أوروبا ليست عدوة لنا ولنا فيها حلفاء مثل إسبانيا وألمانيا وغيرهما

المغرب كان دوما مرتبطا دينيا وثقافيا واقتصاديا مع العمق الإفريقي

تعتبر خولة لشكر، عضو المكتب السياسي ورئيسة لجنة العلاقات الخارجية، والتي تقود حاليا وفدا اتحاديا في أمريكا اللاتينية دفاعا عن الوحدة الترابية، أن الدبلوماسية الموازية تتطلب الاستمرارية لأنها تبنى على أبعاد إنسانية، وتؤكد أن توجهات الحزب تعمل وفق استراتيجة متكاملة بتعميق الحوار والتواصل جنوب -جنوب مع الفرقاء في الأحزاب الاشتراكية، مشددة على أن حزب الاتحاد الاشتراكي امتداد لحركة التحرير والاستقلال، لذلك فالوحدة الوطنية من صميم وجود الحزب، وفي سياق تداعيات النزاع مع البرلمان الأوروبي، تقول عضو المكتب السياسي: لا أعتقد أن هناك «عداء أوروبيا للمغرب». علاقة المغرب مع الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي عريقة واستراتيجية للطرفين. صحيح أن هناك تشنجا مع بعض الجهات (البرلمان الأوروبي مؤخراً) ولكن لا يجب أن نغفل أن لدينا شركاء حقيقيين في أوروبا، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر إسبانيا و ألمانيا.
عموما لا يجب أن نغفل أن الدول الأوروبية لا تعترف بالجمهورية الوهمية نهائياً .

