بعلم الجميع أن المغرب من ضمن الدول العشر الأوئل في ما يخص تلقيح مواطنيها،علما أنه البلد الوحيد الذي توزع فيه هذه اللقاحات مجانا، في الوقت أن دولا غنية بترولية حددت لها ثمنا يؤديه مواطنوها، هذا كله مكن الشعب المغربي من الوصول لدرجة من الارتياح وأصبح يشعر بنوع من الارتخاء، غير أنه أمام تهديدات الموجة الثالثة تلاحظون ما يعتمل في أوروبا من إجراءات والآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها هذه الدول».
وأوضح إدريس لشكر أنه «لا يجب أن ننفي التضحيات التي قدمها الشعب المغربي وتحمل آثارها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والتزامه بالحجرالصحي، وبات مطروحا على الجميع إلى نهاية شهر ماي المقبل أن يضاعف من درجة الحيطة وعدم التراخي وأن يتحمل الكل مسؤوليته، فالدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية»، يضيف لشكر « أبناؤها مؤخرا عادوا إلى المدرسة بعد شهور، ودول مثل فرنسا عاد رئيسها مؤخرا ليتحدث عن إغلاق المدارس والجامعات لحدود نهاية شهر ماي، مما يعني أن الشعوب تضررت كثيرا من آثار هذا الوباء، والمغرب سائر في الاتجاه الصحيح في ما يخص محاربة هذا الوباء، خاصة إذا نجحت مشاريع استقبال اللقاحات بنفس الطريقة التي نجحنا فيها في البداية، لا شك أننا سنضمن لشعبنا التحصين والمناعة من هذا المرض.»
قضية الوحدة الترابية الوطنية خصص لها الكاتب الأول للحزب حيزا مهما ضمن كلمته حيث أوضح ،» أن تكاثف الشعب المغربي وراء جلالة الملك مكن المغرب من أن يقدم نموذجا في العالم في صيانة الوحدة الترابية، وخاطب أعضاء الكتابات الإقليمية بالجهة بالقول « ها أنتم ترون دولا بالأمس ترفل في بحبوحة من التقدم كيف انهارت هذه الشعوب والدول، في الشام والعراق واليمن والفتنة الداخلية والتقتيل على الهوية، ورأيتم كيف انهارت مؤسسات في العالم العربي وظل المغرب هو النموذج في المنطقة، نموذجا حتى في الحفاظ على التراب الوطني، فبالأمس من أجل كيلومترات قليلة عاينا ما وقع بين أرمينيا وأدربيجان.»
وأشار لشكر في ذات السياق إلى ‹» أنه رغم كيد الكائدين ورغم مؤامرات جيراننا والتضحيات التي قدمها المغرب بفعل التبصر لم تكن بالحجم الذي كنا نتخوف منه كثيرا، فالجزائر عاكست المغرب في الاتحاد الإفريقي وزورت حتى نتائج مجلس الأمن الإفريقي في كينيا، وشرعت في التحرك على كافة الواجهات كان آخرها ما حدث في الكركرات بمنع المغرب من التواصل مع إفريقيا، بالمقابل بكل هدوء ومسؤولية استطاع المغرب أن يجعل العالم يكتشف تدليس ومؤامرة الجزائر، أن تعترف دولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء مكسب كبير، ويحاول المشككون والمغالطون أن يقولوا إن هذا الوضع لن يستمر مع الانتخابات الأمريكية تأكد على أرض الواقع أن كذب الخصوم هذا لا أساس له».
