يخلد الشعـب المغربـي ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومـة وجيش التحرير، يوم الخميس 19 غشت 2021، الذكرى 66 لانتفاضات ومظاهرات مدن أبي الجعد ووادي زم وخريبكة والقبائل المجاورة ضد الوجود الاستعماري الغاصب دفاعا عن حياض الوطن وحماه والعودة الشرعية لبطل التحريــــر والاستقلال جلالة المغفور له السلطـــان محمد الخامس طيب لله ثراه من المنفى السحيق وإعلان استقلال البلاد وتحررها من نير الاحتلال الأجنبي.
إن هذه الذكرى المجيدة بما تجسده من تضحيات ونكران للذات لرجال ونساء وشباب تعبئوا وهبوا للدفاع عن حرية واستقلال الوطن، ستظل مدونة بمداد الفخر والإعجاب على صفحات من التاريخ الوطني ومنقوشة بأحرف الوطنية والمواطنة الصادقة في الذاكرة المحلية والجهوية والوطنية يتردد صيتها ويتوهج إشعاعها كلما أتى لسان على ذكر مقاومة المنطقة للاستعمار الفرنسي.
ويعتبر هذا الحدث المتجذر في تاريخ المنطقة والمرصع بأبهى صور التلاحم الوثيق والوشائج القوية التي تشد منذ قرون خلت الشعب المغربي الأبي بالعرش العلوي المنيف، منبعا لا ينضب للقيم الوطنية تغترف من معينه الفياض الناشئة والأجيال الحاضرة والمتعاقبة.
لقد شارك أبناء إقليم خريبكة بكل شجاعة وإقدام في معركة التحرير والاستقلال مسترخصين الغالي والنفيس في سبيل عزة الوطن وكرامته مدافعين عن مقدساته وثوابته وهويته، مستنكرين إقدام السلطات الاستعمارية على فعلتها الشنيعة في 20 غشت 1953 بنفي بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب لله ثراهما وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، ومتصدين بكل استماتة لهذه المؤامرة الدنيئة التي كانت الإقامة العامة تستهدف منها المس بالعروة الوثقى التي تربط العرش بالشعب وإخماد جذوة الروح الوطنية المتأججة في نفوس المغاربة.
وهكذا، وقف أبناء المنطقة الصناديد وقفة رجل واحد معلنين انخراطهم التام والفاعل في العمل الفدائي مبادرين إلى تأسيس العديد من الخلايا السرية التي كانت تخطط وتنفذ العمليات الفدائية مستهدفة مصالح ومنشآت المستعمر ومسجلين مشاركتهم الفعالة في الانتفاضات الشعبية التي شهدتها المنطقة، وفي طليعتها ثورة 19 و20 غشت 1955 التي تزامنت والذكرى الثانية لنفي بطل التحرير والاستقلال فانتفضوا في حماس قل نظيره نساء ورجالا شيبا وشبابا هاتفين مرددين شعارات المطالبة بالاستقلال وبعودة رمز الأمة من المنفى إلى أرض الوطن، غير آبهين بالتدخلات العنيفة والوحشية لجيش الاحتلال الذي جند كل إمكانياته من جنود وعتاد عسكري لتفريق المتظاهرين، الذين سقط منهم عشرات الشهداء ملبين نداء ربهم وهم في ساحة الوغى يدافعون عن وحدة واستقلال الوطن ومئات الجرحى والمعتقلين، الذين عانوا الويلات من مختلف أشكال التنكيل والتعذيب التي ورغم بشاعتها لم تنل من عزيمتهم حيث ظلوا سائرين على درب النضال حتى تحقق النصر المنشود بفضل ذلك الالتحام الوثيق بين العرش والشعب وقوة وصمود المقاومة المغربية التي استلهمت كل مقوماتها من قائدها ورائدها الذي آثر أهوال المنفى وشدائد الإبعاد على أن يخضع لأهواء المستعمر الغاصب.
وفي خضم هذه الأحداث واستمرارا في السير على درب النضال تعزز هذا المسار الكفاحي بانطلاق عمليات جيش التحرير في غمرة ثورة عارمة كان النصر حليفها عجلت بالعودة الميمونة والمظفرة للملك المجاهد الأبي جلالة المغفور له محمد الخامس بمعية رفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة إلى ارض الوطن في 16 نونبر 1955 معلنا انتهاء عهد الحجر والحماية وإشراقة شمس الحرية والاستقلال.