o o بصفتك منسقة لجنة العلاقات الخارجية بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ما هي استراتيجية العمل التي تم تسطيرها ؟
n n فريق عمل المكتب السياسي المكلف بالعلاقات الخارجية يشتغل حالياً على استراتيجية 2023-2026. أهم خصائصها هو أننا حددنا أولويات الحزب في علاقاته الثنائية، ونتوجه أساساً لتقوية الشراكات جنوب-جنوب سواء مع الأحزاب الاشتراكية التقدمية بإفريقيا أو العالم العربي أو أمريكا اللاتينية.
o o ما هو الدور التاريخي الذي لعبه حزب الاتحاد الاشتراكي ضمن استراتيجيته في الدفاع عن قضية الصحراء ؟
n n ‎يعتبر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية امتدادا مباشرا ‎لحركة التحرير الوطنية، ومن هنا انخرط الاتحاد الوطني للقوات الشعبية منذ تأسيسه في خلق جسور التواصل والتعاون مع كل حركات التحرير، والتي ستعرف بدورها تغيرا كبيرا بعد انتهاء مرحلة الاستعمار .
‎من بين المبادرات العالمية الأولى التي كان قد انخرط فيها الاتحاد:
‎•منظمة التضامن بين شعوب إفريقيا وآسيا
‎•الإعداد لمؤتمر القارات الثلاث
‎•الانضمام للأممية الاشتراكية
‎ويظل الهدف الأساسي من انخراط الاتحاد الاشتراكي في ربط و توطيد علاقاته بالأحزاب الاشتراكية عبر العالم هو الترافع عن الوحدة الترابية للمغرب والتعريف بالنموذج التنموي المغربي ومسار الاختيار الديموقراطي.
‎ويتميز انخراط الاتحاد الاشتراكي في مجال الدبلوماسية الموازية ب:
‎•كونه مهمة جوهرية من صلب مرجعية الحزب الوطنية من الجهة والتقدمية الاشتراكية من جهة أخرى.
‎•الاستمرارية والانتظام في التواجد مهما كانت الصعوبات أوالمعيقات (قناعةً بأن الديبلوماسية الموازية تحتاج النفس الطويل لبناء الجسور والحفاظ عليها).
‎•المصداقية من حيث أن المضمون الترافعي يجد أسسه في مرجعية الحزب ومبادئه.
o o مع تنامي العداء الأوروبي للسيادة المغربية، كيف تواجهون الأمر مع حلفاء الحزب الأوروبيين؟
n n لا أعتقد أن هناك «عداء أوروبيا للمغرب». علاقة المغرب مع الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي عريقة واستراتيجية للطرفين. صحيح أن هناك تشنجا مع بعض الجهات (البرلمان الأوروبي مؤخراً) ولكن لا يجب أن نغفل أن لدينا شركاء حقيقيين في أوروبا، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر إسبانيا وألمانيا.
عموما لا يجب أن نغفل أن الدول الأوروبية لا تعترف بالجمهورية الوهمية نهائياً وأن حتى الدول التي لا تساند الموقف المغربي فهي تلتزم بالطرح الأممي في هذه القضية. فقط هناك أصوات تقتات على هذا النزاع المفتعل، وللأسف هذه الأصوات تحدث بين الفينة والأخرى ضجيجاً كثيراً.
من جهتنا نحرص دائماً على مراسلة الأحزاب السياسية الصديقة وتنظيم لقاءات ثنائية لتفسير الموقف المغربي وتنوير زملائنا في الأحزاب الاشتراكية والتقدمية للحد من الإشاعات التي يروج لها البوليساريو.
o o كيف تطورون العلاقات مع إسبانيا التي اختارت نسج علاقات استراتيجية مع المغرب ؟
n n العلاقة مع الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني متميزة بكل المقاييس. خاصة بعد التطور المهم الذي سجلته العلاقات الثنائية بين المملكتين. وعلى الصعيد الحزبي لدينا شراكة قوية مبنية على التشاور والتنسيق المشترك في المنتظمات الدولية والإقليمية التي ننتمي إليها.
o o الاتحاد الاشتراكي يلعب دورا محوريا في الأممية الاشتراكية والتحالف التقدمي، ما أهمية هاته المؤسسات في التأثير على صناعة القرار دوليا ؟
n n هذه منظمات دولية تضم كل الأحزاب السياسية التقدمية والاشتراكية بالعالم، يعني أنها تضم قادة سياسيين في موقع القرار في مختلف دول العالم، وحتى الأحزاب التي تكون في المعارضة بعد وهلة تصبح في موقع القرار. بالتالي فالترافع حول القضية الوطنية وتقديم المسار الديموقراطي المغربي يسمح بتقريب وجهات النظر في القضايا التي تهم المغرب.
o o كيف تقيمين أداء الدبلوماسية الموازية دفاعا عن قضايا المغرب في المحافل الدولية؟
n n لا أظن أنه يمكن الحديث عن تقييم، ولكن يمكن أن نتحدث عن مسار متصاعد من حيث الأداء وتعدد الواجهات، وهذا هو المهم. فهناك الواجهة الجامعية والواجهة الثقافية والرياضية والسياسية، وكلها إطارات مكنت من التعريف بالمغرب وثقافته ومساره التنموي، وبالتالي الدفاع عن موروثنا الثقافي، وعن نموذجنا التنموي ومسارنا الديموقراطي ووحدتنا الترابية وسيادة وطننا.
o o ما تعليقكم على قرارات الاتحاد الأوروبي المتسترة خلف حقوق الإنسان لمهاجمة المغرب؟
n n كما قلت سابقاً هي مناورات تدفع بها جهات لها أجندات مشبوهة وللأسف يورطون معهم أشخاصا ليس لهم معلومات دقيقة عن الملف. وهنا يأتي دورنا كأحزاب للتوضيح والتفسير. بالنسبة لقرارات البرلمان الأوروبي أحيلكم على رد الفريق الاشتراكي في الموضوع. فنحن أدرى بمشاكلنا، ولنا ما يكفي من الكفاءة والوطنية للترافع والدفاع عن حقوقنا كمغاربة، لذلك لن نسمح لأي جهة أن تعطينا دروساً في هذا الشأن أو غيره، كما أننا لا نتطاول على المشاكل الداخلية للدول الأوروبية وهي كثيرة.
o o يلعب المغرب دورا كبيرا في تطوير أداء الاتحاد الإفريقي والعلاقات البين إفريقية، ما هي نقط قوة المغرب إفريقيا؟
n n المغرب مؤسس لهذه المنظمة وعودته إليها هي نتاج رؤية واستراتيجية للمملكة في تقوية البعد الإفريقي أولاً، لأن المغرب هو الدولة الشمال إفريقية الوحيدة التي كانت دائمة في اتصال وتواصل مع العمق الإفريقي سواء في الجانب الديني والثقافي أوالاقتصادي والسياسي. كذلك المغرب في قمة الدول الإفريقية المستثمرة في القارة حيث نحتل، حسب القطاعات، المرتبة الأولى أو الثانية. كما أن المغرب فاعل في حل النزاعات الإقليمية عبر مساهمته في بعثات القبعات الزرق في القارة مثلاً، وأخيراً فالمغرب يساهم في تقوية الثقافة الإسلامية بافريقيا بمرجعية متسامحة عبر التكوين وتوزيع المصاحف وبناء المساجد. كل هذه المعطيات تفيد أن المغرب فاعل مهم في العلاقات بين إفريقية.
o o المغرب نوع من الأسواق التي يتعامل معها في مختلف المجالات الاقتصادية، كيف يؤثر ذلك على الدبلوماسية المغربية ؟
n n الديبلوماسية تعمل على خلق إطارات للتواصل بين الأطراف المتضاربة من خلال تطوير العلاقات بين الأشخاص مثلاً بهدف فهم الصراع من وجهة نظر الآخر ووضع استراتيجيات مشتركة لحل الصراع والتاثير في الراي العام. من المؤكد كذلك أن العلاقات الاقتصادية تؤثر في مواقف الدول والشعوب لهذا فان تنويع العلاقات الاقتصادية يؤثر مباشرة في العلاقات والتأثيرات الجيوسياسية.
o o ما هي الإكراهات التي تواجه الدبلوماسية الموازية، وكيف يمكن تطويرها ؟
n n أعتقد أن الصعوبة نابعة من كون الدبلوماسية الموازية تنبني على العلاقات الإنسانية.، بالتالي فإن الصعوبة هي في الاستمرارية والانتظام في التواجد مهما كانت الصعوبات أو المعيقات. الديبلوماسية الموازية تحتاج النفس الطويل لبناء الجسور والحفاظ عليها.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية