شكلت دوائرها الانتخابية، دوما، «دوائر للموت» في الانتخابات التشريعية والجماعية، بحكم تحالف لوبي الفساد فيها مع أقطاب تجار الدين وتجار البؤس والإحسان الاجتماعي، حيث شكلوا سدا منيعا أمام مجالس مقاطعاتها ومجلسها الجماعي ومقاعد ممثليها في البرلمان، وحالوا دون تجديد النخب في هذه المدينة العلمية المناضلة ذات التاريخ المشرق والمعروفة بأعلامها المثقفين المتنورين.
إنها سلا ذات التاريخ المجيد، مدينة النضال والكفاح، والتي أنتجت نخبا فكرية وسياسية وعلمية وجمعوية وحقوقية، ولعبت أدوارا طلائعية على الصعيد الوطني، لكنها تئن اليوم، ومنذ مايزيد عن 20 سنة، تحت نير التدبير المحلي غير المنتج وذي الحصيلة الهزيلة.
إنها المدينة القريبة من العاصمة الرباط بل هي جزء لا يتجزأ منها، إنها المدينة المليونية التي لاتزال على حالها، دون مشاريع مهيكلة أواستثمارية موفرة لمناصب الشغل للشباب، بسبب من يتولون التدبير المحلي الجماعي، وعلى رأس عموديتها ومجالس مقاطعاتها، حيث أبانوا عن الفشل الذريع خلال كل الولايات إبان هذه السنين الطويلة، التي جثموا فيها على أنفاس السلاويين دون فائدة تذكر.
والغريب في الأمر، ومع حلول هذه الانتخابات، اليوم، نجد أخطبوط الفساد ولوبي تجار الدين يهيئون أنفسهم من جديد للانقضاض على مجالس سلا ومقاعدها في البرلمان، مع العلم أنهم يتحملون المسؤولية منذ سنين بل منهم من تحمل جميع المسؤوليات المنتخبة فيها من عمدة ورئيس مقاطعة وبرلماني في ولايات متعددة دون أن يكون فاعلا أومنتجا لهذه المدينة التي تستحق ساكنتها وشبابها كل الخير.
والمثير للضحك أن هذه اللوبيات التي ذكرناها سابقا، تتحدث عن تجديد النخب وتخليق العمل السياسي ومحاربة العزوف والدعوة للمشاركة، متغافلة أو متناسية، عن قصد، أنها هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن هذا الواقع البئيس.
إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بسلا ناضل بكل قواه، وبكل ما أوتي من جهد، طيلة هذه السنين التي خلت، ولايزال، لاجتثاث هذه اللوبيات، التي عاثت في الأرض السلاوية الطيبة فسادا ورهنت مستقبل هذه المدينة منذ سنين، ولم تقو على تدبير مرافقها وإقرار التنمية المحلية الشاملة بالرغم من توفر عدد من الشروط المواتية لذلك.
اليوم يأتي الاتحاد الاشتراكي بسلا، في هذه الانتخابات، ببرنامج انتخابي وطني ومحلي ويقترح على مجموع السلاويات والسلاويين كفاءات وطاقات شابة كمرشحين في هذه الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية ل 8 شتنبر، من أجل، أولا، رفع هذا الواقع المرير والتغيير وتجديد النخب، وليقول ثانيا، كفى للوبيات الفساد وتجار الدين من التلاعب بمستقبل وحاضر وماضي وتاريخ هذه المدينة.
كفاءات شابة ذات مستوى تعليمي عالي ولها مراكز مهنية محترمة، وذات أخلاق سياسية، ومصداقية في القول والفعل، والأكثر من هذا أنها تتوفر على روح الإبداع والابتكار من أجل النهوض بهذه المدينة والعمل من أجل إقرار تدبير محلي ديمقراطي ناجع ومنتج وفعال على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية والاهتمام اللازم بالاستثمار من أجل خلق فرص الشغل.
ولعل السلاويات والسلاويين، قد لاحظوا ووقفوا على ذلك من خلال المطبوعات والملصقات التي تم توزيعها في الحملة الانتخابية التي يقودها الحزب في جميع مقاطعات مدينة سلا أو من خلال الكبسولات الرقمية التي تقدم محتوى ومضامين البرنامج الانتخابي المحلي والوطني.

الكاتب : مكتب الرباط: عبد الحق الريحاني

بتاريخ : 01/09/2021

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الفريق الاشتراكي يطالب بمنهجية تشاركية لأجل قانون إضراب يخدم المجتمع

بيان منظمة النساء الاتحاديات

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»