وإن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وهي تخلد، ككل سنة بكل افتخار واعتزاز، فصول انتفاضات ومظاهرات مدن أبي الجعد ووادي زم وخريبكة والقبائل المجاورة، المشبعة بالدروس والعبر، والطافحة بالمعاني والدلالات، فإنها تجدد الموقف الثابت من قضية وحدتنا الترابية مؤكدين أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، فهذه هي الحقيقة الساطعة المفندة لمناورات ومؤامرات الخصوم والحسابات المغلوطة للمتربصين بالوحدة الترابية والسيادة الوطنية، وستظل بلادنا متمسكة بروابط الإخاء وحسن الجوار والدفع في اتجاه بناء الصرح المغاربي وتحقيق وحدة شعوبه، إيمانا منها بضرورة إيجاد حل سلمي واقعي ومتفاوض عليه لإنهاء النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية.
واحتفاء بهذا الحدث الوطني بما يليق به من مظاهر الاعتزاز والبرور، عملت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بخريبكة وفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير 20 غشت التابع لها على برمجة ندوة فكرية موسومة بـ: “أحداث ووقائع يومي 19و20 غشت 1955 بمنطقة ورديغة” سيؤطر وينشط فعالياتها أساتذة باحثون ومهتمون بدرس الحركة الوطنية والمقاومة والتحرير، ونخص بالذكر:
– الباحث مصطفى ميموني، الذي سيقدم مساهمة في موضوع: “قبائل وادي زم بصمة راسخة في أحداث يومي 19 و20 غشت 1955 بمدينة وادي زم”.
– الباحث رشيد الكطي، الذي سيتناول موضوع:”ورديغة إبان الحماية الفرنسية 1912 – 1956″.
– الباحث محمد مرشيش، سيقدم عرضا تاريخيا موسوم ب: “المرأة والمقاومة من خلال أحداث يومي 19و20 غشت 1955 بمنطقة ورديغة”.
– شهادة حية للمقاومة خدوج سليماني، حول: “أحداث 20 غشت 1955 بمدينة خريبكة”.
وعلى غرار النيابة الإقليمية بخريبكة أعد فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بأبي الجعد ندوة علمية تخليدا لهذا الحدث الوطني الخالد في موضوع: “ثورة الملك والشعب بين الذاكرة والتاريخ، منطقة تادلا نموذجا” بمشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين، وهم:
– الباحث عبد الحكيم السمراني،.بمساهمة موسومة ب: “المقاومة في الشعر الشفهي المغنى بتادلا، العيطة نموذجا”.
– الباحث عبد الرزاق الصافي.بمساهمة في موضوع: “النضال السياسي بأبي الجعد زمن الحماية”.
– الباحث يوسف فرساوي بمساهمة بعنوان: “ثورة الملك والشعب بين النص التاريخي والذاكرة الجماعية”.
– الأستاذ إبراهيم البحراوي بمساهمة موسومة ب: “الذاكرة الشفهية لأبي الجعد ودورها في التأريخ لتراث المدينة الحكي الشعبي نموذجا”.
وعلى ذاك المنوال عمل فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بوادي زم على تنظيم ندوة فكرية في موضوع: “ذكرى 20 غشت الأبعاد والدلالات” بمشاركة أساتذة وباحثين، أذكرهم بأسمائهم واحدا واحدا:
– الدكتور نور الدين الرحالي، الذي عنون مساهمته بـ: “الجوانب القانونية لذكرى 20 غشت”.
– الدكتور زايدي الطويل، الذي سيتناول موضوع: “البعد الديني لثورة 20 غشت”.
– الباحث محمد اليوسفي، الذي سيقدم عرضا في موضوع: “وادي زم عبر التاريخ ذكرى 20 غشت نموذجا”.
وجريا على مألوف العادة، وحرصا من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على مواصلة الجهود والمساعي الحثيثة لتحسين الأوضاع المادية والاجتماعية والمعيشية للمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير خاصة عائلات قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في وضعية العوز المادي والعسر الاجتماعي، سيتم توزيع حصة من الإعانات المالية والمساعدات الاجتماعية والإسعافات على عدد من المستحقين للدعم المادي والاجتماعي ومن هم في وضعية العسر الاجتماعي وفق برنامج تم تسطيره من لدن النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بخريبكة في تقيد والتزام تام بالتدابير والإجراءات الاحترازية المعمول بها للحد من انتشار وباء كورونا.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

تشييع جنازة المناضل والإعلامي الكبير جمال براوي في موكب مهيب

الكاتب الأول يقدم التعازي لجلالة الملك، أصالة عن نفسه ونيابة عن الاتحاديات والاتحاديين

الكاتب الأول يحضر اللقاء التواصلي الأول لنقيب المحامين بالرباط

تقديم طلبات التسجيل الجديدة في اللوائح الانتخابية إلى غاية 31 دجنبر 2023