قال الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، إن « حضور المكتب السياسي للحزب بمعية القيادة السياسية الحزبية على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة، واختيار مدينة الفنيدق لعقد اجتماعها يحمل في طياته أكثر من دلالة وعلى مستويات متعددة، وذلك من خلال السياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها بلادنا. وأضاف لشكر، الذي كان يتحدث في مستهل الاجتماع، الذي ضم المكتب السياسي والمسؤولين الحزبيين بالجهة المذكورة، صباح يوم السبت 19يونيو الجاري بأحد فنادق مدينة الفنيدق، أن حضور قيادة الحزب بهذه المنطقة مناسبة لتحية صمود المواطنين المرابطين في عدد من الأقاليم، والذين يواجهون، بكل صبر، صعوبات اجتماعية كبرى بعد قرار الدولة المغرببة وقف عمليات التهريب، والذي كان في غياب تصور اقتصادي واجتماعي متكامل، يشكل مصدر عيش العديد من الأسر، وفي هذا الصدد أوضح المسؤول الحزبي أن المنتدى الجهوي للشمال، الذي سوف ينعقد بمدينة طنجة، مساء يوم السبت 19 يونيو الجاري، سوف يقدم الجواب التنموي اللازم للخروج من النفق والتمكين الاقتصادي والاجتماعي لتلك المناطق المتضررة، مؤكدا في نفس الآن أن من مسؤولية الحزب، وهو يطور التصور والنقاش حول النموذج التنموي الجديد، أن يقر بأنه ولضمان تنزيل جيد له، يجب أن لا يتم الخطأ على مستوى ترتيب الأولويات التنموية من جديد .
وبخصوص السياق السياسي، الذي ينعقد فيه هذا الاجتماع، الذي حضره الكاتب الجهوي للحزب محمد المموحي والكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية عبد الله الصباري، والنائب البرلماني عن دائرة تطوان محمد الملاحي، أوضح الكاتب الأول للحزب أن الذاكرة الحزبية تزخر بمساهمة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجانب الملك محمد الخامس لتأكيد وحدة المغرب الوطنية والجغرافية وتوحيد الشمال والجنوب، مستحضرا في هذا السياق طريق الوحدة التي قادها الشهيد المهدي بن بركة، التي هدفت قبل تأهيل الوطن إلى توحيده أولا، وقدمت درسا كبيرا مفاده أن المغرب ووحدته ستبنى من طرف أبنائه وشبابه، على الخصوص، وهو في العمق ورش ممتد إلى حدود اليوم بتغيير الأزمنة والسياقات .
واعتبر ذات المتحدث أن الحزب قاد، إلى جانب جلالة الملك، مسار المصالحة التنموية لأقاليم الشمال في العهد الجديد، حينما تحمل الحزب، وبكل صدق ووطنية خالصة، في فترة التناوب، وما أنجزه في تلك الفترة وبعدها كان أساسا متينا لما تعيشه الجهة من تحولات كبرى استطاعت أن تغير المغرب سواء على المستوى التنموي أو على مستوى انفتاحه على العالم، الشيء الذي يدفعنا، يؤكد لشكر، إلى استحضار الربط المنطقي بين التنمية الاقتصادية والمجالية والاجتماعية من جهة، وبين التأهيل السياسي من جهة أخرى، مشددا على أن أقاليم الشمال في حاجة إلى قيادات ونخب سياسية مؤهلة لمواكبة الزمن التنموي، الذي تقوده الدولة وفاعلوها، وحتى لا تتناقص ويضعف الأداء والطموح بهذه المنطقة، وهذا الاجتماع يندرج في سياق دعم ومساندة ساكنة هذه المنطقة والعمل معها، سواء في التوجه إلى المشروع التنموي الجديد أو مقاومة آثار الجائحة، وكذا التوجه معها إلى المستقبل .
ونظرا للرمزية السياسية لهذا الاجتماع، الذي عقده المكتب السياسي بمدينة الفنيدق المتواجدة على مشارف مدينة سبتة المحتلة، سجل الكاتب الأول، باعتزاز، مواقف القيادة الحزبية من الأزمة التي تعرفها العلاقات المغربية الإسبانية، قبل أن يؤكد أن الوقت قد حان لمطالبة الدولة الإسبانية بوضع حد للسياسة العدائية تجاه المغرب، والتي هي في نهاية المطاف من مخلفات الفترة الاستعمارية التي ورتثها إسبانيا، والتي تغذيها وسائل إعلام وأحزاب وهيئات يمينية متوهمة أن مخطط إضعاف المغرب هو من صميم مصلحة إسبانيا.
واعتبر لشكر أن هاته النظرة تعتبر ماضوية ومتخلفة وغير واقعية ولا يمكن لحزب الاتحاد الاشتراكي أن يقبل استمرارها مهما كان الثمن، زد على ذلك، يقول الكاتب الأول، أن الشعب المغربي يعتبر ما قامت به إسبانيا عمل عدائي يتنافى مع قواعد الشراكة المغربية الإسبانية وحسن الجوار بين البلدين، خصوصا بعد إقدام الحكومة الإسبانية على تغيير موضوع التوتر عن سببه الحقيقي واستعمال قضية الهجرة السرية كذريعة لشحن الرأي العام الإسباني ومؤسسات الاتحاد الأوروبي ضد بلادنا .
وشدد إدريس لشكر على أن أي توجه نحو التصعيد وتوريط جزء من البرلمان الأوروبي في موقف استعماري، الذي يعتبر أن أوروبا تمتد إلى إفريقيا، يتطلب استحضار العقل والمنطق عوض التصعيد من حدة التوتر، لأن بحيرة المتوسط عاشت من قبل وعلى مر التاريخ حروبا وصراعات، والمغرب وشركاؤه في الشمال عازم على أن تستمر هذه البحيرة منبعا للسلم والأمان، وسيظل المغرب منفتحا على شركائه مما قد يمكنه من استعادة سيادته الكاملة، وبذلك نضمن، يضيف لشكر، أننا كنا شركاء حقيقيين لبعضنا البعض.
هذا ودعا الكاتب الأول الدولة الإسبانية إلى استحضار كل المعطيات القانونية والتاريخية التي تعطي الحق لبلادنا لاسترجاع أراضيها المحتلة من طرف إسبانيا، مبديا أسفه لكون الموروث الاستعماري لا يزال مجسدا لدى إرادة بعض السياسيين بإسبانيا التي ترفض التعامل مع المغرب على قدم المواساة، وأكد لشكر، في هذا الصدد، أن الشعب المغربي الذي ناضل في تناغم تام مع المؤسسة الملكية لاسترجاع وحدته الترابية سيواصل هذه المعركة بنفس التناغم والانسجام مهما تطلبه الأمر من تضحيات.
وبعد هذا الاجتماع التأم المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة الكاتب الأول، حيث تمت مناقشة وتدارس العديد من النقاط لها ارتباط بالمشروع التنموي الجديد، بالمنتدى الجهوي بجهة طنجة تطوان الحسيمة المنعقد بمدينة طنجة .
هذا وعرفت مدينة طنجة، مساء يوم السبت 19 يونيو الجاري، انطلاق فعاليات المنتدى الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمية، بحضور الكاتب الأول للحزب وأعضاء من مكتبه السياسي، والذي تم الكشف من خلاله عن الخطوط العريضة لبرنامج الحزب بهذه الجهة عبر عرض مفصل تقدم به الدكتور محمد السوعلي وسنعود إلى وقائع هذا الحدث الحزبي الهام في تغطية لاحقة.
تعليقات الزوار ( 0 )