وعاد الأستاذ لشكر للتنويه بالأشغال التي طبعت هذين اليومين مع الأطر الحزبية من مسؤولين منتخبين وحزبيين وقطاعيين من خلال التداول في القضايا الهامة، تهم الوضع الوطني والدولي والحزبي، وتهم الواقع الحالي والتفكير لاستشراف المستقبل، مشيرا إلى أن الخلاصات التي استنتجها من خلال جلسات العمل التي كانت مع كل التنظيمات الحزبية بهذه الجهة، أن الأمر يتطلب بذل مجهودات إضافية وتجاوز أنانيتنا بكل تجرد لنتجه إلى المستقبل موحدين متصالحين، وكحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مطلوب منه إنجاز التناوب الذي لاشك أن توجيهات جلالة الملك في ما يتعلق بأفقه الاجتماعي كانت واضحة في القوانين والتوجيهات التي أصدرها جلالته بالنسبة للتغطية الصحية والحماية الاجتماعية، فالحماية الاجتماعية تعني أن أبناء المغاربة جميعهم متساوون ويستحقون التعويضات العائلية، وليس فقط أبناء الموظفين أو المؤمنين، وضمان التقاعد هو حق لكل المغاربة»، وزاد لشكر بقوله «لابد لبلادنا أن تنخرط في هذا الأفق الاجتماعي، لكون الاتحاد الاشتراكي كان ومازال من المنادين بهذا الأفق لكون حزبنا ذي المرجعية الاشتراكية وبقيم العدالة الاجتماعية والانصاف و ذي المرجعية الاجتماعية الديمقراطية، يدفعنا لكي نكون حاملين لهذا المشروع، لذلك أدعو الكتابات الإقليمية، ونحن على أبواب هذا الشهر الفضيل، فتح نقاش وحوار وطني شامل في مقراتها حول البرنامج الانتخابي، الذي لايجب أن نصوغه وننتجه بإغلاق أبواب المكاتب كمسؤولين، فأينما تواجدنا يجب الانفتاح على الشباب والنساء، ونحن الحزب الذي جعل من القضية النسائية قضية مركزية»، حان الوقت، يؤكد المسؤول الحزبي «لنسأل المرأة هل تريدين العودة إلى عهد الحريم أم تريدين الإبحار معنا إلى التقدم والمساواة والازدهار، إذا كان الأمر كذلك فإن النساء مدعوات في المغرب قبل الرجال إلى أن ينخرطن مع الاتحاد الاشتراكي، وأن يتعبأن مع الاتحاد الاشتراكي من أجل ربح الرهان ، فنحن متواجدون في المائة متر الأخيرة ، التي تتطلب مزيدا من الجهد والتعبئة ومضاعفة المجهود الذي قمنا به خلال هذه 5 سنوات من أجل الحفاظ على الذات، وحاليا حان الوقت لتخرج هذه الذات لخدمة الشعب المغربي».
هذا وكان الكاتب الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة محمد المموحي قد اعتبر هذا اللقاء لحظة قوية للتحضير للاستحقاقات المقبلة مشيدا بمجهودات الكاتب الأول والمناضلين والمناضلات لاستعادة الاتحاد الاشتراكي توهجه ومكانته للوصول لاستحقاقات 2021 ، حيث استطاع الكاتب الأول تفجير كل طاقاته بحضور كل الكتابات الإقليمية بالجهة .
ولم يفت المموحي التنويه بالتنظيم المحكم للكتابة الاقليمية وللأستاذ الملاحي على ما بذلوه من مجهودات لإنجاح هذا الملتقى الحزبي الكببر، وأن الحزب تعود على صنع محطات سياسية كبيرة طيلة مسيرته التاريخية، وهاته اللقاءات تدخل ضمن هذا السياق. يقول المموحي .
للإشارة فإن هذا اللقاء عرف عقد لقاءات جمعت الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر الذي كان برفقة بعض أعضاء المكتب السياسي ( مصطفى عجاب .مهدي مزواري .مشيش القرقري ) مع أعضاء الكتابات الإقليمية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، لتدارس التدابير المتخذة على مستوى كل إقليم في ما يخص الاستحقاقات المقبلة قصد ضمان حضور قوي للحزب ومناضليه في المؤسسات المنتخبة .
هذا وقام طارق الشعرة ، عضو الكتابة الإقليمية بتطوان وأحد الإعلاميين البارزين بإهداء كتابه»ثورة الملك محمد السادس بتطوان …20سنة من التنمية « للكاتب الأول للحزب إدريس لشكر.
تعليقات الزوار ( 0 )